الخميس 21 نوفمبر 2024

ثقافة

نجوم المسرح المصري| شفيق نور الدين «زعيم الفلاحين»

  • 16-9-2024 | 11:27

شفيق نور الدين

طباعة
  • همت مصطفى

يزخر تاريخنا الثقافي والفني بنجوم مضيئة، عاشت تتلألأ في حياتنا، من مؤلفين وممثلين ومخرجين، ونجومًا خلف الستار، أضافوا الكثير بالتزامهم وإخلاصهم وموهبتهم وإبداعهم في مسيرة المسرح المصري والعربي، وأسعدوا الجمهور بكل ما قدموا، تركوا إرثًا فنيًا في الحركة الفنية المصرية وحفروا أسمائهم في عالم الإبداع بما قدموه  بعروض مسرحنا المصري.

 ومع بوابة «دار الهلال» نواصل تسليط الضوء يوميًا على رحلة أحد صناع رحلة المسرح المصري على الخشبة، ومن عالم الكواليس، وخلف الستار ولنسافر معه في سطورنا تحت عنوان «نجوم المسرح المصري».

واللقاء اليوم  مع الفنان القدير.. شفيق نور الدين 

 هو ممثل قدير، قامة فنية كبيرة وقيمة إنسانية راقية، ينتمي إلى المبدعين الرواد بزمن الفن الجميل، ساهم في إثراء حياتنا الفنية بمشاركته في بطولة وأداء الأدوار الرئيسية فيما يزيد على 35 عملًا فنيًا ما يقرب من و60 مسرحية و100و60 مسلسلًا إذاعيًا، و150 فيلمًا مسلسل تلفزيوني  إنه الفنان القدير شفيق نور الدين، وفي السطور المقبلة نبحر في مسيرته الفنية.

 الفلاح الأصيل.. ابن المنوفية
ولد شفيق نور الدين في قرية «بجيرم» بمركز قويسنا بمحافظة  المنوفية في 15 سبتمبر عام 1911م، واسمه كاملا: شفيق محمد نور الدين خميس.

بداية الرحلة

بالبداية، انبهر شفيق نور الدين  بعروض الفرق المتجولة التي كانت تزور قريته ثم محاولات تقليده لمجموعة الممثلين، وكان والده تاجر القطن يصطحب ابنه في رحلاته للقاهرة،  وهو يتنقل بين المحافظات المختلفة ثم بيع منتجه بالعاصمة، وكان كثيرًا ما يحرص على اصطحاب ابنه معه ليكسبه خبراته وليرفه عنه.

وافتتن «شفيق» بتلك الرحلات وخاصة أنها تتيح له فرصة مشاهدة العروض المسرحية، التي عشقها منذ صغره، وانجذب بشدة إلى عالم المسرح وتأثر كثيرا بعروض الفرق المسرحية بالقاهرة والإسكندرية، فبادر بتأسيس فرقة من تلاميذ المدارس بالقرية وبإنشاء مسرحًا في قريته الصغيرة،  و قام بتحويل جرن القرية إلى مسرح، ليمارس هوايته مع أصدقائه من خلاله ويلعب فيه دور الممثل والمؤلف والمخرج أيضا، بتقديم فصول مسرحية في المناسبات والأفراح.

مدرسة الفنون والصنايع
وفد «شفيق» في مطلع شبابه إلى القاهرة والتحق بمدرسة الفنون والصنايع وكان مولعا بالميكانيكا ولكنه اهتم بالتمثيل وأهمل الدراسة، ففشل فيها وتركها عام 1931م، وقرر تنمية موهبته فالتحق بقاعة المحاضرات المسرحية بمعهد «عبد العزيز حمدي»، وهو أول معهد للتمثيل عرفته القاهرة.

15 عاما  في الكمبوشة 

وبدأ شفيق نور الدين رحلته الفنية في عالم احتراف الفن عام 1925م من خلال العمل كملقن، بالكمبوشة، وهي المكان الذي جلس فيه لفترة طويلة تقارب15 عامًا، وكانت البداية حينما عمل كملقن للعروض المسرحية ببعض الفرق مقابل راتب ثلاث جنيهات فقط، وأتيح له من خلال إتقانه لتلك المهنة فرصة الاقتراب من عالم بعض المبدعين بالفن المسرحي ومنهم سلامة حجازي، جورج أبيض، زكي طليمات وغيرهم، كما أتيح له أيضا فرصة العمل ببعض الأدوار الصغيرة.

