الثلاثاء 17 سبتمبر 2024

بدء "المنتدى العربي السادس للمياه" بأبوظبي لمناقشة الموضوعات الإقليمية المتصلة بالمياه

المنتدى العربي السادس للمياه

عرب وعالم16-9-2024 | 12:01

دار الهلال

قال رئيس المجلس العربي للمياه الدكتور محمود أبوزيد، إن التحديات المائية التي نواجهها اليوم هائلة، ولكنها ليست مستعصية على الحل، وبالتصميم والإبداع والالتزام بالتعاون، يمكننا التغلب على هذه التحديات.

جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية المشتركة للمنتدى العربي السادس للمياه تحت رعاية جامعة الدول العربية، والمؤتمر العالمي للمرافق، الذي شهده الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وأكثر من 15 وزيرا و1400 مندوب وخبير و280 متحدثا في مجالات المياه والمرافق، وبمشاركة ضخمة من كبار المسئولين والخبراء وممثلي الحكومات والهيئات العربية والدولية؛ لمناقشة أبرز الموضوعات الإقليمية المهمة المتصلة بالمياه، بما في ذلك الاستعراض المتعمق للإجراءات المستقبلية الواجب اتخاذها لاستدامة المياه والحفاظ على أمن العرب المائي، ووضع "خارطة طريق" نحو مستقبل مستدام.

وأكد أن الإرادة السياسية والقيادة أمران لا غنى عنهما في هذا المسعى.. مطالبا الحكومات أن تعطي الأولوية لأمن المياه ضمن أجنداتها الوطنية، بدعم من سياسات قوية وتمويل كاف.

وأوضح أبوزيد أن القيادة على جميع المستويات، المحلية والإقليمية والعالمية، تشكل أهمية بالغة في قيادة الإجراءات اللازمة لمعالجة هذا التحدي العالمي بفعالية.

وتابع أن اجتماع اليوم يأتي في نقطة حاسمة من الزمن في قلب أبوظبي، حيث اجتمع حدثان محوريان معا لإنشاء منصة مشتركة بين الصناعات، مشيرا إلى أن المنتدى هذا يهدف إلى تعزيز أفضل الممارسات لتحسين إدارة المياه والمرافق على المستوى العالمي، وفي الوقت نفسه معالجة التحديات المشتركة وتعزيز الحلول التعاونية لتحقيق الاستدامة والطاقة والأمن المائي في العالم العربي وخارجه.

وأشار الدكتور أبوزيد إلى أن المنتدى العربي للمياه والمؤتمر العالمي للمرافق العامة ليسا مجرد حدثين تقليديين، بل إنهما حجر الزاوية للحوارات الحاسمة التي تجري داخل صناعات المياه والمرافق العامة.. موضحا أنه من المتوقع أن تعزز النتائج التعاون والرؤى المشتركة، وتربط بين قطاعين لا غنى عنهما وهما عنصران أساسيان في تشكيل مستقبل مستدام ومزدهر.

وأوضح أنه سيتم تنظيم معرض يضم أكثر من 60 عارضا من أكثر من 24 دولة في جميع أنحاء النظام البيئي للمياه يجتمعون معًا لعرض التقنيات والحلول التي تدفع التقدم وتشكل مستقبل قطاع المياه. ويوفر المعرض الوصول المباشر إلى الممولين والشركاء التجاريين، وبالتالي تسهيل فرص النمو الجديدة.

وقال إنه من الواضح أن المياه والمرافق العامة مترابطة بشكل عميق، حيث تعتبر المياه ضرورية للأداء الفعال لخدمات المرافق العامة المتنوعة، بالإضافة إلى ذلك، تعد المياه ضرورية لمرافق الطاقة في توليد الطاقة الكهرومائية.. مؤكدا أن اجتماع اليوم يأتي لمعالجة التحديات المعقدة المتمثلة في إدارة موارد المياه في مشهد المرافق العامة الديناميكي، وتقديم رؤى عملية واستراتيجيات قابلة للتنفيذ تهدف إلى تعزيز استدامة ومرونة خدمات المرافق العامة المرتبطة بالمياه.

