الإثنين 2 سبتمبر 2024

دراسة أثرية تسلط الضوء على مجتمع ظل منعزلا مدة خمسة قرون

قرية لاس جوباس

ثقافة2-9-2024 | 01:38

إٍسلام علي

سلطت دراسة أثرية الضوء على "لاس جوباس" الذي عرف عنه انعزاله في العصور الوسطى والذي يقع بشمال إسبانيا.

تقع لاس جوباس بين حدود الممالك المسحية الشمالية والأندلس "الدولة الأموية" وذلك في العصور الوسطى المبكرة، وتميزت هذه الفترة في شبه الجزيرة الأيبيرية بالتنافس الديني وصراعات السلطة والتنقل البشري الواسع، وهي العوامل التي ساهمت في تشكيل أوروبا الحديثة.

كان ذلك المجتمع قائما في منتصف القرن السادس حتى القرن الحادي عشر، واشتهر بكنيسته ومساكنه المنحوتة في الكهوف، وتمكن الباحثون من السويد وإسبانيا عن طريق إجراء الأبحاث المكثفة على 41 مدفنا وخضع منهم 39 للتحليل الأثري، وحدد الباحثون وجود فيروس الجدري في المجتمع، مما قد يقدم تفسيرا جديدا لكيفية انتشار هذا الفيروس في شبه الجزيرة الأيبيرية.

وبدورها، نشرت هذه الدراسة في مجلة Science Advances وركزت على موقع لاس جوباس الريفي في مقاطعة بورغوس شمال إسبانيا، بالقرب من قرية لانيو.

قام فريق متعدد التخصصات بقيادة ريكاردو رودريجيز فاريلا من مركز علم الوراثة القديمة "CPG" في ستوكهولم، بدمج البيانات الوراثية والأثرية والتاريخية للكشف عن وجود مجتمع مترابط في شمال شبه الجزيرة الأيبيرية، والذي ظل معزولا نسبيا على الرغم من قرون من الاضطرابات الإقليمية.

وأوضح رودريجيز فاريلا أن "نتائجنا تشير إلى أن هذا المجتمع ظل معزولا لمدة لا تقل عن خمسة قرون"، وأضاف "على الرغم من قرب لاس جوباس من المناطق الخاضعة للحكم الإسلامي، وجدنا مستويات منخفضة نسبيا من الأصول الإفريقية الشمالية والشرق أوسطية مقارنة بمجتمعات أخرى من العصور الوسطى في شبه الجزيرة الأيبيرية، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في هذه الأصول بعد الفتح الإسلامي لإيبيريا".

وسلطت زوي بوتشون من مركز أبحاث الجدري الضوء على اكتشاف العديد من مسببات الأمراض في بقايا بشرية من لاس جوباس، مثل بكتيريا Erysipelothrix rhusiopathiae التي تنتقل من الحيوانات الأليفة إلى البشر من خلال الجروح المفتوحة. 

كما تم تحديد فيروس الجدري في أحد الأفراد المدفونين، وتبين أن هذه السلالة مشابهة لتلك الموجودة في الدول الاسكندنافية وألمانيا وروسيا، مما يشير إلى انتشار الجدري في جميع أنحاء أوروبا خلال العصور الوسطى.

أكد أندرس جوثرستروم، المؤلف الرئيسي للدراسة، على شمولية الأبحاث، مشيرًا إلى أن "مجموعة من الأقارب، التي اعتادت العنف، استقرت في لاس جوباس خلال القرن السادس أو السابع، وبحلول القرن العاشر، تأثرت لاس جوباس بالجدري، الذي انتشر عبر أوروبا، وليس عبر الطرق الإسلامية، كما كان يُعتقد سابقًا"، وذلك نقلا عن الموقع الرسمي لجامعة ستوكهولم.