وانضم شفيق نور الدين، إلى فرقة «جورج أبيض» عام 1933م، كما التحق بالفرقة القومية بلا أجر، حتى عين بعد فترة ضمن مجموعة من الهواة بمكافأة شهرية قدرها ثلاث جنيهات، واستمر في عمله كملقن مع تمثيل بعض الأدوار الهامشية والثانوية الصغيرة حتى بداية أربعينات القرن الماضي.

 من «الكمبوشة» إلى الخشبة 

وعين «نور الدين» بعد ذلك ملقنًا بالفرقة القومية، فقد تحقق حلمه حينما أتاح له المخرج فتوح نشاطي فرصة الظهور على المسرح في دور صغير بمسرحية «مصر الخالدة»، ولتميزه في أداء الدور قدمه المخرج لمدير الفرقة في ذلك الوقت خليل مطران «شاعر القطرين» الذي وافق على نقله من «الكمبوشة» إلى خشبة المسرح.

ورأى المخرج فتوح نشاطي أن يسند له دور «الكاهن» في مسرحية «توت عنخ آمون» من إنتاج فرقة «المسرح القومي» عام 1942م، وأدى شفيق نور الدين الدور ببراعة فائقة، ومنذ ذلك الحين بدأت مرحلة جديدة في مسيرته الفنية، وخطة البداية ليصبح ممثلا قديرًا وإحدى العلامات البارزة في المسرح القومي، وتوالت مشاركاته ببعض الأدوار المسرحية الرئيسة، ونجاحه في تحقيق شهرة كبيرة بعدما حظي على تقدير وإعجاب الجماهير العربية.

وانضم «نور الدين» رسميا إلى أسرة المسرح القومي منذ بداية أربعينات القرن الماضي، ولكن تألقه المسرحي الكبير قد تحقق فقط خلال فترة الخمسينات والستينات، تلك الفترة التي قدم خلالها مجموعة من أشهر مسرحياته و شارك في  العديد من مسرحيات الكاتب سعد الدين وهبة ومنها: «المحروسة»، «السبنسة»،  سكة السلامة»، «سهرة مع الحكومة»، ويتناول في أغلبها معاناة الفلاح المصري في عهد الإقطاع قبلثورة يوليو 1952م، وقام  شفيق نور الدين من خلالها بتجسيد شخصية الفلاح المطحون.

 «زعيم الفلاحين» 

وأطلق على شفيق نور الدين بفرقة «المسرح القومي» وكان أحد نجومه في عصره الذهبي،عدة ألقاب من بينها: «الفنان الفلاح» و«زعيم الفلاحين» لاعتزازه الكبير بأصله الريفي، وبالتقاليد والعادات الريفية التي لم يتخل عنها أبدًا.

وشارك في تكوين وتأسيس رابطة باسم «الفنانين الفلاحين»، وقد اختاروه لرئاستها، كما اختاروا الفنان حمدي أحمد لأمانة صندوقها وكانت الرابطة تضم في عضويتها كل من الفنانين: حمدي وعبد الله غيث، إبراهيم الشامي، أحمد الجزيري وآخرين.

وجسد شفيق نور الدين عدة أنماط مميزة، في الشخصيات التي قدمها وتميز في تشخيص بعض الأدوار المركبة، خاصة وأن بعده المادي شكله وملامح وجهه، كانت تجعله يبدو أكبر من سنه، ولعل من أهم الأنماط والشخصيات التي برع في تجسيدها هي شخصية: الموظف التقليدي المغلوب على أمره، الأب المطحون، الأب المصدوم في سلوك أبنائه، الفلاح الساذج، الفلاح الماكر، البخيل المقتر، أو المرابي البشع.

المشاركات المسرحية

قضى شفيق نور الدين سنوات عيدة في العمل بالمسرح كممثل محترف ما يقرب من 40 عاما، شارك خلالها بعضوية بعض الفرق المسرحية المهمة ومن أهمها فرقة «المسرح القومي»، وقام مع فرقة «المسرح القومي» بتجسيد عدد من الشخصيات الرئيسة والمحورية بعدد كبير من المسرحيات المتميزة ومنها شخصيات: أبو شوال بأوبريت «عزيزة ويونس»، البواب بمسرحية «شقة للإيجار»، عبد الموجود بمسرحية «الصفقة»، قمحاوي بمسرحية «ملك القطن»، الأستاذ منجد بمسرحية «القضية»، علي الطواف بمسرحية «عيلة الدوغري»، الشاويش صابر بمسرحية «السبنسة»، السائق بمسرحية «سكة السلامة»، القاضي ازدك بمسرحية «دائرة الطباشير القوقازية»، الإسكافي بمسرحية «الإسكافية العجيبة».

