بقلم: مجدى سبلة
أصبح حمدين صباحى محترفًا فى تصدير رسائل الإحباط للمجتمع المصري، وقال عبر «بوست» له على الفيس بوك»إن المسيحيين الذين أُخرجوا من ديارهم من وحشية الإرهاب جاء بسبب عجز الدولة الغائبة والمتخاذلة» واصفا الحادث أنه ليس الأخير، مهددا ومتوقعا أن المرحلة المقبلة لن تفرق بين مسلم ومسيحى، لأن الإرهاب التكفيرى والإرهاب الصهيونى سيعملان على تفريغ سيناء من أهلها، وقال فى آخر تدوينته إن الإرهاب لن يتوقف طالما أن الدولة المصرية متخاذلة نحو شعبها.
لا أدرى لماذا لا يفرق حمدين بين المعارضة وبين رسائل الإحباط والهدم، ويفضل لغة البرادعى وخالد على وأيمن نور، أو أنه مازال يعشق أدوار الكومبارس التى لعبها فى أفلام يوسف شاهين.
بات حمدين كمن يشعل الفتنة مشجعًا الإخوان والإرهابيين بتفريغ سيناء، وإحياء مؤامرة محمد مرسى لتوسيع حدود دولة غزة الجديدة، واستحواذها على مساحة من أرض سيناء الحبيبة، ونسى حمدين أن قولًا واحدًا للرئيس السيسى لا يقبل القسمة على اثنين، حين قال «لا تفريط فى ذرة واحدة من تراب سيناء».
الغريب أن حمدين تكلم عن وحشية الإرهاب ولم يشد من عزم الجيش المصرى بتدوينة واحدة عن تطهير جبل الحلال، وظهر كأنه لا يرى ولا يسمع لكنه يتكلم فقط، لا يرى شهداء الوطن من الجيش والشرطة على تراب سيناء، لا يسمع عن العبوات الناسفة التى يزرعها الإرهابيون على الطرق والمعابر والأنفاق ومزارع الزيتون، ولا يرى المصريين وهم يشيعون أبناءهم الجنود الذين استشهدوا لكى يعيش حمدين ومن حوله.
عندما يتكلم حمدين ويقول الدولة عاجزة ومتخاذلة كان أشرف له أن ينتقد خطط تنمية أو خطط تثقيفية تساهم فى وأد الفتنة فى العريش.. غريب أمر هذا المعارض الذى لا يرى مشروع الضبعة الذى تم تدشينه أثناء عمليات تخويف الأخوة المسحيين فى العريش، ولا يرى أيًا من المشروعات القومية التى أصبحت ملء السمع والبصر، ولم يتناول مشروعا واحدا فى تدوينة واحدة.
هل سأل حمدين الدولة المصرية عن أنواع وأصناف الإرهابيين فى سيناء، والذين جاءوا من الرقة فى سوريا والموصل واليمن، ومن دول أوربية كى يكف عن وصفه الدولة المصرية بالتخاذل والعجز.
هل أغلق حمدين سمعه وبصره عن الآليات والأجهزة والمعدات التى يتم ضبطها مع هؤلاء الإرهابيين، ألم يسمع عن الدراجات البخارية الكاتمة للصوت والضوء وهى تسير ليلًا وتستهدف كمائن التأمين من الجيش والشرطة المصرية.
هل فكر حمدين صباحى فى المساهمة برؤية تنموية لسيناء؟!.. للأسف لا، وهل فكر مرة واحدة فى شد عزم أبطال مصر المرابطين على حدودنا فى رفح، ولماذا لم يفكر فى زيارة الإخوة المسيحيين الذين تملكهم الخوف بعد ٧ حالات اغتيال ارتكبها الإرهاب نحو المسيحيين بداية هذا العام.
هل فكر كمعارض وطنى كما يدعى أن يصدر رسائل إيجابية حول وحدة الشعب المصرى وتماسكه قبل زيارة الرئيس لأمريكا مطلع الشهر المقبل، وقبل مجيء أنجيلا ميركل المستشارة الألمانية الأسبوع القادم، والتى وصفت ٣٠ يونيو بأنه انقلاب.
نسى حمدين أن سيناء غير آمنة منذ ١٣٢٠ يومًا، وأنها أرض حرب بالفعل، وسمع عن العلامات والإشارات التى يقوم الإرهابيون بوضعها على منازل الإخوة الأقباط بالعريش بهدف استهدافهم، ويأتى ليقول إن الدولة متخاذلة وعاجزة وهو يدرى أن الدولة فضت اعتصام رابعة فى ٨ ساعات وعبرت خط بارليف فى ٦ ساعات، وأن فكرة تفريغ العريش أو رفح أو الشيخ زويد فكرة غير واردة، ألم ير حمدين تعاطى الحكومة مع أزمة خوف الأخوة المسيحيين فى العريش والتحرك السريع من كل الوزراء، سواء لتسكين هذه الأسر التى جرفها الخوف أو تحويل طلاب المدارس والجامعات من سيناء إلى جامعتى القناة وبورسعيد، ومراعاة الموظفين منهم أثناء غيابهم عن وظائفهم.
صحيح الحلول التنموية تأخرت كثيرًا، لكن نحن فى فترة ينبغى ألا نتكلم فيها بلغة طائفية، أو زعامة مزيفة شبع منها المصريين، وكان ينبغى أن نتكلم عن وطن لا تمزقه مثل هذه الفتن، ألم يهزه الخوف من التصفيات لمشايخ وعواقل سيناء بحجة أنهم يتعاملون مع الجيش والشرطة لتصفية جيوب الإرهاب.
يا سيد حمدين الإخوة المسيحيون المصريون يعشقون التراب المصرى أكثر منك، ويكفى أن مسيحي بئر العبد قالوا لن نترك منازلنا رغم ما تعرضنا له منذ ٢٠١٢ حتى الآن، وفى النهاية نريد أن نقول لحمدين وكل من يتكلم بلغته، الشعب مع جيشه وشرطته ورئيسه، وكف أنت عن رسائل الإحباط التى أصبحت مصدر رزقك.