السبت 31 اغسطس 2024

"وول ستريت جورنال": كيف تغيرت الديناميات بين إسرائيل وحماس وإيران؟

قطاع غزة

عرب وعالم31-8-2024 | 20:29

دار الهلال

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية "إنه في الوقت الذي تسعى فيه إدارة بايدن لتصوير الخيارات أمام إسرائيل بشكل واضح على أنه: إما التوصل إلى اتفاق في غزة أو مواجهة تصعيد إقليمي شامل، تتشابك مصالح إيران وحزب الله لتزيد الأمور تعقيدًا.. وبينما تأمل بعض الأوساط الأمنية الإسرائيلية في أن تقبل إسرائيل بتنازلات جوهرية لإبرام اتفاق مع حماس، تظل القيادة الإسرائيلية مصممة على موقفها، مما يزيد من تعقيد الأزمة".

ورأت الصحيفة الأمريكية - في تقرير لها - أن الأحداث الأخيرة شكلت اختبارًا كبيرًا لتلك التصورات، حيث أنه في نهاية الأسبوع الماضي، كان من المتوقع أن تشهد المنطقة تصعيدًا كبيرًا بعد رفض حماس للتنازلات الإسرائيلية حيث اعتبرتها غير كافية وبناء عليه قام حزب الله بالتصعيد، لكن إسرائيل فاجأت الجميع بإجراءات استباقية منعت التصعيد، لافتة إلى أن هذا التحول المفاجئ يُطرح سؤالًا جوهريًا هو هل يمكن أن تكون هناك خيارات جديدة غير متوقعة في هذا الصراع المستمر؟.

وأشارت الصحيفة إلى أن اسرائيل دمرت الآف الصواريخ في الفترة الأخيرة، مما جعل حزب الله يقلل من حدة هجومه، وأنه من هنا ظهر الخيار الثالث المفقود وهو اتخاذ إسرائيل بادرة الأمور لمنع التصعيد.. وأضافت: أنه "في وقت متأخر من ليلة الثلاثاء، اتخذت إسرائيل المبادرة مجددًا بإطلاق عملية مفاجئة للحد من التصعيد في الضفة الغربية، وقتلت إسرائيل قيادى في حماس بجنين".

وتابعت الصحيفة "حتى الآن، لم يتم التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، كما لم يحدث تصعيد كبير.. ويشير مسؤول إسرائيلي رفيع إلى أنهم أثبتوا خطأ التوقعات بأن الصراع سيتصاعد، بينما لا تبدو الإشارات الأخيرة مبشرة لحماس، فقد احتفى حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله والمرشد الإيراني علي خامنئي بإطلاق حزب الله 210 صواريخ يوم /الأحد/، والتي لم تصب شيئا ولم تحقق الكثير".

واستطردت: "وفي ظل الوضع المتأزم، يطلب حسن نصر الله من اللبنانيين أن "يهدأوا"، بينما يبدو أن زعيم حماس يحيى السنوار يواجه أزمة حقيقية.. وفي إيران، يضيف علي خامنئي بأن الحرب تأخذ أشكالًا متعددة، وأنها لا تعني دائمًا حمل السلاح، بل تتطلب التفكير السليم، والتحدث بوضوح، والتعرف على التهديدات بدقة، والتصويب بشكل متقن".

ورأت الصحيفة أن إيران أكثر من إسرائيل، تواجه الآن معضلة استراتيجية، وهي: هل تفضل أن تفقد حماس كقوة قتال فعالة أم تدفع عواقب التدخل لإنقاذ وكيلها؟، فمن وجهة نظر إسرائيل، لا تبدو إيران متحمسة لاستكشاف تلك العواقب، مشيرة إلى أن القوات الأمريكية مستعدة لاعتراض صواريخ إيران، وإسرائيل جاهزة للرد، حيث أثبتت قواتها الجوية وأجهزتها الاستخباراتية قدرتها على الضرب في أي مكان في إيران، كما تتزايد المعارضة الداخلية الإيرانية للتورط المكلف في الحروب البعيدة.

وخلصت الصحيفة إلى أنه كلما تضاءلت آمال حماس في إنقاذ إيراني، وكلما قلت الفجوة بين الولايات المتحدة وإسرائيل في نظر حماس، زادت احتمالية قبولها بوقف إطلاق النار.