السبت 7 سبتمبر 2024

فى ذكرى رحيل كاميليا| قصة ألفها القدر.. وما سر سفرها فى آخر لحظات حياتها؟

كاميليا

فن31-8-2024 | 16:55

أحمد نيازى الشريف

فنانة من طراز خاص، طاغية فى جمالها وملامحها التى تحير رسام الوجوه عندما يقوم بتصميمها ليكون في حالة اشتياق ولوعة لملامح لم تظهر أمامه من قبل، أحبها وتعلق بها الجميع من أول ظهور لها على شاشة الأبيض والأسود وذلك رغم ديانتها وأصولها اليهودية، أنها الفنانة والإنسانة كاميليا التى يتزامن اليوم ذكرى رحيلها الموافق 31 من أغسطس لعام لتكون الأعلى أجراً بين فنانات جيلها فى فترة الأربعينيات من القرن العشرين.

اسمها الحقيقي "ليليان فيكتور ليفى كوهين" المصرية ذات الأصول اليهودية، حيث ولدت فى 13 من ديسمبر لعام 1919م، وذلك فى حي الأزاريطة الشعبي بالإسكندرية نشأة فقيرة هي وأمها على إيرادات البنسيون الذي تمتلكه أمها.

وللفنانة كاميليا قصة حياة ألفها القدر وختمها لتكون قصة للسينما المصرية التى لاقت أقاويل كثيرة حول رحيلها وهل أنه كان بفعل فاعل أم أن القدر هو من كان له نصيب الأسد فى تلك الواقعة التى باتت حديث الكثيرين حينها.

وفى إحدى المناسبات العامة رأى المخرج أحمد سالم الفنانة كاميليا وذلك عام 1946 م، وكان حينذاك لم يتعدى عمرها السابعة والعشرون، فأعجب بكونها وجها جديداً يحمل ملامح الجمال لذا تعاقد معها على أنها تكون تحت الإختبار ووعدها بأنها ستكون نجمة لامعة وممثلة مشهورة، ولكن لهجتها الاعجمية كانت سبباً كبيرا في عدم نجاحها واختيارها، لذا أصرت على إتقانها اللغه العربيه بجدارة حتى أن التقت بالفنان المسرحى يوسف بك وهبى ليضمها إلى طاقم عمل فيلم "القناع الأحمر"، لتنطلق بعدها وعلى مدار 3 سنوات لتقدم 21 عملا فنيا، لتكون الأعلى أجرا بين فنانات جيل الأربعينات، ومن هنا بدأ نجم الفنانة كاميليا يلمع فى سماء السينما المصرية.

وبرغم جمالها وأناقتها وملامحها الطاغية فلم تتزوج الفنانة كاميليا خلال حياتها، لكن كثيرون من يشهدون على قصة تنافس الفنان رشدي أباظة عليها مع الملك فاروق حينذاك ، والذي كان مولعا بحبها له، لذا كانت هى في نفس الوقت تعشق الفنان رشدي أباظة، وفضلته عن جلالة الملك فاروق.

ذلك الأمر الذي جعل البعض يقول إنه كانت هناك أوامر ملكية بإفشال فيلم “امرأة من نار” الذي شاركها فيه أباظة.

وبدأت مذكرات الفنانة كاميليا فى 19 يونيو عام 1949، وذلك بتفاصيل مرضها الخطير، لذا عانت بمرضين وكان الأول بأزمتها أيام الفقر وبدايته، أما المرض الثانى وازمتها الثانية كانت أثناء الحرب العالمية الثانية.

فكان المرض الأول الذي تعرضت له الفنانة كاميليا أنها عانت من آلام الصدر وكان بدايته إصابتها بمرض السل الذى كاد أن يخترق منطقة الصدر وشفيت منه، وذلك على لسان الكاتب المعروف مصطفى نصر في كتابه “عصر الفن الذهبي: حكايات لا تعرفها”.

أما عن المرض الثانى الأزمة الثانية التى لم يعرفها الكثيرون، وذلك على لسان المؤرخ جمال بدوى خلال لقاء نادر أجراه معه الاعلامى عمرو الليثي عبر برنامج "إختراق" قائلاً "أن الفنانة كاميليا عانت من مرض نسائي تسبب في ابتعاد الرجال عنها، وذلك بسبب 4 جنود أستراليين اعتدوا عليها خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وتركوا في جسدها علامات لا يمكن أن يخفيها الزمن.

وبعدها مالبث وأن قامت الممثلة كاميليا زتواصلت مع طبيب ذائع الصيت ويتحدث عنه الكثيرين في سويسرا، لذا نصحها بالقدوم إليه، ولكنها لم تجد تذكرة سفر، ومن هنا تلعب الصدفو الغريبة دورها، لذا لغى الكاتب أنيس منصور حجزه فكانت التذكرة من نصيبها، والتي أصبحت فيما بعد تذكرة موت.

وفى إعلان بالبنط العريض نشرته جريدة الأهرام وكان مفاداة المنشور "خبر سقوط الفنانة كاميليا"،كالتالي"في الساعة الرابعة فجر يوم 31 أغسطس عام 1950، سقطت الطائرة “ستار أوف ماريلاند” في محافظة البحيرة، وذلك أول طائرة مدنية مصرية، والتي حملت رحلة رقم 903 المتجهة إلى روما. لتتوفي كاميليا عن عمر يناهز 30 عاما، هي و54 راكبا آخرين.

وبعد بحث استغرق بعض الوقت عن أشلاء الركاب داخل تلك الطائرة المنكوبة، تم العثور على جثة الفنانة كاميليا مدفونة في رمال الصحراء، وكان نصفها متفحم تماما، وبالرغم من أنها كانت يهودية تماماً فى الأوراق الرسمية إلا أن والدتها صلت عليها صلاة المسيحية الكاثوليكية وذلك فى كنسية القديس يوسف بالأنتيكاخانة وبعدها قامت بخروج جنازتها