الإثنين 9 سبتمبر 2024

اكتشاف أثري جديد بسلوفاكيا يفتح الباب لفهم التغيرات الجينية

جانب من الاكتشاف

ثقافة9-9-2024 | 07:55

إٍسلام علي

تمكن الفريق الأثري السلوفاكي البولندي المشترك من تحقيق اكتشاف مميز في قرية هاتالوف التي تقع شرق سلوفاكيا في منطقة ريدزيني.

عثر العلماء على بقايا هيكل عظمي لشاب يتراوح عمره بين 16 و18 عاما، يعتقد أنه ينتمي إلى إحدى أقدم المجموعات الهندو أوروبية التي كانت جزءًا من ثقافة حفرة القبر، والتي تعود إلى الفترة ما بين 3300 و2600 قبل الميلاد.

وقد وفر هذا الاكتشاف أول دليل مؤكد على وجود تلك الشعوب في المنطقة التي تشكل اليوم سلوفاكيا، وذكرت كاترينا جاليكوفا، من مكتب الأكاديمية السلوفاكية للعلوم، أن هذا المشروع يتم بالتعاون مع معهد الآثار بالأكاديمية السلوفاكية والبولندية للعلوم، ويهدف إلى دراسة تأثير السهوب على منطقة جبال الكاربات خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد.

وتعد جبال الكاربات ثاني أطول سلسلة جبلية في أوروبا، وتمتد عبر عدة دول في وسط وشرق أوروبا، وتشمل هذه الدول رومانيا، سلوفاكيا، بولندا، أوكرانيا، المجر، وجمهورية التشيك، وتتميز هذه المنطقة بتنوعها البيئي الكبير وتاريخها الغني، حيث كانت موطنًا للعديد من الحضارات والشعوب القديمة.

ركزت الأبحاث على عدة تلال محددة في منطقة الأراضي المنخفضة السلوفاكية الشرقية أي "منطقةالسهول الشرقية" في سلوفاكيا، حيث تم فحص خمسة منها حتى الآن، وقد بدأت الحفريات في تلة بالقرب من هاتالوف هذا العام بعد إجراء مسح جيوفيزيائي أكد وجود منشأ بشري للتل وحدد معالمه.

وأشارت إيفا هورفاتوفا، من معهد الآثار بالأكاديمية السلوفاكية للعلوم، إلى أن قطر التل الأصلي كان يبلغ 22 مترًا، وكان محاطًا بخندق عرضه أربعة أمتار، واحتوى على حفرة دفن مركزية، وبجانب الهيكل العظمي، تم العثور على بقايا هيكل خشبي متفحم كان يغطّي القبر جزئيًا.

وقد اتفق العلماء على أن هذا الموقع يرتبط بثقافة الحفرة النخبوية، ويتضح ذلك من حجم التل وطريقة بناء القبر الخشبي، ووضعية الجثة حيث كانت مستلقية على الظهر مع ثني الركبتين وتوجيههما إلى الأعلى، مع وجود صبغة حمراء بجانب الجسد.

كانت تلك المجموعة تسكن في الأصل بين نهري الدون والفولجا، وامتدت تدريجيًا عبر نهر الدانوب إلى سهل بانونيا، وعرف عنهم أسلوب الحياة البدوي، واعتمادهم على تربية الماشية، الصيد، والنقل عبر العربات ذات العجلات.

كما أشارت هورفاتوفا إلى أن الدراسات الجينية للحمض النووي لهذه الثقافة أثبتت أنها أحدثت تغييرات جينية كبيرة في سكان أوروبا، وتستعين الأبحاث بوسائل علمية حديثة مثل علم الوراثة الجزيئي، التأريخ بالكربون المشع، وتحليل نظائر السترونشيوم، الأكسجين، والنيتروجين، مما يساعد في تحديد نمط حياة الفرد ونظامه الغذائي.

وأضافت أن البيانات المستخلصة ستسهم في فهم أعمق للمواد الأثرية وتفتح المجال لدراسات جغرافية وثقافية أوسع، وذلك طبقا لما نقله الموقع الرسمي لصحيفة The Slovak Spectator.