أكد وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الدكتور عمرو طلعت، الدور الحيوى الذي تقوم به مصر لتحقيق التقارب التكنولوجي الآسيوى الإفريقي، والذي يعتمد بشكل أساسي على بنية تحتية دولية قوية ومتنوعة وآمنة، مشيرا إلى أن مصر قامت بتحقيق هذا الترابط على مدار العقود الماضية من خلال أنظمة الكابلات البحرية التي تربط آسيا وإفريقيا بالعالم.
وذكر بيان لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، اليوم الأربعاء، أن ذلك جاء في الكلمة التي ألقاها وزير الاتصالات نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى في جلسة القادة ورؤساء الوفود ضمن فعاليات منتدى "إندونيسيا - إفريقيا" الثاني (IAF)، والذي تستضيفه مدينة بالى في إندونيسيا بحضور الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو، وبمشاركة أكثر من 800 من رؤساء الدول والحكومات، والمسؤولين من القطاع الحكومي والقطاع الخاص، بالإضافة إلى نخبة من المجتمع الأكاديمي من مختلف دول القارة الإفريقية وإندونيسيا، والمنظمات الدولية والإقليمية.
وشدد وزير الاتصالات، في الكلمة، على أهمية تشجيع الاستثمارات ونشر المزيد من الكابلات البحرية التي تربط جنوب شرق آسيا وإفريقيا بالعالم، للوصول إلى مستويات التقارب التكنولوجي المطلوب، والذي أصبح أحد السمات المميزة للشراكة بين الدول في العصر الرقمي، حيث أصبح الاتصال الرقمى ضرورة لا غنى عنها.
وأوضح أن استراتيجية مصر الرقمية يتم تنفيذها وفقا لنهج يتمحور حول المواطن ويهدف إلى تلبية الطلب المتزايد للمواطنين على الخدمات الحكومية الرقمية وتقديمها بشكل سريع واستباقي، مبينا أنها استراتيجية شاملة تضم العديد من المحاور التي تستهدف إتاحة الوصول إلى البنية التحتية الرقمية، ومحو الأمية الرقمية، وبناء القدرات الرقمية، ودعم الابتكار الرقمي، وتسريع التحول الرقمي بجميع القطاعات الحكومية.
ونوه إلى اختيار العاصمة الإدارية الجديدة كـ"عاصمة رقمية عربية لعام 2021" من قبل جامعة الدول العربية، كما ارتفع تصنيف مصر في مؤشر جاهزية الحكومة الرقمية الصادر عن البنك الدولي، حيث جاءت مصر ضمن مجموعة الدول الرائدة في الحكومة الرقمية بالتصنيف (A) في عام 2022 صعودا من التصنيف (C) في عام 2018.
واستعرض جهود الدولة المصرية في تنفيذ مشروع "حياة كريمة" الذي يهدف إلى تطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية في القرى الأكثر احتياجا، موضحا أنه يتم مد كابلات الألياف الضوئية إلى قرابة 10 ملايين مبنى ومنزل بتلك القرى، كما يتم إقامة شراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لمد شبكة الألياف الضوئية بكافة محافظات الجمهورية.
ونوه كذلك إلى زيادة أعداد الشباب المستفيدين من برامج بناء القدرات الرقمية أكثر من 100 مرة على مدار السنوات الست الماضية، حيث يمثل الشباب في مصر القوة الدافعة لبناء مصر الرقمية، كما تمثل المهارات الرقمية في مصر عنصرا جاذبا للاستثمارات الأجنبية بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلوماتـ حيث تعد مصر واحدة من أبرز المقاصد على مستوى القارة الإفريقية الجاذبة لشركات التعهيد العالمية لنقل عملياتها التقنية إليها، مؤكدا اهتمام الدولة بإقامة شراكات مع الدول من كافة أنحاء العالم، بما في ذلك إندونيسيا، للتحول إلى مجتمع رقمي مستدام.
وقال "على مدار السنوات الماضية، ارتبط الشعبان المصري والإندونيسي بصداقة دائمة ازدهرت في مجالات الثقافة والتعليم والسياسة العالمية، كما تضم مؤسسة الأزهر الشريف العديد من العلماء الإندونيسيين البارزين الذين كانت لهم مساهمات علمية متنوعة، وبعد حوالى 70 عامًا من مؤتمر باندونج، تظل إندونيسيا منارة للتضامن والسلام والتسامح".
وأضاف: "في ظل ما يشهده العالم من تحديات اقتصادية وتوترات جيوسياسية وأزمة المناخ، فإنه لا يمكن إغفال المبادئ العشرة للتعايش التي تجسدها روح باندونج في الإعلان التاريخي بين الدول النامية المستقلة حديثًا من أجل بناء اقتصادات مزدهرة وسلمية لشعوبها"، لافتا إلى أن العصر الحالي يتسم بكونه عصر الاعتماد المتبادل، والروابط التكنولوجية، والتحديات التى تتجاوز الحدود الجغرافية.
وشدد على أن منتدى "إندونيسيا - إفريقيا" الثانى يعد فرصة كبيرة لاستكشاف سبل جديدة لمناقشة الأولويات الوطنية والقارية الحالية، كما تعكس أجندة إفريقيا 2063 والاتفاق الرقمي الإفريقي، الذي تم اعتماده مؤخرًا، التطلعات المشتركة التي تجمع بين إفريقيا وإندونيسيا.. وأعرب، في ختام الكلمة، عن التطلع إلى مزيد من التعاون في ضوء الروابط الاقتصادية والثقافية والسياسية العميقة بين إندونيسيا والدول الإفريقية.