أحمد شامخ

(سياسة عادل إمام رسائل من الوالي) للكاتب أحمد يوسف هذا هو عنوان كتاب الهلال الذي يصدر في 5/3/2017ويتحدث فيه الكاتب عن السينما، هذا الفن الساحر،الذي يسير على وتر رفيق دقيق، مشدود بين الحقيقة والخيال لتجمع بين الواقع والحلم، فأنت تعلم جيداً أن ما يسقط على الشاشة البيضاء ليس إلا أطيافاً من الأضواء والألوان، لكنك تصدق بكل إرادتك الواعية أن تلك الأطياف هى امتداد للواقع الحقيقى، وتجسيد لشخصيات وأحداث تمثل اليوم رصيداً جديداً متراكماً من تجاربنا الحياتية، أو هى بالأحرى الحياة كما نحلم أن تكون، تماماً مثلما فعلت الصبية الصغيرة بطلة فيلم "ساحر أووز"، التى تعيش حياتها بالأبيض والأسود، لكنها عندما تدخل العالم السحرى تكتسى الأشياء بالألوان.

وتحدث المؤلف عن ذلك الشخص الغامض الذى يحمل بيده وحده مفتاح الدخول إلى هذا العالم السحرى؟ إنه "النجم" (أو النجمة) الذى يظهر على الشاشة، فإذا بك تشعر أنك قد توحدت معه، فتخوض معه تجاربه ومعاركه،

وبذلك فإن النجم يصبح هو "السلعة" الأولى التى تبيعها السينما للمتفرجين، لأن "النجم" فى المجتمع المعاصر يقوم بنفس الدور الذى كان يقوم به "القديسون المحليون" فى الأيام الخوالى، لكن الفرق الجوهرى بين النجم السينمائى المعاصر، وأسلافه من القديسين أو أبطال الملاحم الشعبية، هو أن نجم السينما أكثر إقناعاً لأنه إنسان حقيقى من لحم ودم.

وهذا ما يفسر لك السبب الحقيقى لنجاح نجم ما فى فترة بعينها: لأن ظهوره جاء فى موعده وفى سياقه الذى يمكن له أن ينمو فيه ويزدهر.

لذلك أضاف عادل إمام الكثير إلى رصيده الفنى والجماهيرى، عندما اقترب بشخصية البطل فى أفلامه من ملامح الشخصية المصرية، بإيجابياتها وسلبياتها معاً.

ونجاح عادل إمام يشير إلى أنه قد لمس وتراً حساساً فى نفوس الجماهير، فى ظروف تحمل ظلالاً من القهر والاستكانة والانسحاب .