الأحد 15 سبتمبر 2024

خبير بيئي: "الاعتدال الخريفي" ليس ظاهرة حديثة.. وتغير المناخ أدى لترحيل الفصول

الدكتور عبد المسيح سمعان

أخبار15-9-2024 | 11:04

أ ش أ

تشهد الأرض عند انتهاء فصل الصيف، الذي ينتهي وفقا للمعهد القومي للبحوث الفلكية يوم الأحد 22 سبتمبر الجاري، ظاهرة "الاعتدال الخريفي".. فما هي ظاهرة "الاعتدال الخريفي"؟، وهل هي ظاهرة حديثة؟.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور عبد المسيح سمعان أستاذ الدراسات البيئية بجامعة عين شمس، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، "إن الاعتدال الخريفي ليس ظاهرة حديثة، وإنما هي ظاهرة ترتبط بتغير الفصول طوال العام، وتغير وضع الشمس على المناطق المختلفة وقربها وبعدها وهل عمودية أم بزاوية ميل"، مرجعا كثرة وتكرار السؤال عنها الآن إلى ارتفاع درجات الحرارة الشديد، وخاصة خلال الثلاثة أيام الماضية 11 و12 و13 سبتمبر بسبب الموجة الحارة التي شهدتها البلاد، ورغبة الناس واهتمامهم بانتهاء فصل الصيف والشعور ببعض التحسن خلال فصل الخريف.

ظاهرة الاعتدال الخريفي

وأوضح أن ظاهرة "الاعتدال الخريفي" تتعرض فيها جميع أنحاء العالم لمدة متساوية من ضوء الشمس، وذلك عادة ما يكون في أيام 20 و21 و22 و23 سبتمبر، وتكون الشمس في هذه الأيام منطبقة تماما على خط الاستواء، قادمة من نصف الكرة الأرضية الشمالي، الذي يضم أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية إلى نحو النصف الجنوبي للأرض، أما "الاعتدال الربيعي" فتتعامد فيه الشمس على خط الاستواء في النصف الشمالي للكرة الأرضية، بما يشمل أوروبا وأمريكا والنصف الشمالي لإفريقيا.

وأضاف: أن دخول فصل الخريف أصبح نظريا فقط، وذلك بسبب تغير المناخ الذي أدى إلى ترحيل فصول السنة عن حسابتها السنوية (21 ديسمبر الشتاء، 21 مارس الربيع، 21 يونيو الصيف، 21 سبتمبر الخريف)، وأصبحنا نشهد صيفا طويلا وشتاءً قصيرا، وبالكاد نشهد الخريف والربيع، مبينا أن التغير المناخي يحدث بسبب الاحتباس الحراري الناتج عن زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون، وكذلك ارتفاع درجة حرارة الأرض 1.5 درجة من 15 إلى 16.5 درجة يتسبب في تغيير اتجاه الرياح وميعاد "حزام الأمطار" فنجد مناطق يحدث بها سيول وأخري بها جفاف شديد.

وتوقع الدكتور عبد المسيح سمعان أن نظل على هذا الوضع المناخي المتقلب لفترات طويلة إلى أن تتفق الدول على خفض الانبعاثات وما يترتب عليه من تحسن في مستويات درجات الحرارة على مستوى الكرة الأرضية، لافتا إلى أن ثاني أكسيد الكربون يستغرق سنوات طويلة للانسحاب من طبقات الجو بعكس الميثان الذي يستغرق فقط 12 عاما، وبالتالي يكون من غير المتوقع الوصول في عام 2050 إلى "صفر كربون"، بحسب اتفاق المناخ في باريس.

كما توقع أن نشهد شتاءً قصيرا مقارنة بالأعوام السابقة، مع إمكانية حدوث موجات أمطار خلاله كنتيجة لارتفاع درجات الحرارة طوال العام، والتي تتسبب في تبخر مياه البحار والمحيطات بكمية كبيرة مما يكون السحب بكثافة فينتج عنها المطر.

جدير بالذكر أن كلمة الاعتدال تأتي من كلمتين لاتينيتين، هما: (equi) ومعناها تساوي، و(nox) ومعناها الليل، فيما كان المعهد القومي للبحوث الفلكية قد ذكر أن فصل الصيف لهذا العام 2024 يمتد إلى 93 يوما، وينتهي في 22 سبتمبر الجاري.