الأربعاء 11 سبتمبر 2024

«إيليا كازان».. نجمًا في مسرح برودواي ونال أوسكار عن مجمل أعماله

إيليا كازان

ثقافة7-9-2024 | 21:48

همت مصطفى

إيليا كازان منتج ومخرج مسرحي وسنيمائي أمريكي متفرد أخذته نداهة المسرح في بداية الرحلة ثم استكمل الطريق مع سحر آخر إلى عالم السينما،  لينل جائزة الأوسكار ويخلد اسمه في الفن العالمي، والذي نشهد ذكرى ميلاده اليوم في السابع من سبتمبر 1909م

 

 

الميلاد  والهجرة 

 

ولدإيليا كازان في إسطنبول أثناء الخلافة العثمانية بتركيا لأبوين يونانيين يعملان في تجارة السجاد في القسطنطينية، هاجر بعد اربع سنوات من هذا التاريخ الى الولايات المتحدة ، و عاش خلال دراسته اللغة الانجليزية في معهد وليامز، الذي تخرج منه 1930 قسوة إقصائه من اوساط النخبة البيضاء في الولايات المتحدة التي تضم البيض الإنجلو سكسون البروتستانت

 

 ودرس بعد ذلك  الدراما والفن المسرحي بجامعة يال بأمريكا، مدة سنتين قبل ان ينضم في 1932 م الى فرقة « جموعة المسرح»  بنيويورك كممثل، التي كانت تؤمن بالافكار التقدمية في تلك الفترة، وبالعمل الجماعي ..وكانت أحد اقطاب الحياة المسرحية في نيويورك في الثلاثينيات ، وأسسها لي ستراسبرج، وهارولد كلورمان 

 

 

عمل «إيليا كازان» في المسرح الفيديرالي الذي أسسه  اورسون ويلز وجون هاوسمان، وكان ناشطاً بشتى الحِرَف، مسؤولا عن الاكسسوارات، ممثلا، مساعد مخرج، ثم مخرجا وأخرج مسرحيات ذات توجهات اجتماعية،، ولعب شخصيات بروليتارية «لكليفورد اوديتس» واخرج مسرحيات اجتماعية،  في تلك الفترة كانت له توجهات يسارية وقد انضم إلى الحزب الشيوعي الأمريكي لفترة وجيزة ما بين السنين 1934 إلى 1936م، ونشط في الاوساط الفنية اليسارية قبل الحرب العالمية الثانية .‏

 

 

نجما في مسرح برودواي 

 

وبعد إقفال محترف لـ«مجموعة المسرح» توجه إيليا كازان إلى هوليوود حيث عمل ممثلًا في فيلمين وعاد بعدها إلى نيويورك ليعمل مخرجًا في مسرح برودواي، فسطع نجمه هناك مما حدا بشركة فوكس بالاتفاق معه.

 

وأخرج إيليا كازان فيلمه الروائي الطويل الأول عام 1945م وكان اسم الفيلم «شجرة تنمو في بروكلين»، وتوالت افلامه ذات الطابع الاجتماعي الغزير فتناول الخطأ القضائي في «بوميرانغ» 1947م، و«جنتلمان» 1947م، الذي نال العديد من الاوسكارا، وتناول موضوع العنصرية في الجنوب الأمريكي في فيلم «بينكي أي الوردي» عام 1949م.

 

 

«عربة تدعى الرغبة» .. تحفة  سينمائية 

 

ظهرت براعة «إيليا كازان» الإخراجية في فيلم «ذعر في الشوارع» والذي صوّره في شوارع نيواورليانز كما في تحفته السينمائية «عربة تدعى الرغبة» 1952م مع مارلون براندو، وفيفيان لي، والتي تناول فيها مسرحية بنفس العنوان لـ «تنيسي ويليامز»على خشبة برودواي عام 1947 مع براندو وكيم هانتر، في فترة المكارثية تراجع امام الضغوط وأدلى شهادة وشى فيها عن بعض زملائه مما شوه سمعته في نظر الأوساط اليسارية.

 

عمل مستمر وعام حزين 

وعمل «كازان» في المسرح لم ينقطع بل كان يعمل توازيا بين المسرح والسينما، وهذا الفيلم كان الثمرة المباشرة لمنهجية «الاكتورز استوديو» الذي أسسه ايليا كازان، في 1947م مع شيريل كراوفورد وروبرت لويس، قبل ان يترك مسؤولية متابعة المهمة الإعدادية فيه لاحقا للي سترايبرج، الذي كان موضع ثقته وتقديره، وتخرج «براندو وجيمس وين ومنتمري كليفت وبول نيومان 1952م كان عاما حزينا ومؤلما في حياة  إيليا كازان، ففي أوج المكارثية، الحملة التي استهدفت الشيوعيين في الولايات المتحدة، وافق على كشف أسماء لزملاء له شيوعيين للجنة في شهادته أمام «لجنة النشاطات المناهضة لأمريكا».. هذه الوشاية ظلت هوليوود ، وأهل السينما في أوروبا كلها.

 

 

أفلام عديدة متميزة 

 

وقدّم إيليا كازان أفلاما عديدة بعد ذاك: «فيفازاباتا»1951م، «على رصيف الميناء» 1954م، «شرقي عدن»1955م، والذي اكتشف من خلاله النجم الراحل جيمس دين،«النهرالمتوحش» عام1960م، أمريكا أمريكا» 1963م، «روعة على العشب والتدبير» 1969م، الزائران 1971م، «آخر العمالقة»1976م.

 

رشح «إيليا كازان» للمرة الأولى بجائزة عام 1952م  كأفضل مخرج عن «عربة تدعى الرغبة»، وفي المرة الثانية عام 1999 نال ـوسكارا تكريمياً لمجمل أعماله مما أعاد اثارة الجدل حول ما فعله في فترة المكارثية وقد صفر ضدّه عدد من حضور حفل الاوسكار.

 

 

رحيل وأثر باق 

رحل  المخرج والمسرحي  عن عالمنا في 28 سبتمبر 2003م  عن 94 عامًا، في منزله في مانهاتن، ومع رحيله،غاب واحد من الوجوه السينمائية العالمية في القرن العشرين، اضافة إلى كونه شخصيةً أثارت سجالًا سياسيًا وأخلاقيا لم ينتهِ بغيابه عن الصورة قبل نحو ربع قرن من الزمن ولا برحيله أخيرًا، ويظل أثره باق رغم  غياب الجسد.