ووتتمثل مشاركات شفيق نور الدين على خشبة المسرح بالفرق المسرحية كالتالي: 
     فرق مسارح الدولة

  • «المسرح القومي».. الأربعينيات بالقرن الماضي.. «توت عنخ آمون» ، خروف، بيت الطاعة» 1941م، «كلنا كده  »1943م، «عزيزة ويونس»  1944م، «راسبوتين» 1945م،« العشرة الطيبة 1946م، «ثلاثة رجال وامرأة »، «حب موديل 48»  1947م، «اللعب بالنار » 1948م، «أصدقاؤنا الألداء » 1949م
  • الخمسينيات.. «شقة للإيجار»1950، «دم الأخوين 1951)، أم رتيبة، «غروب الأندلس» 1952م، «مضحك الخليفة »، «المزيفون »، «صفقة مع الشيطان »، «الأيدي الناعمة» 1954م، مقالب سكابان «1955م، «ملك القطن»، «ابن عز»   1956م، «جمعية قتل الزوجات » 1957م، «رجل الأقدار »،  «قهوة الملوك» 1958م، صنف الحريم »  1959م
  • الستينيات والسبعينيات.. «في بيتنا رجل» 1960م، «مأساة جميلة، «القضية»1961م، «المحروسة، السبنسة، «عيلة الدوغري 1962م، «تاجر البندقية»، «حلاق بغداد»، «كوبري الناموس» 1963م، «الفتى مهران»،«سكة السلامة» 1965م، «بير السلم»، «المهزلة الأرضية» 1966م، حلاوة زمان» 1967م، «بلاد بره»،  «دائرة الطباشير القوقازية» 1968م،  «متلوف 71» 1971م، «الإسكافية العجيبة»، «غبي في الفضاء »1972م، «حدث في أكتوبر، «صلاح الدين الأيوبي» 1973م، «سهرة مع الحكومة»1979م.
  • ومع «المسرح الكوميدي» شارك في «عزيزة» 1964م،  ومع فرقة «المسرح الحديث»: «الناس والبحر» 1966م، وقدم مع  «مسرح الحكيم»: «يا سلام سلم الحيطة بتتكلم» 1971م، ومع  الفرقة  «الغنائية الاستعراضية» شارك في « العشرة الطيبة 1977م.

كبار المخرجين 
تعاون شفيق نور الدين من خلال المسرحيات السابقة مع نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل وفي مقدمتهم: زكي طليمات، يوسف وهبي، فتوح نشاطي، عبد الرحيم الزرقاني، حمدي غيث، نبيل الألفي، نور الدمرداش، كمال يس، كمال حسين، سعد أردش، كرم مطاوع، فاروق الدمرداش، حسين كمال، عبد الرحمن أبو زهرة، عبد الغفار عودة، وذلك بالإضافة إلى المخرج الألماني كورت فيت بمسرحية «دائرة الطباشير القوقازية».
المشاركات السينمائية

شارك شفيق نور الدين بأداء بعض الأدوار الرئيسة المؤثرة وبعض أدوار البطولة الثانية في عدد من الأفلام السينمائية التي قد يقارب عددها 150 فيلمًا، ونجح من خلالها في تجسيد شخصيات درامية متميزة، وتضم قائمة أفلامه السينمائية العديد من الأفلام المهمة والتي نجح في وضع بصمة مميزة فيها علامات خاصة، ومنها في فيلمي: «دهب» و«معبودة الجماهير» في دور «البقال»، وفي فيلم «مراتي مدير عام» بتجسيده شخصية مدير الإدارة، وفي فيلم عدو امرأة في شخصية مدير المنزل والخادم المخلص، كما تألق بشدة في دور «أيوب التاجر» مع شادى عبد السلام في رائعته «المومياء»، ومع المخرج توفيق صالح في فيلم «المتمردون»، هذا.

الأب الصارم 

 ورغم صغر مساحة دوره في فيلم «القاهرة 30» إلا أن تجسيده لشخصية الأب الذي صدم في أخلاقيات ابنه محجوب عبد الدايم يعد مشهدا من أهم المشاهد التي تبقى بالذاكرة وتدرس في تاريخ السينما المصرية.

