الثلاثاء 3 سبتمبر 2024

المشروع القومي للتنمية البشرية.. تفاصيل مبادرة "بداية" لبناء الإنسان وخدماتها لكل المواطنين

المشروع القومي للتنمية البشرية بداية

تحقيقات2-9-2024 | 12:51

أماني محمد

يظل ملف بناء الإنسان أولوية لدى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما تضعه الحكومة على رأس الملفات التي تعمل عليها في برنامجها، ومن أبرز المبادرات في هذا الملف تأتي مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان، وهو المشروع القومي للتنمية البشرية، والذي الذي يستهدف تعزيز الاستثمار في رأس المال البشري.

المشروع القومي للتنمية البشرية

وخلال اجتماع أمس، اطلع الرئيس عبد الفتاح السيسي على محاور المشروع القومي للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، والذي يعمل من خلال برنامج مجمع يستهدف تنمية الإنسان والعمل على ترسيخ الهوية المصرية، ويشمل عددًا كبيرًا من المبادرات في مجالات الصحة والتعليم والثقافة والرياضة وتوفير فرص العمل، وذلك بطريقة تكاملية بين جميع جهات الدولة والمجتمع الأهلي والخاص؛ بهدف استفادة جميع فئات المواطنين، من مختلف الأعمار، من موارد الدولة بعدالة وفاعلية، وتحسين جودة الحياة للمواطن المصري بجميع محافظات الجمهورية، حسبما أوضحت رئاسة الجمهورية في بيان لها أمس.

ووجه الرئيس بالانتهاء من صياغة الخطط التنفيذية لمحاور العمل بالمبادرة، مشددًا على أن رأس المال البشري يعد الثروة الحقيقية لمصر، التي يجب العمل على تنميتها والاستثمار فيها، ومؤكدًا تعزيز جهود التنسيق والتكامل بين جميع جهات الدولة في مختلف أقاليم الجمهورية، لتحقيق مستهدفات المبادرة، وبحيث يلمس المواطنون عوائدها الإيجابية في أسرع وقت.

ونشرت الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء، قبل أيام على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، مقطع فيديو عن المشروع القومي للتنمية البشرية "بداية" تنفيذا لمبادرة رئيس الجمهورية للتنمية البشرية، موضحة أنه من المرتقب بداية العمل في نوفمبر المقبل.

ما هي مبادرة بداية جديدة؟

المشروع القومي للتنمية البشرية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، هو أحد تكليفات الرئيس للحكومة الجديدة متمثلة في المجموعة الوزارية للتنمية البشرية إلى تحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠ وبرنامج الحكومة و التنمية المستدامة في مجالات الصحة والتعليم، والثقافة والرياضة وتوفير فرص العمل بطريقة تكاملية بين كافة.

وتستهدف المبادرة تنفيذ برامج وأنشطة وخدمات متنوعة تشمل كافة الفئات العمرية وتغطي جميع محافظات الجمهورية، وذلك تماشيا مع رؤية القيادة السياسية نحو بناء مجتمع متقدم ومتكامل وتعد نتاجا للعمل الجماعي المشترك من قبل كافة وزارات وجهات الدولة وبمشاركة المجتمع المدني والقطاع الخاص ، لإعداد برنامج عمل مجمع يستهدف تنمية الإنسان المصري والعمل على ترسيخ الهوية المصرية بحيث يشعر المواطن بالمردود الإيجابي خلال فترة وجيزة.

يهدف المشروع القومي للتنمية البشرية بداية جديدة لبناء الإنسان، إلى تحسين جودة حياة المواطنين في جميع محافظات الجمهورية بخدمات وأنشطة وبرامج متنوعة مستهدفة كل الفئات العمرية منذ الولادة إلى ما بعد عمر الـ 65 عاما، من خلال تنسيق العمل بين الوزارات والجهات الشريكة لتوحيد الجهود والاستفادة من قدرات الجهات المجتمعية، بأسلوب تكاملي تشاركي لضمان عدالة توزيع، وكفاءة تقديم الخدمات والأنشطة التي تستهدف المواطن مباشرة، وذلك بالاستفادة من الموارد المتاحة لتعظيم الفائدة التي تعود على المواطن ويشعر بها سريعا، وصولا إلى تحقيق التنمية البشرية المستدامة.

