يوافق اليوم 12 سبتمبر، ذكري بليغ حمدي الـ 31، حيث يعد واحدًا من أبرز الملحنين في جيله، ولحن للعديد من المطربين الكبار إلا أنه وقع في حب وردة من أول نظرة، وتحول هذا الحب والمشاعر إلي ألحان وأغاني عاشت وستعيش على مر العصور لأنها صنعت بمداد القلب وحنايا الروح.
كانت علاقة بليغ حمدي ووردة علاقة فريدة من نوعها، بدأت قبل أن يلتقيا واستمرت بعد انفصالها وعبرت المسافات والحدود وتحدت حتى الموت، وكأنها تلخصت في كوبليه آخر من الأغنية يتساءل فيه الحبيبان: "وعملت إيه فينا السنين؟ فرّقتنا؟ لا.. غيّرتنا؟ لا.. ولا دوّبت فينا الحنين".
بدأت العلاقة بين وردة وبليغ، منذ الطفولة عندما شاهدت فيلم «الوسادة الخالية» وسمعت أغنية «تخونوه» للفنان عبد الحليم حافظ، وأعجبتها الأغنية لدرجة جعلتها تتعلق بملحنها دون أن تراه، وتمنت أن تلتقيه، جاءت مصر لزيارة، ويشاء القدر أن تقابل بليغ حمدي لكي تحفظ لحن أغنية «يا نخلتين في العلالي»، بدأت شرارة الحب في قلب بليغ من أول نظرة.
ذهب بليغ برفقة صديقه وجدي الحكيم ومجدي العمروسي، لكي يتقدم لخطبتها، ولكن والدها رفض استقبالهم من على باب المنزل، ورغم رفض أسرة وردة زواجها من بليغ، ظل حبه لها مشتعلًا، حتى بعدما عادت مع عائلتها للجزائر، وأصرّت أسرتها على زواجها من قريبها، وحتى بعدما أنجبت ابنيها وداد ورياض وابتعدت عن الفن، ومرّت عشر سنوات دون أمل.
بعد سنوات من ابتعاد وردة عن الفن، سافر عددًا من الفنانين المصريين إلى الجزائر للاحتفال بعيد الاستقلال، فذهبت وردة للقائهم في الفندق، وكان من بين الحضور هدى سلطان ومحمد رشدي وبليغ حمدي، الذي أمسك بالعود وجاءته فكرة أغنية «العيون السود»، قام بكتابة عدد من كلماتها ووعدته وردة وقتها أن تقدمها، عادت إلي مصر بعد انفصالها عن زوجها، وغنت أغنية «العيون السود».
وبعدما عادت وردة إلى مصر، تجددت قصة حب بليغ حمدي ووردة من جديد وانتهت بالزواج، واستمر 6 سنوات، وغنّت وردة أجمل أغانيها من ألحان بليغ، أبرزها «العيون السود، وخلّيك هنا، وحكايتي مع الزمان، واشتروني، وغيرها».
ولكن بسبب الغيرة واعتياد وردة على الحياة الأسرية التي لم يعتدها بليغ، وقع الطلاق بينهما، مما تسبب في تدهور حالة بليغ الصحية والنفسية، حتى أنه أصيب بالاكتئاب، كما أصيبت وردة بعد الطلاق بانفجار الزائدة الدودية وكادت تفقد حياتها.
ولم ينقطع الود رغم الطلاق، فكتب العاشق الذي لم يفتر حبه يومًا أغنية بودعك، تجسيدًا لمشاعره بعد فراق وردة وطلب منها أثناء مكالمة تليفونية من فرنسا أن تغنيها.