الأحد 8 سبتمبر 2024

حلمي التوني.. الفنان الذي لن يغادر وستبقى ريشته بأغلفة روايات كبار الأدباء

أغلفة حلمي التوني

ثقافة7-9-2024 | 19:58

همت مصطفى

صمم ما يزيد على أربعة آلاف غلاف كتاب، خلال مسيرته الإبداعية، وتعاون مع كبرى دور النشر في تصميم أغلفة الكتب وإخراجها فنيًا، إنه المبدع شريك صناعة الكتب في الحركة الثقافية والمصرية الفنان التشكيلي المصري حلمي التوني الذي عرف  أنه من صنع بعضا من ملامح الهوية المصرية

صاحبت رسومه إصدارات قائمة عريضة يصعب حصرها من المؤلفين، منهم: توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، يوسف إدريس، فتحي غانم، يعقوب الشاروني، نوال السعداوي، محمد البساطي، رضوى عاشور، حسين أحمد أمين، جميل عطية إبراهيم، هاني حمزة، أحمد بهجت.

ومع بداياتات الفنان التشكيلي حلمي التوني في نهاية خمسينات القرن الماضي، ومن خلال عمله مع كبار دور النشر والمطبوعات الصحافية العربية، تمكن من أن يكون واحدا من جيل المؤسسين لهذا الفن، الذي بقي إلى اليوم، مثار تساؤل، حول دوره وأهميته، وجدوى الإنفاق عليه عربياً، فيما أصبح جزءاً عضوياً رئيسياً من عملية طباعة الكتاب ونشره وتسويقه في العالم.

عمل «التوني» في مؤسسة دار الهلال مشرفا على المجلات، وظهرت رسومه في مجلتي «سمير» و«ميكي» للأطفال، وساهم في إخراج مجلة «المسرح والسينما» وكان حلمي التوني هو من بدأ في تصميم مجلّة «الكواكب» المصرية، ثم تسلم الإدارة الفنيّة في «دار الهلال».

شراكة فنية وأدبية مع أديب نوبل

ارتبط اسم الفنان والرسام الكبير حلمى التونى بالأديب العالمي نجيب محفوظ، صاحب نوبل حيث قام بتصميم 52 غلافا لمؤلفات وروايات نجيب محفوظ، فى تجربة فنية متميزة أبدع فيها من خلال ريشته للتعبير عن أفكار «محفوظ» بأغلفته، كما كان « التوني» من وضع أجمل أغلفة «محفوظ»، ووضع لمساته الخاصة على صورة نسائه التي رسمها بشكل لا ينسى.

ومن مؤلفات وروايات الأديب المصري نجيب محفوظ التي تزينت أغلفتها بريشة « التوني»: زقاق المدق،  السكرية، الشحاذ، القرار الأخير، بداية ونهاية، قلب الليل، همس الجنون، الفجر الكاذب، خان الخليلي ، ليالي ألف ليلة، عبث الأقدا، صباح الورد.

فقدم «لتوني» بريشته شهرازد على سريرها في غلاف «ليالي ألف ليلة»، والمرأة ذات البرقع في غلاف «خان الخليلي»، وسندريلا الفرعونية في غلاف «رادوبيس»، وكذلك صياغته للمرأة المنتشية غناء في «أوراق سكندرية» لجميل عطية إبراهيم، والأميرة الفلاحة في حكايات «صاحبة الجلالة».

 وغزل حلمي التوني بريشته والعروس التي تمتطي الحصان إلى جوار الفارس البطل في «أجمل الحكايات الشعبية» لكاتب الأطفال يعقوب الشاروني، والأندلسية المورسكية الساحرة بالملامح العربية والآمال المنطفئة في «ثلاثية غرناطة» لرضوى عاشور.

وصمم غالبية أغلفة روايات إحسان عبد القدوس التي التصقت بالذاكرة،  ووضع أغلفه لأنيس منصور، وعبد الوهاب البياتي،  وعمله مع «دار الشرق» للنشر جعله على تماسّ مع نصوص كبار الكتّاب، ووضع أغلفة لأنيس منصور، وعبد الوهاب البياتي، وإبراهيم عبد المجيد، ورضوى عاشور، وآخرين.

وضع حلّة كتب محمود درويش التي صدرت عن «مؤسسة الدراسات العربية» يوم كان ركناً منها، وزيَّنها بالخط الجميل الطاغي على كل ما عداه في الغلاف، وهو وأسهم في صنع هوية كتب «دار العودة» و«دار ابن رشد».

 حلمي التوني.. حارس الهوية  المصرية 

الفنان حلمي التوني، وُلد في 30 إبريل عام 1934، بمحافظة بني سويف بمصر، حصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة تخصص ديكور مسرحي عام 1958 ودرس فنون الزخرفة والديكور، وأقام العديد من المعارض، سواء محلية أو دولية، وهو فنان تشكيلي مصري متخصص في التصوير الزيتي والتصميم.
 

قدمحارس الهوية المصرية حلمي التوني، العديد من المؤلفات والأنشطة الفنية، ومنها: صمم لمسرح العرائس شخصية "صحيح لما ينجح" التي ألفها صلاح جاهين، عمل في تصميم أغلفة الكتب والإخراج الصحفي لعدد من دور النشر حتى بلغ عدد أغلفة الكتب التي رسمها أكثر من ثلاثة الآف كتاب.

وآلف كتاب «ماذا يريد سالم»، وأشرف على إخراج الأعداد الثلاثة الأولى لمجلة شموع 1986م، وصمم العديد من الملصقات الحائطية للمسرحيات والأفلام، يعتبر من أبرز الفنانين في مجال تصميم الكتاب في العالم العربي، وألف وصور العديد من كتب وملصقات الأطفال والتي نشرت بعده لغات بواسطة المنظمات التابعة للأمم المتحدة.