أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم الخميس، على أهمية الدور الذي تلعبه الصين في الاستثمار في قارة إفريقيا لمساعدتها على تجاوز العديد من الأزمات.
وقال جوتيريش - في تصريحات خاصة أدلى بها لشبكة تلفزيون الصين الدولية (سي جي تي إن) - إن القارة الإفريقية تعد ضحية عدم تمثيلها بالشكل الكافي في النظام العالمي، مرجعا السبب وراء ذلك إلى أنه عند إنشاء المؤسسات الرئيسية بعد الحرب العالمية الثانية لم تكن الدول الإفريقية حاضرة بالشكل الفعلي الذي هي عليه الآن حيث أنها كانت لا تزال تحت الحكم الاستعماري.
وأضاف أن هذا التمثيل غير الكافي للدول الإفريقية يعد أمرا خطيرا خاصة فيما يتعلق بالشئون الاقتصادية والمالية، وهو ما يجعل الصين تواجه في الوقت الحالي صعوبة في تلبية احتياجات الشعوب الإفريقية وتطبيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشار جوتيريش إلى أن العديد من الدول الإفريقية غارقة في الديون وليس لديها تمويلات كافية، كما أن المؤسسات المالية العالمية التي أُنشئَت بعد الحرب العالمية الثانية لم تضع في عين الاعتبار احتياجات الدول النامية التي هي غير ممثلة بالشكل الكافي حتى الآن ولذلك يجب إجراء إصلاحات للنظام المالي العالمي ليكون مناسبا لجميع الدول.
وأكد السكرتير العام للأمم المتحدة أن الصين تسهم بشكل فعال في مساعدة الدول الإفريقية في تجاوز الأزمات في كثير من القطاعات أبرزها البنية التحتية والتعليم والصحة، معربا عن ثقته في أن التعاون بين الجانبين سيساعد الدول الإفريقية في تطبيق أجندة 2030.
وحول أزمة تغير المناخ، أكد جوتيريش ضرورة الحفاظ على ظاهرة الاحتباس الحراري عند مستوى 5ر1 درجة مئوية والعمل من أجل خفض الانبعاثات الكربونية وأهمية الاستثمار في الطاقات المتجددة وزيادة إنتاج السيارات التي تعمل بالكهرباء والتحول إلى الاقتصاد الأخضر في الدول النامية.
وأوضح أن العديد من المناطق حول العالم صارت مهددة بسبب آثار تغير المناخ حيث تواجه بعض المجتمعات تهديدا وجوديا بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار أو الجفاف أو هطول الأمطار بغزارة.
وحول الذكاء الاصطناعي، أكد جوتيريش أهمية استخدامه في مكافحة الأوبئة وتحقيق السلام حول العالم، مشددًا على ضرورة ألا يكون استخدامه فقط للدول الغنية بل يجب إتاحته لكل الدول للمساعدة في تحقيق التنمية وتوطيد السلام.
وأعرب جوتيريش عن أمله في تحقيق السلام حيث تشهد العديد من المناطق صراعات ودمار وقتل ومعاناة كبيرة، مؤكدا أنه يجب أن يسعى الجميع من أجل أن يسود السلام العالم.