 وشارك في الأفلام التالية:  

أربعينيات القرن الماضي.. شارك في أفلام: أحب الغلط (1942)، من الجاني، طاقية الإخفاء (1944)، القرش الأبيض، البني آدم، ليلى بنت الفقراء، الأنسة بوسة (1945)، راوية، الخمسة جنيه، ضحايا المدينة، ملاك الرحمة (1946)، شادية الوادي، ضربة القدر (1947)، ليلى العامرية، رجل لا ينام (1948)، فاطمة وماريكا وراشيل، الليل لنا، المرأة شيطان، شارع البهلوان، هدى، نادية، مبروك عليكي (1949)، شاطئ الغرام، المليونير، ياسمين، أيام شبابي، أخلاق للبيع.

 الخمسينيات.. أفلام (1950م، مشغول بغيري، وداعا يا غرامي، السبع أفندي 1951م، سلوا قلبي، ريا وسكينة، الأم القتلة، مسمار جحا، الأستاذة فاطمة 1952م، السيد البدوي، بلال مؤذن الرسول، بيت الطاعة، بائعة الخبز، ماليش حد، كلمة الحق، بنت الهوى، دهب، حب في الظلام، أنا وحبيبي، عائشة 1953م، قلوب الناس، اعترافات زوجة، أربع بنات وضابط، بنت الجيران، حدث ذات ليلة، قرية العشاق، الشك القاتل 1954م، نهارك سعيد، ثورة المدينة، بحر الغرام، درب المهابيل، ليالي الحب، عاشق الروح، قصة حبي 1955م، المفتش العام، القلب له أحكام، سمارة، هارب من الحب 1956م، بورسعيد، فتى أحلامي، ليلة رهيبة، طاهرة، غرام المليونير، لن أبكي أبدا، عشاق الليل، أنا وقلبي، لواحظ، الجريمة والعقاب 1957م، توبة، شباب اليوم، جميلة، سيدة القصر، امرأة في الطريق، هذا هو الحب، حبيبي الأسمر (1958)، إحنا التلامذة، حب ودلع، أم رتيبة، إسماعيل يس في الطيران، احترسي من الحب، لن أعود 1959م.

الستينيات.. أفلام : جسر الخالدين، صائدة الرجال، حايجننوني، سامحني، بين السماء والأرض، لوعة الحب، العملاق،الناس اللي تحت (1960)، لماذا أعيش، إسماعيل يس في السجن، صراع في الجبل، غرام الأسياد، شاطئ الحب، الضوء الخافت (1961)، الحاقد، دنيا البنات، عبيد الجسد (1962)، المراهقان، أمير الدهاء (1964)، حب للجميع (1965)، مراتي مدير عام، الحياة حلوة، عدو امرأة، القاهرة 30، شياطين الليل (1966)، الليالي الطويلة، السيد البلطي، العيب، معبودة الجماهير، جفت الأمطار (1967)، المتمردون، نفوس حائرة (1968)، يوميات نائب في الأرياف، نادية، أبواب الليل، الناس اللي جوه، المومياء (1969).

 السبعينيات..  هاربات من الحب(1970)، حسناء المطار (1971)، لعبة كل يوم (1972)، شلة المراهقين (1973)، التاكسي - فيلم قصير (1978).

  كبار المخرجين  في السينما

وتعاون شفيق نور الدين من خلال أفلامه مع نخبة من كبار المخرجين، لأكثر من جيل ومنهم : أحمد بدرخان، يوسف وهبي، نيازي مصطفى، حسين فوزي، صلاح أبو سيف، هنري بركات، عز الدين ذو الفقار، محمود ذو الفقار، أنور وجدي، حسن حلمي، إبراهيم عمارة، حلمي حليم، السيد بدير، توفيق صالح، فطين عبد الوهاب، عاطف سالم، كمال الشيخ، حسام الدين مصطفى، حسن الصيفي، حلمي رفلة، كامل التلمساني، حسن رضا، أحمد ضياء الدين، سعد عرفة، جمال مكور، سيف الدين شوكت، كمال عطية، سيد عيسى، خليل شوقي، جلال الشرقاوي، أحمد مظهر، شادي عبد السلام.

