أكد خبراء ومحللون سياسيون أردنيون أن ما يحدث في المنطقة من تداعيات استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وما حدث اليوم على معبر الكرامة يؤكد تحذيرات الرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الاستباقية والمتكررة بشأن ضرورة وقف الحرب على غزة .. مؤكدين أن الزعمين يحذران دوما من خطورة استمرار هذه الحرب على السلم والأمن الدوليين.

وقال الخبراء الأردنيون - في تصريحات خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان تعليقا على الأحداث الجارية في غزة وحادث إطلاق النار على معبر الكرامة - إن استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة والضفة الغربية هو مؤشر خطير أشارت إليه مصر والأردن منذ اليوم الأول للعدوان.. مشيرين إلى أن مصر والأردن يدعوان العالم إلى ضرورة الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف الحرب وعملياتها في الضفة ولكن للأسف العالم يصمت أمام الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

ومن جهته .. شدد الدكتور قاسم العمرو أستاذ العلوم السياسية بجامعة (البترا) الأردنية على أن الرئيس السيسي والعاهل الأردني حذرا من أن استمرار العدوان الإسرائيلي بحق المدنيين سيعمل على تأجيج الأوضاع في المنطقة وسيكون هناك ردود أفعال فردية من قبل شعوب المنطقة بحق الاحتلال ومن يسانده.. مؤكدا أن ما حدث اليوم على معبر الكرامة هو تذكير مباشر وواضح لما دعا إليه الرئيس السيسي والعاهل الأردني من ضرورة وقف الحرب فورا لأن التداعيات ستكون خطيرة وهو ما يحدث حاليا.

وقال العمرو : إن ردود أفعال الشعوب ستكون أكثر عنفا مما يقوم به الاحتلال وأن تحذيرات القيادة المصرية والأردنية كانت ولاتزال استشراقا للمستقبل في ظل استمرار آلة الحرب الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني ..مؤكدا أن العنف لا يولد إلا العنف وعلى المجتمع الدولي أن يستمع إلى تحذيرات القيادتين المصرية والأردنية والتحرك فورا لوقف هذه الجريمة النكراء.

وبدوره .. أكد مدير تحرير وكالة (ديرتنا) الأردنية الإخبارية توفيق المبيضين أنه مما لا شك فيه أن ما حدث اليوم على الجانب الآخر من جسر الملك حسين في الداخل الفلسطيني حيث قام سائق شاحنة بإطلاق النار على جنود إسرائيليين وقتلهم وتم استشهاده، هو ترجمة حقيقية لما حذر منه مسبقا ومازال يحذر منه الرئيس السيسي وأخيه الملك عبدالله الثاني في أكثر من مناسبة من تداعيات العدوان الإسرائيلي الغاشم واستمراره على غزة والضفة الغربية وأثاره السلبية والخطيرة على أمن المنطقة ومحيطها..محذرا من فرص تكرار مثل هذه العمليات طالما استمرت إسرائيل في عدوانها على أهالي غزة والضفة الغربية. 

وحمل المبيضين ،حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرفة مسئولية هذا الحادث ومسئولية تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة ..مؤكدا أن أعمال هذه الحكومة ودعم الدولي لها أفقد الشارع العربي الثقة في جدية القانون الدولي وشرعية المنظمات العالمية التي تساند هذه الحكومة المتطرفة.

وأعرب عن تأكيده بأن حكومة نتنياهو لن تعقد أي صفقات لأنها تسير نحو النرجسية وتريد ضرب الحائط بكافة الاتفاقيات وتستمر في عدوانها على القطاع والضفة للتغطية على فشلها في الداخل والخارج .. مطالبا العالم بسمع أصوات العقل التي تخرج من القاهرة وعمان لإنقاذ المنطقة والعالم من تداعيات خطيرة في القريب العاجل.

ومن جانبه..أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الدكتور صلاح العبادي أن إسرائيل وحدها هي من تتحمل مسؤولية حادثة إطلاق النار التي وقعت اليوم..مشيرا إلى أن إسرائيل اليوم عليها أن تدرك أهمية التحذيرات المستمرة التي كان ومازال يطلقها كل من الرئيس السيسي وأخيه الملك عبدالله الثاني تجاه ضرورة وقف التصعيد الإسرائيلي والتوصل إلى سلام شامل وعادل يتمثل بحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية عند حدود الرابع من يونيو لعام 1967.

ولفت العبادي إلى أهمية الرؤية المصرية الأردنية المشتركة تجاه مجريات الأحداث في الأراضي الفلسطينية وتحذيرات الزعيمين المستمرة تجاه استمرار الاستفزازات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين .. مشيرا إلى أن هذه العملية جاءت في سياق الرد على التصعيد الإسرائيلي ضد المدنيين في الضفة وقطاع غزة، والذي حذر منه الموقف الرسمي المصري والأردني أكثر من مرة بأن الانتهاكات الإسرائيلية قد تؤدي إلى تصعيد ضد الإسرائيليين من كل الأطراف.

وحذر الدكتور العبادي من أن يستغل الجيش الإسرائيلي هذه الحادثة من أجل التصعيد في الضفة الغربية بعد الفشل الذي تعرض له وأجبر أثر ذلك على الانسحاب من جنين.. مؤكدا أن إسرائيل أوصلت المنطقة إلى حالة من الفوضى والعنف وعلى المجتمع الدولي أن يتحرك فورا لوقف هذه المجازر.