السبت 19 اكتوبر 2024

معركة التل الكبير.. بين هزيمة ونفي

معركة التل الكبير

ثقافة13-9-2024 | 10:34

فاطمة الزهراء حمدي

مرت مصر بالعديد من العقبات والصراعات، والتدخل الأجنبي في شئون البلاد وقتها، فكان الإنجليز ينتهزون أي فرصة لاحتلالها بعد فشل الحملات الصليبية على مصر والشام وتحويل طريق التجارة لرأس الرجاء الصالح ومجيء الحملة الفرنسية على مصر والشام وفشلها، وبعد فشل حملة فريزر 1807م، وبعد تدمير إمبراطورية محمد علي بمعاهدة لندن 1840م.

ساد في عصر الخديوي توفيق الظلم، وسوء الأحوال الاقتصادية، والتدخل الأجنبي السافر في شؤون مصر، ومعاملة رئيس الوزارة رياض باشا وقتها القاسية للمصريين، واضطهاد الضباط المصريين في الجيش على حساب الأتراك والشركس، حتى ثار الشعب، وقامت ضده ثورة شعبية "الثورة العرابية" في البلاد بقيادة الأميرلاي أحمد عرابي.

استغل توفيق الوضع، وبالغ في تصوير الموقف للأوربيين بأنه شديد الخطورة على مصالحهم حيث أن عرابي حسب وصفه كان وطنياً متطرفاً يكره كل ما هو أجنبي ويهدف إلى طرد كل الأجانب من مصر.

وقد وجدت بريطانيا في ذلك حجة لتدخلها لهدف حماية مصالحهم والأجانب بمصر، وأرسلت إنجلترا وفرنسا المذكرة المشتركة الأولى والثانية، وقامت حوادث مذبحة الإسكندرية، وتدخل الأسطول الإنجليزي واقتحم الإسكندرية، وسط مقامه، وتحصينات العرابيين في منع استيلاء الإنجليز عليها، ولكن فشلوا وتقدم الجيش الإنجليزي نحو كفر الدوار.

 ولكن تصدى لهم الجيش المصري بقيادة "طلبة عصمت" فتفرق الإنجليز عن البلاد، ليفشلوا في دخولها من ناحية الشمال ويتحولوا للشرق مدعومين بمباركة دولية.

معركة التل الكبير

استمرت المعارك، حتى أقيمت معركة التل الكبير وكانت بين الجيش المصري بقيادة أحمد عرابي زعيم الفلاحين والجيش الإنكليزي الذي فشل في احتلال البلاد من ناحية الإسكندرية فقدم من القناة.

فكر عرابي في ردم القناة لمنع دخول الإنجليز للبلاد، ولكن تدخل دليسبس الفرنسي رئيس شركة قناة السويس وقتها ورد عليه، بأن القناة على الحياد ولا تسمح بدخول أساطيل حربية من خلالها، ولكنه سمح للإنجليز بالمرور.

المعركة ونتائجها

وفي مثل هذا اليوم 13 سبتمبر عام 1882 م، كانت الساعة 1:30 صباحًا، كانت القوات المصرية نائمة، فكانت متمركزة في مواقعها في التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية منذ أيام، وفوجئت بالهجوم وبقدوم الإنجليز مع بعض بدو الصحراء، الذين أطلعوا الإنجليز على مواقع الجيش المصري.

كما تعاون بعض الضباط الذين ساعدوا الإنجليز على معرفة الثغرات في الجيش المصري، وقد استغرقت المعركة أقل من 30 دقيقة.

مما أدى إلى صدور فرمان من السلطان العثماني ضد عرابي بتحريض من إنجلترا؛ جعل الكثير من الأشخاص ينقلبوا ضده، وألقي القبض على أحمد عرابي قبل أن يكمل ارتداء حذائه العسكري.