مشاركات تلفزيونية
شارك شفيق نور الدين بأداء بعض الأدوار الرئيسة في عدد من المسلسلات التلفزيونية على مدى ما يقرب من 20 عاما، منذ بدايات الإنتاج التلفزيوني عام 1961، ومنها: حمادة وعم شفيق، الزوبعة، الضحية، الرحيل، الساقية، الفلاح، العودة إلى المنفى، بنك القلق، القاهرة والناس، إصلاحية جبل الليمون، أصيلة، عيلة الدوغري، عيلة سي جمعة، نوادر جحا، رحلة عم مسعود، كما شارك بعدد من السهرات والتمثيليات التلفزيونية ومنها المعذبون في الأرض (قصة خديجة)، ولدي، منى.

مشاركات بالإذاعة

ساهم شفيق نور الدين في إثراء الإذاعة المصرية ببعض برامج المنوعات والأعمال الدرامية على مدار ما يزيد عن 30 عاما، شارك خلالها ببطولة عدد كبير من المسلسلات الاجتماعية والدينية، حيث تميز بإجادته لفن الإلقاء بصوته الهادئ الرصين ومخارج ألفاظه السليمة مع التزامه الدقيق بجميع قواعد النحو، وذلك بالإضافة إلى إجادته التمثيل باللغة العربية الفصحى بنفس كفاءة تمثيله باللهجة العامية.

ومن المسلسلات والتمثيليات الإذاعية التي شارك في بطولتها:الطاقية الشبيكة، الولد الشقي، مذكرات المعلم شعبان، المماليك، ليلة الفرح، أبو الحسن العبيط، اللهم إني صائم، ميكروب الحب، في سبيل الحرية، راجل مغرور، حكاية الدكتور مسعود، أرض الجزيرة، بيتي بيتك، خضرة الشريفة، وذلك بخلاف مشاركته ببعض البرامج الدرامية المهمة ومن بينها: حديث الذكريات، وشخصيات تبحث عن مؤلف (ومن بينها حلقة الملقن)، وأيضا البرنامج الكوميدي الشهير «ساعة لقلبك» الذي جسد من خلاله شخصية «الفلاح».

 الحياة الشخصية
تزوج شفيق نور الدين مرة واحدة وذلك من إحدى قريباته في بداية دخوله المجال الفني وأنجب ستة أبناء، ــ أربع بنات وولدين ــ ولكن في تلك الفترة وبالتحديد في أوائل الثلاثينات كان المسرح يعاني من أزمات اقتصادية، فاضطر للعودة مرة أخرى إلى القرية للعمل مع والده في تجارة القطن، وافتتح محلا صغيرا لبيع الألبان والعيش لتوفير دخل مناسب لأسرته، وظل على هذا الحال لمدة عام ونصف تقريبا.

وله ابن وحيد نجح في اقتحام مجال الفن بإصراره وهو الفنان نبيل نور الدين، وترتيبه الرابع بين أشقائه والابن الأول بعد ثلاث بنات، وهو الوحيد من بين أشقائه الذي نجح في إقناع والده بضرورة الالتحاق بقسم التمثيل والإخراج بالمعهد «العالي للفنون المسرحية»، وتخرج نبيل نور الدين في المعهد، وعين عضوًا بفرقة «المسرح القومي»، وإن كان لم يشارك والده مسرحيًا إلا من خلال قيامه بتجسيد دور صغير في مسرحية «الإسكافية العجيبة»، وذلك خلال فترة دراسته بالمعهد.

 التكريم والجوائز 

نال شفيق نور الدين  الكثير من الجوائز والأوسمة وشهادات التقدي ومنها..  التكريم من الزعيم جمال عبد الناصر في عيد العلم عام 1958م والذي منحه شهادة الجدارة ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وحصل على شهادة تقدير على مجمل أعماله من الرئيس أنور السادات في عيد الفن.

وحصل  على درع «المسرح القومي» في ذكرى الاحتفال باليوبيل الذهبي للمسرح عام 1986م، وأيضا تم إطلاق اسمه على الشارع المؤدي لمسقط رأسه في المنوفية،  وحصل على عدد من الجوائز المهمة في السينما ومن بينها جوائز عن أدواره بأفلام: «جفت الأمطار»، «أمير الدهاء»، «شياطين الليل».

رحيل وأثر باق 

رحل الفنان شفيق نور الدين عن عالمنا في 13 فبراير عام 1981عن عمر يناهز 70 عامًا، ولكنه غادر الحياة جسدا فقط وترك أثره بعد مسيرة حافة بالإبداع، والإخلاص، والعشق للفن، واحترام الجمهور،  وساهم بكل ما قدمه في إثراء مسيرة الفن المصري والعربي.

الاكثر قراءة