قديمًا كان يقال عن الفارس الشجاع:"عقمت النساء أن يلدن مثله"، ولايوجد أفضل من ذلك القول لوصف النجاح الذي حققته شركة محرك البحث الشهير "جوجل"، التي تحل علينا -اليوم الأربعاء- الذكرى الـ26 لتأسيسها، وما لبثت إلا أن وصلت إلى جميع أرجاء المعمورة بفضل تقنياتها.
تأسيس جوجل
ترجع بداية تأسيس محرك البحث "جوجل" إلى عام 1996، وذلك كمشروع بحث دراسي قام بإنجازه آنذاك الطالبان لاري بيدج وسيرجي برين في جامعة "ستانفورد" بولاية كاليفورنيا الأميركية.
وقد افترضا أن محرك البحث الذي يقوم بتحليل العلاقات بين مواقع الشبكة من شأنه أن يوفر ترتيبًا لنتائج البحث أفضل من ذلك الذي توفره أي أساليب متبعة بالفعل، والتي تقوم بترتيب النتائج حسب عدد مرات ظهور المصطلح الذي يتم البحث عنه داخل الصفحة.
ومع نجاح المشروع، أسس الطالبان شركة بتاريخ الرابع من سبتمبر 1998 في مينلو بارك بسان ماتيو التابعة لولاية كاليفورنيا، ويوجد مقرها الرئيسي في "ماونتن فيو" بالولاية نفسها.
وقبل ذلك بنحو شهر، كانت الشركة قد حصلت على أول تمويل لها، والذي كان عبارة عن مساهمة قيمتها 100.000 دولارًا أمريكيًا قدمها آندي بيكتولشيم لشركة التي لم تؤسس بعد، علمًا بأنه أحد مؤسسي شركة التكنولوجيا العالمية"صن ميكروسيستمز".
لم يكن "جوجل" الاسم الأول لمحرك البحث، إذ كان يُسمى "باكروب" في البداية، ثم اختير اسم "جوجل" في وقت لاحق، الذي يشير إلى مصطلح رياضي يعني رقم "1" متبوعًا بـ100 صفر، بهدف إظهار مهمة الشركة المتمثلة في تنظيم كم هائل من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت.
أبرز خدمات جوجل
مع مرور الزمن تطورت خدمات "جوجل" بشكل لافت، حتى أن الشركة بدأت في تدريب أحد نماذج الذكاء الاصطناعي الأساسية الخاصة بها باستخدام الإشارات الصوتية للتنبؤ بالعلامات المبكرة للمرض، وفق تقارير إعلامية.
وقامت "جوجل" ببناء نموذج ذكاء اصطناعي يستخدم إشارات صوتية "للتنبؤ بالعلامات المبكرة للمرض"، وفي الأماكن التي يصعب فيها الوصول إلى الرعاية الصحية الجيدة، يمكن أن تتدخل هذه التكنولوجيا كبديل، حيث لا يحتاج المستخدمون إلى شيء سوى ميكروفون هواتفهم الذكية، بحسب المصدر ذاته.
وفي الآونة الأخيرة، أطلقت الشركة نموذجها الجديد في الذكاء الاصطناعي التوليدي المسمى "جيمني"، والذي تقول عنه إنه على عكس النماذج الأخرى التي تتعامل عادةً مع نوع واحد فقط من أوامر المستخدم، مثل الصور أو النصوص حصرياً، فقد تم تصميم "جيمني" ليكون "متعدد الوسائط"، وهذا يعني أنه يقبل المدخلات التي تتضمن أنواعاً متعددة من الوسائط، وتجمع بين النصوص والصور والصوت والفيديو ورموز البرمجة.
يُشار إلى أن "جوجل" قد تعرضت للعديد من الإنتقادات خلال الفترة الأخيرة، نظرًا لتخلفها وراء شركة "أوبن إيه آي"، التي أصبحت رائدة الذكاء الاصطناعي التوليدي منذ أن أطلقت شات جي بي تي، وهي الآن تسعى إلى تعويض ذلك عن طريق "جيمني".
وعمومًا، تقدم "جوجل" العديد من الخدمات لعل أبرزها خدمة البحث، التي تمكن المستخدمين عبر العالم، خلال جزء من الثانية في العثور على نتائج ذات علاقة بالمادة المبحوث عنها، ويستقبل لهذا الغرض ملايين طلبات البحث يوميًا.
ومن خدمات الشركة المميزة أيضًا "جوجل بلاي"، والتي تعمل على تدعيمها أولًا بأول بهدف جعلها أكثر متعة وتفاعلية، وذلك ضمن رؤية "جوجل" لتحويل متجرها الإلكتروني إلى "تجربة شاملة تتجاوز كونه مجرد متجر".
و"جوجل بلاي" عبارة عن تطبيق يجري تثبيته افتراضيًا في جميع أجهزة أندرويد، حيث يضمن الحصول على تحديثات التطبيقات في الهاتف، دون الاعتماد على تحديثات نظام التشغيل أندرويد.
إضافة إلى ذلك، فإن تلك الخدمة مسؤولة عن ربط التطبيقات بخدمات جوجل الأخرى، مثل: تسجيل الدخول بحساب جوجل، وتطبيق الخرائط، وجيميل، وبدون تشغيل خدمات جوجل بلاي، لا يمكنك استخدام أي من تطبيقات جوجل الرئيسية في هاتفك.
وهناك كذلك خدمة "جوجل ترانسليت"، التي ضم إليها مؤخرًا 110 لغة، وذلك بواسطة الإستعانة ببرمجيات الشركة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والتي يمكنها العمل بشكل جيد مع اللغات القريبة من بعضها مثل بعض تلك المستخدمة في الهند أو لغات كيرول التي تستخدم في موريشيوس وسيشيل على سبيل المثال.