الثلاثاء 3 سبتمبر 2024

ارتباط بين حطام السفينة الأسطورية مارافيلاس وقراصنة الكاريبي

عمليات البحث عن السفينة الغارقة

ثقافة3-9-2024 | 18:49

إٍسلام علي

كشفت تحقيقات حديثة عن حطام سفينة "أسطورية" عن ارتباط تاريخي بين ظهور القراصنة الأسطوريين في منطقة البحر الكاريبي، الذين كانوا يستقرون في مدينة ناسو الساحلية، في دولة البهاماس والتي تقع الآن ضمن جزر الباهاما.

كانت شركة Allen Exploration_ AllenX تتبعت هذا الصيف آثار حطام سفينة تتجه جنوبًا من موقع غرق السفينة الإسبانية الشراعية  "Nuestra Señora de las Maravillasسيدة العجائب" التي غرقت في القرن السابع عشر، في مياه شمال جزر الباهاما.

بُنيت السفينة في شمال إسبانيا وكانت تزن 891 طنًا ومزودة بـ 36 مدفعًا نحاسيًا، غرقت في الرابع من يناير عام 1656 أثناء توجهها إلى قادس في جنوب غرب إسبانيا، وكانت تحمل على متنها حوالي 650 شخصًا، توفي معظمهم في الحادث.

غرقت السفينة بعد اصطدامها بسفينة أخرى أثناء عاصفة في مضيق فلوريدا، وارتطامها بالشعاب المرجانية، مما ألحق أضرارًا بالغة بها.

وكانت السفينة محملة بالكنوز، بما في ذلك مواد مهربة وأشياء منقذة من سفينة إمداد سابقة غرقت قبالة سواحل الإكوادور، وتُعتبر مارافيلاس واحدة من أغنى سفن الكنوز التي فقدت في البحر في تلك الفترة.

تُعرف سفينة مارافيلاس بكنوزها الأسطورية، حيث يُعتقد أنها كانت تحمل ما لا يقل عن خمسة ملايين قطعة نقدية، ووفقًا لجيمس سينكلير، مدير علم الآثار في  Allen Exploration، فقد تحولت السفينة إلى حطام بعد أن فقدت كنوزها.

على مدى العقود التي تلت غرق السفينة، قام المنقذون الإسبان والإنجليز بمحاولات عديدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حطام السفينة، واستمروا في ذلك حتى فرضت حكومة جزر الباهاما حظرًا مؤقتًا على عمليات البحث عن الكنوز في عام 1992.

في عام 2019، أُعيد فتح الباب لأبحاث جديدة عندما حصلت شركة  AllenX على ترخيص جديد لاستكشاف الحطام، مما أتاح بدء مرحلة علمية لدراسة الحطام.

وقد كشفت التحقيقات الأخيرة التي أجرتها الشركة عن اكتشافات جديدة مثل أحجار طحن من مطبخ السفينة، ومسامير حديدية، وفخار صيني وإسباني، وعملات وسبائك فضية.

وقال كارل ألين، مديرAllenX، إن الظروف القاسية في المنطقة تجعل عمليات البحث صعبة، مشيرًا إلى التحديات التي واجهها المنقذون قبل مئات السنين بدون التكنولوجيا الحديثة.

اكتشف فريق AllenX خلال البحث في الأرشيفات الإسبانية والإنجليزية، أن المستوطنين الأوائل في ناسو عاصمة دولة الباهامس لم يأتوا لزراعة السكر والقهوة، بل لإنقاذ حطام السفن، وقد جذبت تلك الحطامات مجموعة من القراصنة سيئي السمعة الذين استقروا في ناسو.

تتحدى الاكتشافات الأخيرة الرواية التقليدية لتاريخ ناسو، حيث تشير الأبحاث إلى أن ظهور المدينة كملاذ للقراصنة يعود إلى ثلاثينيات القرن السابع عشر وليس القرن الثامن عشر كما كان يُعتقد سابقًا.

كان ذلك بسبب غرق الكنوز الإسبانية، مثل تلك الموجودة على متن سفينة مارافيلاس، وليس بسبب حطام سفينة الكنز الإسبانية عام 1715 قبالة سواحل فلوريدا.

كان قراصنة الكاريبي يقدر عددهم بحوالي 2400 رجل، وكانوا يجوبون البحار من غرب أفريقيا إلى كندا والبرازيل بحثًا عن الثروات، ولكن أولئك الذين استقروا في ناسو في أواخر القرن السابع عشر كانوا تجارًا تحولوا إلى مغامرين، يحلمون بالعثور على الحرية والكنوز العظيمة من خلال السفن الشراعية الغارقة في جزر الباهاما، وخاصة حطام سفينة مارافيلاس، وذلك طبقا لما نشرته مجلة NEWSWEEK.