وقالت المبادرة، في بيان سابق لها، إنه على رأس أهداف المشروع القومي للتنمية البشرية بناء الإنسان بتعزيز القدرات والمهارات البشرية وتطوير الخدمات الحكومية في مجالات الصحة، والرياضة والتعليم والثقافة والعمل ، بشكل يضمن تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز دور القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني في تقديم الخدمات وتحقيق التكامل بينهم للوصول إلى خلق أجيال صحيحة رياضية تتمتع بالثقافة وتمتاز بالحفاظ على القيم والأخلاق والمبادئ بدعم من الأزهر والكنيسة ووزارة الأوقاف وقادرة على الإبداع والابتكار والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وتمتلك المهارات المناسبة لاحتياجات سوق العمل، وتعمل فيه الدولة على تطوير البنية التشريعية وتحديثها من خلال وزارات العدل والشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي وكذلك ضمان الحماية الاجتماعية من خلال وزارة التضامن الاجتماعي وتطوير المجتمع المحلي من خلال وزارات التخطيط والتنمية المحلية.

يضم المشروع القومي للتنمية البشرية العديد من المبادرات الفرعية، من أهمها برامج الأطفال من سن يوم حتى 6 أعوام، بهدف تنمية مهارات الأطفال وتشجعيهم على الإبداع والاهتمام بصحتهم وتقليل معدلات وفيات الأطفال حتى سن 28 يوم وبرامج للفئة العمرية من 6 سنوات حتى 18 عاما تتضمن برامج تعليمية وتدريبية لتحسين مهاراتهم وتجهيزهم صحيا وتعليميا وثقافيا وبدنيا لسوق العمل، وبرامج للكبار من سن 18 حتى 65 عاما وما فوق، وتشمل برامج تدريبية لرفع القدرات والتأهيل لسوق العمل، فضلا عن برامج الدعم كبار السن والمشاركة المجتمعية.

وتشمل محاور التنمية في المشروع التعليم بتطوير المناهج التعليمية، وتوافر برامج تدريبية متقدمة للمعلمين، وتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم، وكذلك الصحة بإطلاق حملات توعوية وبرامج صحية وقوافل علاجية بالمحافظات لتحسين الخدمات الصحية، فضلا عن الرياضة من خلال دعم النشاط الرياضي وضمان توافر آلياته في كل محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى الثقافة وتعظيم دور بيوت الثقافة والمسرح والسينما، وأيضا التوظيف بخلق فرص عمل جديدة وبرامج لتطوير المهارات بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل، وذلك في ظل آليات منسقة ومتكاملة ومتداخلة بين الوزارات والجهات الشريكة مع وجود آلية متطورة لمتابعة مركزية من خلال تطبيق لا مركزي للمشروع القومي بكل محافظة لضمان تحقيق الأهداف المنشودة، واستفادة ورضا كافة المواطنين .

برنامج البداية الذهبية للأسرة والطفل

وفي إطار هذه المبادرة، أعلنت مبادرة رئيس الجمهورية للتنمية البشرية " بداية جديدة لبناء الإنسان"، إطلاق برنامج البداية الذهبية للأسرة والطفل من سن صفر إلى 6 سنوات بالتشارك بين كافة جهات الدولة ووزارات الصحة والتضامن والتربية والتعليم والشباب والرياضة والثقافة الدولة تنهض لوضع برنامج متكامل للأسرة والأطفال حديثي الولادة.