وأضاف أنه في ظل الأزمة العالمية غير المسبوقة التي تواجهنا في مجال المياه، أصبحت الحاجة إلى تنفيذ مهمتنا ملحة بشكل متزايد، فقد تحولت مشكلة ندرة المياه من مجرد مصدر قلق بعيد إلى واقع يومي يؤثر على النظم البيئية والاقتصادات والمجتمعات في مختلف أنحاء العالم، وفي منطقتنا، التي تتسم بالمناظر الطبيعية القاحلة والنمو السكاني السريع، تستمر الفجوة بين الطلب على المياه والعرض في الاتساع بشكل كبير.

وأشار إلى أن الفعاليات المشتركة تهدف إلى تسليط الضوء- كمجال تركيز رئيسي- على أحدث التقنيات والحلول المبتكرة للتحديات المتعلقة باستدامة قطاعي المياه والكهرباء، والتي من شأنها دعم الجهود الوطنية والدولية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، وخاصة الهدف السادس بشأن "المياه النظيفة والصرف الصحي".

ولفت إلى أن معالجة هذه التحديات تتطلب أجندات ذات أولوية، وعملا مشتركا ونهجا مبتكرا، بما في ذلك نماذج تمويل جديدة تشرك كلا من الحكومة، والقطاع الخاص، من خلال حلول مبتكرة وفعالة في مجالات رئيسية مثل إدارة المياه، والبنية الأساسية الذكية، وتوليد الطاقة وتوزيعها وتخزينها، فضلا عن تحسين ممارسات الصحة والسلامة والبيئة.

وأوضح أن التركيز القوي على التميز التشغيلي والتعاون الملتزم من جميع الأطراف أمر ضروري للمساهمة بشكل فعال وتحقيق التقدم المستدام، مؤكدا أن مناقشات اليوم ستتناول بعمق هذه القضايا الملحة، وفي حين أن هذه التحديات معقدة ومتعددة الأوجه، فإنها توفر أيضا فرصا للتعاون والابتكار وتطوير استراتيجيات مرنة.

وشدد على ضرورة الاتحاد لمشاركة المعرفة وتبادل الأفكار والعمل نحو حلول تساعدنا في التعامل مع تعقيدات مشهد المياه.. مشيرا إلى أهمية رسم مسار إلى الأمام يعالج هذه القضايا الحرجة بحلول مبتكرة ومستدامة.

وتابع أن المحور الثاني لاجتماع اليوم سيركز على "الابتكار كحجر الزاوية للتكيف والمرونة"، ففي العالم المتغير باستمرار، من الواضح أن الأساليب التقليدية وحدها لن تكون كافية، فيجب أن يتم تبني استراتيجيات غير تقليدية، ومبادئ الاقتصاد الدائري، والحلول القائمة على الطبيعة، ونهج العلاقة بين المياه والطاقة والغذاء والنظام البيئي (WEFE) لضمان مرونتنا في مواجهة الظروف المناخية المتغيرة.

وأردف رئيس المجلس العربي للمياه، أن المحور الثالث، والذي لا يقل أهمية، هو "خارطة الطريق" "نحو مستقبل مائي مستدام".. لافتا إلى أنه بينما نتطلع إلى المستقبل، فيتعين علينا أن نوفق بين جهودنا الإقليمية وأجندات المياه العالمية مع معالجة التحديات الفريدة التي تواجه مجتمعاتنا.

فشهدت الجلسة الافتتاحية، تأكيد قادة المنطقة على أهمية الحفاظ على الأمن الغذائي والمائي العربي والتوسع مشاريع تحلية المياه باعتبارها ضرورة ملحة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في منطقة الخليج لتلبية الطلب المتزايد على المياه، وذلك مع زيادة إنتاجية المياه وتحسين جودتها من خلال الحد من التلوث.

كما سيتم استعراض أحدث الحلول والتقنيات المستقرة التي تسهم في خفض انبعاثات الكربون وزيادة الكفاءة التشغيلية وتعزيز الأداء التجاري بدعم التحول نحو مستقبل أكثر استدامة وكفاءة في قطاع المرافق.

ويسعى المنتدى إلى تشجيع الحكومات والمؤسسات المالية والقطاع الخاص والمجتمع المدني على الانخراط في حوارات واقعية لمعالجة ندرة المياه واستنزاف موارد المياه الطبيعية العذبة، مع التركيز بشكل خاص على الموارد غير التقليدية للمياه، حيث يهدف المنتدى إلى جمع كافة الأطراف المعنية معا، وفي الوقت المناسب، من أجل الشروع في تنفيذ نتائج القمة العالمية للمناخ.