حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس جيبريسوس، مجددا من تفشي الأمراض المعدية في السودان في ظل استمرار الحرب الدائرة هنا.. وقال: إن أمراض الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة ومخاطر مرض جدري القردة (إمبوكس) تهدد صحة السودانيين، في ظل الانهيار شبه التام للنظام الصحي؛ حيث تعطلت نسبة 70 - 80% من المنشآت الصحية بأنحاء البلاد.. لافتا إلى أن 25.6 مليون شخص في السودان يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
ودعا المسؤول الأممي، في ختام زيارته للسودان، بحسب بيان مركز إعلام الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، المجتمع الدولي إلى عدم نسيان السودان، وضرورة إيلاء اهتمام كبير لجهود وقف إطلاق النار والصراع في السودان، مؤكدا ضرورة توسيع نطاق العمل بشكل عاجل؛ لتوفير مزيد من الموارد والوصول الإنساني للمساعدات والأمن لعمال الإغاثة والعاملين في المجال الصحي والمرضى.
ونبه إلى ضرورة مساعدة السودان على الخروج من "كابوس" الصراع الذي يمر به، وحماية المنشآت الصحية والعاملين في المجال الطبي والمرضى، والوصول المستدام للإمدادات والمساعدات، وتوسيع نطاق الكشف عن الأمراض، وزيادة تغطية التحصين ضد الكوليرا وشلل الأطفال والحصية وغيرها من الأمراض في المناطق المتضررة، مطالبا بزيادة التمويل من المجتمع الدولي بشكل هائل لتعزيز الاستجابة.
وشدد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، الذي يؤدي إلى حل سياسي دائم في السودان، وقال: "إن السلام هو أفضل دواء.. وإن ذلك سينقذ الملايين، ومعظمهم من النساء والأطفال، الذين يعيشون على حافة البقاء على قيد الحياة، ويوفر الهدوء الذي يحتاج إليه بشدة ويستحقه جميع الناس، وعدم خذلان شعب السودان"
وأعرب عن صدمته إزاء أوضاع الأطفال في السودان.. وقال: إن السودانيين يعانون من مجموعة متكاملة من الأزمات منها استمرار الصراع وأكبر أزمة نزوح في العالم والمجاعة التي ضربت بعض المناطق. وكان "تيدروس" قد زار منشأة صحية مدعومة من منظمة الصحة العالمية لعلاج الأطفال في (بورتسودان) تقدم رعاية منقذة للحياة للرضع المصابين بسوء التغذية الحاد، وقال إنه " صُدم من وضع الكثير من الأطفال الصغار الذين يعانون من الهزال ومن الشهادات المروعة التي روتها أمهاتهم اللاتي نزحن عدة مرات بسبب انعدام الأمن"
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، من "هول نطاق الأزمة والعمل غير الكافي لمواجهة الصراع والاستجابة للمعاناة التي يتسبب فيها"، وقال إن ذلك يتجسد في المستويات غير الكافية للتمويل، والعدد الكبير للهجمات على منشآت الرعاية الصحية- التي تعدت المئة- والاعتداءات على عمال الإغاثة الآخرين والمدنيين، وعدم القدرة على تأمين الوصول الإنساني بدون عوائق عبر الحدود وعبر الخطوط الأمامية للصراع.
ويُشارإلى أن الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، أدت إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص وتشريد أكثر من 10 ملايين.