الثلاثاء 3 سبتمبر 2024

لأول مرة.."فولكسفاجن" تدرس إغلاق مصنعين في ألمانيا

فولكسفاجن

عرب وعالم3-9-2024 | 15:07

دار الهلال

في خطوة غير مسبوقة، كشفت شركة "فولكسفاجن" عن عزمها دراسة إغلاق مصنعين تابعين لها بألمانيا في أول تحرك من نوعه بموطنها الأم؛ في ظل التحديات الراهنة التي تواجهها الشركة أثناء انتقالها من صناعة السيارات التقليدية إلى عصر السيارات الكهربائية.

وإذا مضت الشركة في ذلك ، ستكون هذه الخطوة أول إغلاق من نوعه في بلد الشركة الأصلي، وذلك في إطار جهودها للتحول بعيدا عن الوقود الأحفوري.

وأبلغت "فولكسفاجن" - وفق صحيفة (الجارديان) البريطانية التي تتخذ من مدينة فولفسبورج الألمانية مقرًا لها - مجلس الأعمال الخاص بها أنها تتطلع لإغلاق مصنع تصنيع مركبات واحد على الأقل ومصنع مكونات واحد في ألمانيا من أجل تحقيق وفورات في التكاليف بقيمة مليارات اليورو .

ويسلط مقترح فولكسفاجن الضوء على الصعوبات التي تواجهها شركات السيارات الأوروبية التقليدية في الانتقال من السيارات التي تعمل بالبنزين والديزل إلى السيارات الكهربائية، التي تعد أنظف ولكنها أقل ربحًية حاليًا؛ وفق ما ذكرته صحيفة (الجارديان) البريطانية.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن شركات السيارات الأوروبية والأمريكية تجد نفسها في موقف صعب وتحت ضغط متزايد، خصوصاً من الشركات الصينية المصنعة للسيارات الكهربائية التي تتمتع بتكاليف أقل وهوامش ربح أعلى. 

وأوضحت شركة "فورد" الأمريكية المنافسة الشديدة من الشركات الصينية، كسبب رئيسي لإلغاء خطتها لبناء سيارة "سيارة رياضية متعددة الاستخدامات" (SUV) كهربائية جديدة وتأجيل إطلاق شاحنة كهربائية.

وفي الوقت ذاته، أجلت شركات أخرى مثل جنرال موتورز ومرسيدس-بنز وفولكسفاجن خططها للتوسع في سوق السيارات الكهربائية ، بسبب التحديات الاقتصادية والمنافسة المتزايدة. 

وتواجه تسلا - التي تعتبر رائدة في مجال السيارات الكهربائية - صعوبة في تحسين مبيعاتها التي شهدت تراجعاً ملحوظاً.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن عن فرض رسوم إضافية تتراوح بين 17.4% و37.6% على الواردات الصينية التي تحمل بالفعل رسمًا استيراديًا بنسبة 10%، قائلا إن "الشركات الصينية استفادت من دعم حكومي كبير وغير عادل".. ومع ذلك، فإن الميزة التكلفة التي تتمتع بها العديد من الشركات الصينية قد تتيح لها بيع السيارات بشكل مربح في أوروبا.

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة "فولكسفاجن" أوليفر بلوم، إن "صناعة السيارات الأوروبية تواجه وضعًا صعبًا وجادًا للغاية حيث أصبحت البيئة الاقتصادية أكثر صعوبة ودخل منافسون جدد إلى السوق الأوروبية".. وأضاف: "ألمانيا، على وجه الخصوص، تتخلف بشكل متزايد من حيث القدرة التنافسية، في هذا السياق، يجب علينا كشركة أن نتصرف بحسم".

وتمتلك "فولكسفاجن" علامة فولكسفاجن نفسها بالإضافة إلى أودي وبورش وسيات وسكودا وغيرها.

وكانت قد أعلنت في يوليو الماضي أنها تفكر في إغلاق مصنع أودي في بلجيكا، وهو أول إغلاق مقترح لمصنع أوروبي، والأول للمجموعة على الصعيد العالمي منذ 40 عامًا؛ ومع ذلك، فإن إغلاق مصنع في صناعة السيارات القوية في ألمانيا سيكون تحولاً استراتيجيًا كبيرًا للشركة، وسيثير جدلاً سياسيًا واسعًا.

وتزيد مخاوف إغلاق مصانع "فولكسفاجن" من الضغط على المستشار الألماني أولاف شولتس في ظل تدهور الاقتصاد وصعود اليمين المتطرف بعد خسارة أحزاب الائتلاف الحاكم في ألمانيا في انتخابات ولاية تورينجن لصالح حزب البديل لألمانيا، وهو أول مرة يفوز فيها حزب يميني متطرف في انتخابات.

كما كشفت صحيفة (الجارديان) البريطانية النقاب عن أن الاقتصاد الألماني على حافة الركود التقني - الفني منذ ما يقرب من عامين، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على صناعة السيارات في البلاد .

ويعاني الاقتصاد الألماني من أزمات اقتصادية عميقة وسط استمرار صدور بيانات سلبية لا تبشر كثيراً بأن رابع أكبر اقتصاد في العالم، والذي انكمش 0.3 بالمئة العام الماضي، قد يتعافى قريباً..