أفادت وكالة رويترز للأنباء، بأن ترامب قال إنه لن يشارك في مناظرة ثانية مع كامالا هاريس، حسبما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية في نبأ عاجل.
ولا تزال أصداء المناظرة التي أقيمت بين كلا المرشحين للانتخابات الأمريكية كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة عن الحزب الديمقراطي، ودونالد ترامب، الرئيس السابق للولايات المتحدة والمرشح عن الحزب الجمهوري، في فيلادلفيا، في المواجهة هي الأولى من نوعها بينهما، حيث أظهرت استطلاعات الرأي الأولية من فاز في تلك المناظرة.
مناظرة ترامب وهاريس
استمرت المناظرة لأكثر من 90 دقيقة، تميزت بأنها كانت نارية، حيث انتقدت هاريس ترامب في عدة أمور، وخاصة بسبب حجم حشود تجمعاته، وأن الجمهور في تلك التجمعات كثيرًا ما يشعر بالملل، كذلك انتقدت سلوكه أثناء أعمال الشغب في الكابيتول في يناير 2020، وكذلك تحدثن عن المسؤولين الذين خدموا في إدارته والذين أصبحوا منذ ذلك الحين منتقدين صريحين لحملته.
وقالت هاريس خلال سؤال مبكر حول الهجرة، يجب على الأمريكيين الذهاب إلى تجمع ترامب، حيث يبدأ الناس في مغادرة التجمعات مبكرًا بسبب الإرهاق والملل.
فيما تحدث ترامب عن ملف الهجرة، قائلًا إن المهاجرين الهايتيين في بلدة سبرينغفيلد بولاية أوهايو كانوا يختطفون ويأكلون حيوانات جيرانهم الأليفة مثل القطط والكلاب، لأنهم لا يجدون ما يأكلون.
فيما أثارت هاريس قضية التعريفات الجمركية الشاملة التي اقترحها ترامب، والتي وصفتها بأنها "ضريبة مبيعات ترامب"، ثم أثارت مشروع 2025، وهي الخطة المحافظة المستقلة المثيرة للجدل لإدارة جمهورية مستقبلية، إلا أن ترامب نأى بنفسه عن المشروع ودافع عن خطته التعريفية، مشيرًا إلى أن إدارة بايدن أبقت على العديد من التعريفات الجمركية في رئاسته الأولى.
وفي محاولة لصد الهجوم عليها بأنها "ماركسية" تدعم سياسات المناخ اليسارية المتطرفة، كررت هاريس أنها لن تحظر التكسير الهيدروليكي وروجت لأجندة إدارة بايدن في مجال الطاقة.
وقالت هاريس في واحدة من أكثر انتقاداتها حدة لترامب: "لقد سافرت حول العالم كنائبة لرئيس الولايات المتحدة ويضحك زعماء العالم على دونالد ترامب. لقد تحدثت مع قادة عسكريين، بعضهم كان معك، وقالوا إنك عار"، كذلك اتهمت ترامب بأنه "غير أخلاقي" ومسؤول عن تعيين قضاة المحكمة العليا الذين ألغوا في عام 2022 الحق الدستوري في إنهاء الحمل.
وقالت: "لا يجب على المرء أن يتخلى عن إيمانه أو معتقداته الراسخة ليوافق على أن الحكومة ودونالد ترامب بالتأكيد لا ينبغي أن يخبرا امرأة بما يجب أن تفعله بجسدها".
وعن ترامب، قالت: "يتحدث عن شخصيات خيالية مثل هانيبال ليكتر، سيتحدث عن طواحين الهواء التي تسبب السرطان. وما ستلاحظه أيضًا هو أن الناس يبدأون في مغادرة تجمعاته مبكرًا بسبب الإرهاق والملل، الشيء الوحيد الذي لن تسمعه يتحدث عنه هو أنت".
فيما هاجم ترامب مرارًا وتكرارًا سجل إدارة بايدن بشأن الهجرة وألقى باللوم على هاريس في زيادة أعداد المهاجرين عبر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، قائلا: "لقد سمحوا للمجرمين، ملايين المجرمين. لقد سمحوا للإرهابيين. لقد دمروا نسيج بلدنا".
وجهت هاريس انتقادات إلى ترامب بسبب إنكاره خسارته لانتخابات 2020 أمام بايدن، ولتأجيج الهجوم على مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2021، مضيفة: "لقد طرد 81 مليون شخص دونالد ترامب. ومن الواضح أنه يواجه صعوبة بالغة في معالجة ذلك".
فيما قال ترامب إنه ضحية للاضطهاد السياسي، مشيرًا إلى اغتياله القريب في بنسلفانيا في يوليو، قائلا: "ربما تلقيت رصاصة في الرأس، بسبب الأشياء التي يقولونها عني. إنهم يشكلون تهديدًا للديمقراطية".
وعن ملف الاقتصاد، قال ترامب: "لقد كان لديهم أعلى معدل تضخم، ربما في تاريخ بلادنا. لا يستطيع الناس الخروج وشراء الحبوب أو البيض أو أي شيء آخر. إن شعب بلادنا يموت تمامًا بسبب ما فعلوه".
وردت هاريس قائلة إن الاقتصاد الأمريكي كان في حالة يرثى لها عندما ترك ترامب منصبه، مما أجبر الديمقراطيين على تنظيف فوضى الرئيس السابق.
وفي محاولة لإبعاد نفسها عن بايدن، قالت بعد أن هاجم ترامب سجل إدارة بايدن بشأن التضخم: "من الواضح أنني لست جو بايدن. وأنا بالتأكيد لست دونالد ترامب. وما أقدمه هو جيل جديد من القيادة لبلدنا".
من الفائز في المناظرة بين ترامب وهاريس؟
ووفقا لوسائل الإعلام الأمريكية، فإن هاريس أظهرت تفوقا على ترامب، الذي وجد نفسه في كثير من الأحيان في موقف دفاعي بشأن قضايا مثل الإجهاض، ومدى ملاءمته للمنصب، ومشاكله القانونية العديدة وفقا لما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز"،
فيما أظهر استطلاع سريع أجرته شبكة سي إن إن للناخبين الذين شاهدوا المناظرة أن أداء هاريس كان أفضل، وفي سؤال حول أي مرشح يفهم بشكل أفضل المشكلات التي تواجه الأشخاص مثلهم، ، قال 44% من المشاهدين للمناظرة أن هاريس تفعل ذلك، بينما اختار 40% ترامب، وهو ما يشير إلى تقدم لصالح هاريس، حيث كانت النسبة من قبل 39% لصالح هاريس مقابل 43% لصالح ترامب وأنه لديه فهم أفضل لمشاكلهم.
لكن الناخبين الذين شاركوا في التصويت يمنحون ترامب أفضلية قدرها 20 نقطة على هاريس بعد المناظرة حول التعامل مع الاقتصاد، بنسبة 55% إلى 35%.
ووفقا لاستطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع كلية سيينا، تقول أغلبية قوية 61% من الناخبين إنهم يريدون من الرئيس القادم أن يجلب تغييرا كبيرا إلى البلاد، فيما يقول 40% فقط من الناخبين إن هاريس تمثل التغيير مقارنة بـ 61% قالوا إن ترامب كان يمثله.