وتستدف المبادرة تنمية الطفولة المبكرة، التي تبدأ من سن صفر إلى 6 سنوات ويطلق عليها المرحلة الذهبية، باعتبار أن الاستثمار في هذه المرحلة أنجح مشروع استثمار في حياة الأمم حيث تمثل السنة سنوات الأولى في حياة الإنسان حجر الأساس لتطوير قدراته الذهنية والجسدية والنفسية طوال العمر.

وسيعمل البرنامج على الاستثمار في المرحلة العمرية الذهبية من خلال تحسين الرعاية الصحية والتعليمية والنفسية للأطفال من بدء الحياة حتى 6 سنوات، عن طريق توفير رعاية صحية قبل الحمل فضلا عن خلق بيئة آمنة تضمن حمل وولادة أمنة، وكذلك خلق مناخ صالح التربية إيجابية وتطورية عالية الجودة، تعمل على تحفيز القدرات الطفل على التعلم بدء من حياته داخل الرحم وتستمر عملية تطوير مهارات الطفل في المرحلة من سنة أشهر إلى سنة.

وأكدت المبادرة أنه تتضافر كل جهود الدولة المصرية ووزاراتها المعنية من أجل تحقيق تنمية فعلية لمرحلة الطفولة المبكرة حيث تعمل وزارة الصحة والسكان على توفير رعاية صحية ذات جودة عالية سواء من خلال الاهتمام بصحة الطفل ورعايته وهو جنين حتى ولادته وصولا إلى نهاية الطفولة المبكرة في تلك المرحلة، إلى جانب تأمين تغذية سليمة تمكنه من النمو والتطور بشكل صحي وسليم لتحقيق افضل المخرجات الصحية مثل تقليل معدلات الأنيميا والتقزم وسوء التغذية، وتخفيض معدلات وفيات الرضع وحديثي الولادة والأطفال تحت سن الخامسة.

فيما يأتي دور وزارة التضامن الاجتماعي في تمكين الأسر اقتصاديا وتوفير التغطية الشاملة للحضانات وحماية حقوق الطفل في أسرة واعية وحمايته من العنف، بينما تهتم وزارة التربية والتعليم برفع معدلات التحاق الأطفال بالتعليم قبل المدرسي لتنمية مهاراتهم واستعدادهم للتعليم الابتدائي ووضع آلياته وتدريب المدرسين على كيفية التعامل مع الأطفال في هذه السن بالغة الدقة.

كما تتينى وزارة الثقافة التمكين الثقافي للوالدين ورفع الوعي بأهمية هذه الفترة من خلال وضع برامج تثقيفية وندوات توعوية ذات الصلة، وتتبنى وزارة الشباب والرياضة وضع برنامج تنشئة بدنية سليمة للأطفال لبناء جيل رياضي معافي بدنيا وصحيا.

كما تتشارك كافة الوزارات المختلفة في توفير بيئة وحاضنات في المجالات المختلفة للأطفال التابعين للبني جيل من العلماء والرياضيين والمثقفين ورجال الفن العباقرة بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 ويهدف المشروع إلى رفع نسبة التغطية بالحضانات المرخصة من وزارة التضامن الاجتماعي في الفئة العمرية من 0 إلى 4 سنوات خلال ثلاث سنوات، ورفع نسبة التغطية في التعليم قبل المدرسي من 50% إلى 60% خلال ثلاث سنوات، وخفض مستويات الأنيميا والتقزم وسوء التغذية بين الأطفال بنسبة 10% كل سنة، وكذلك خفض معدل وفيات الأطفال الرضع وحديثي الولادة ودون الخامسة بنسبة 10% كل سنة، فضلا عن رفع نسبة الرضاعة الطبيعية المطلقة عند 4-5 شهور من 15% إلي 50% في ثلاث سنوات.

أما عن الفئات التي يستهدفها المشروع فهم الأطفال من عمر ٥ إلى 6 سنوات والآباء والأمهات أولياء الأمور، ومقدمي الخدمات بالحضانات إلى جانب مقدمي خدمات الرعاية الصحية للطفولة المبكرة في المؤسسات الصحية والمدرسين للتعليم قبل المدرسي.