الأربعاء 11 سبتمبر 2024

رئيسا الاستخبارات الأمريكية والبريطانية يؤكدان أهمية الحفاظ على تفوقهما التكنولوجي

الولايات المتحدة وبريطانيا

عرب وعالم7-9-2024 | 13:29

دار الهلال

أكد مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) بيل بيرنز، ورئيس جهاز الاستخبارات السرية البريطاني (إس آي إس) ريتشارد مور، أهمية الشراكة بين جهازيهما والحفاظ على تفوقهما التكنولوجي.

وسلط رئيسا الاستخبارات الأمريكية والبريطانية - في مقال مشترك نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية اليوم /السبت/ - الضوء على أوجه التعاون والتحديات التي تواجه الجانبين في ظل الأزمات التي يشهدها العالم وفي عصر التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي.

وافتتح بيرنز، ومور، مقالهما بالتذكير بتاريخ الشراكة بين الاستخبارات الأمريكية والبريطانية، حيث احتفل الجهازان منذ عامين بمرور 75 عامًا على إقامة هذه الشراكة مع تأسيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في عام 1947.. لكنهما لفتا إلى أن الروابط بين الاستخبارات الأمريكية والبريطانية تعود إلى وقت أبعد من ذلك، وتحديدًا في وقت قريب من تأسيس جهاز الاستخبارات السرية البريطاني في عام 1909 "عندما شهدنا معًا لأول مرة رعب العنف بين الدول في أوروبا".

وأضافا: "اليوم، بعد أوثق أشكال التعاون خلال الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، تلاها نضال مشترك ضد الإرهاب الدولي، تكمن هذه الشراكة في قلب العلاقة الخاصة بين بلدينا".

ورأى الجانبان أن "تحديات الماضي تتسارع في الحاضر، وتتفاقم بسبب التغيير التكنولوجي".. وأشارا إلى أنهما يتعاونان اليوم في نظام دولي يُطعن فيه وتواجه فيه بلديهما "مجموعة غير مسبوقة من التهديدات".

وسلط رئيسا الاستخبارات الأمريكية والبريطانية الضوء على ميادين تعاونهما على الساحة الدولية بداية من أوكرانيا، التي أكدا وقوف جهازيهما بحزم إلى جانبها في حربها مع روسيا.

وقال رئيسا الاستخبارات الأمريكية والبريطانية إن البقاء على المسار في دعم أوكرانيا بات "أكثر أهمية من أي وقت مضى"، وإن "تصرفات روسيا تشكل انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة والمعايير العالمية"، مؤكدين عزمهما على مواصلة "مساعدة شركائنا الاستخباراتيين الأوكرانيين الشجعان وذوي العزم".

وبحسب المسؤولين الكبيرين، فقد أثبت هذا الصراع أن توظيف التكنولوجيا، جنبًا إلى جنب مع الشجاعة غير العادية والأسلحة التقليدية، يمكن أن يغير مسار الحرب.

وأوضحا "أوكرانيا أول حرب من نوعها تجمع بين البرمجيات مفتوحة المصدر وتكنولوجيا ساحة المعركة المتطورة، وتسخير صور الأقمار الصناعية التجارية والعسكرية، وتكنولوجيا الطائرات المسيرة، والحرب السيبرانية العالية التطور والمنخفضة التطور، ووسائل التواصل الاجتماعي، والمعلومات الاستخباراتية مفتوحة المصدر، والمركبات الجوية والبحرية غير المأهولة والعمليات المعلوماتية - فضلًا عن الاستخبارات البشرية والإشارات - بهذه السرعة وهذا النطاق المذهلين"، ولفتا إلى أن الأزمة الحالية تؤكد ضرورة التكيف والتجريب والابتكار.

ومن بين التحديات التي تواجه الجهازين ذكر بيرنز، ومور، أن "صعود الصين" يمثل أهم التحديات بوصفه "التحدي الاستخباراتي والجيوسياسي الرئيسي في القرن الحادي والعشرين"، وقالا إنهما أعادا تنظيم جهازيهما لتجسيد هذه الأولوية. وذكرا كذلك مكافحة الإرهاب التي وصفاها بأنها "جوهر شراكتنا"، وقالا إنها يعملان بشكل وثيق مع الآخرين "لحماية بلدينا وإحباط التهديد المتجدد لتنظيم داعش".

أما في الشرق الأوسط، فقال المسؤولان إن جهازيهما استخدما قنواتهما الاستخباراتية "للدفع بقوة نحو ضبط النفس وخفض التصعيد"، مضيفين أن الجهازين يعملان "بلا كلل" لتحقيق وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن في غزة، والذي من شأنه أن ينهي معاناة المدنيين الفلسطينيين والخسائر "المروعة" في الأرواح بينهم ويعيد الرهائن إلى ديارهم بعد 11 شهرًا من الاحتجاز لدى حماس.

وذكرا أن رئيس الاستخبارات الأمريكية "لعب دورًا عمليًا في جمع أطراف التفاوض بمساعدة أصدقائنا المصريين والقطريين"، مؤكدين مواصلة العمل معًا لتهدئة التوترات في المنطقة.

وأخيرًا، أكد رئيسا الاستخبارات الأمريكية والبريطانية أهمية وحيوية مسألة الحفاظ على تفوق التكنولوجي الذي يتمتع به جهازيهما لضمان تفوق استخباراتهما المشتركة. وقالا إن الجهازين، بدعم من شبكة من الشراكات مع القطاع الخاص، يستخدمان الآن الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي المولِّد، لتمكين وتحسين أنشطة الاستخبارات في مهام منها التلخيص والتصور والمساعدة في تحديد المعلومات الرئيسية في بحر من البيانات، ويعملان كذلك على تدريب الذكاء الاصطناعي للمساعدة في حماية عملياتهما وسريتها، بالتعاون مع أكثر الشركات ابتكارًا في الولايات المتحدة وبريطانيا وحول العالم.

واختتما مقالهما بالقول إنه "ليس هناك شك في أن النظام العالمي الدولي - النظام المتوازن الذي أدى إلى السلام والاستقرار النسبيين وحقق مستويات معيشية آخذة في الارتفاع وفرصًا وازدهارًا - مهدد بطريقة لم نشهدها منذ الحرب الباردة"، لكن محاربة هذا الخطر بنجاح هو أساس العلاقة الخاصة التي تجمع بين الجهازين، على حد قولهما.