الإثنين 16 سبتمبر 2024

مسؤول أممي: قمة المستقبل تستهدف تأسيس استجابة جماعية للمشكلات المشتركة

ماهر ناصر

عرب وعالم16-9-2024 | 14:13

دار الهلال

أكد مدير شعبة التوعية في إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي "ماهر ناصر"، أن قمة المستقبل التي تُعقد يومي 22 و23 سبتمبر الحالي، بمشاركة قادة العالم، في إطار الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة، تستهدف حل المشكلات الراهنة، وتأسيس استجابة مشتركة في مواجهة المشكلات المتنوعة

وتأتي القمة ضمن جهود المنظمة العالمية لتحديث وتفعيل عمل مؤسساتها لمواكبة المتغيرات المتسارعة وتحديات القرن الحادي والعشرين.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، أكد "ماهر ناصر"، أن قمة المستقبل تأتي، استجابة للتوصيات التي خرجت بها الأمم المتحدة في تقريرها المعنون بـ "خطتنا المشتركة"بعد حملة استشارية عالمية أجرتها الأمم المتحدة، بمناسبة مرور 75 عاما على تأسيس المنظمة.

وذكر المسؤول الأممي أن القمة تهدف إلى تعزيز عمل الأمم المتحدة عبر تبني وثائق مهمة، منها "ميثاق المستقبل" و"ميثاق رقمي عالمي" و"إعلان الأجيال المستقبلية". وتهدف هذه "الوثائق التاريخية" إلى معالجة القضايا الراهنة مثل التحول الرقمي، الذكاء الاصطناعي، والسلام والأمن، وتمويل التنمية المستدامة، بما يعكس الأولويات العالمية ويؤسس لاستجابة جماعية للمشكلات المشتركة.

وأوضح مدير شعبة التوعية في إدارة الأمم المتحدة للتواصل العالمي "ماهر ناصر"، أن قمة المستقبل تأتي في ظل أجواء تشوبها الاضطرابات والحروب التي تعصف بالعديد من المناطق حول العالم وخاصة المنطقة العربية مما يجعل من الصعب على الكثيرين النظر إلى المستقبل بتفاؤل. ومع تزايد الصراعات والنزاعات وارتفاع أعداد اللاجئين والنازحين، تتجلى أهمية القمة في تقديم آليات أكثر فعالية للتعامل مع الأزمات الإنسانية والأمنية.

وأكد المسؤول الأممي أنه في خضم تصاعد التحديات العالمية التي تواجه البشرية - من الحروب والنزاعات إلى الكوارث الطبيعية والتطورات التكنولوجية السريعة ـ تنعقد قمة المستقبل ضمن جهود المنظمة العالمية لتحديث وتفعيل عمل مؤسساتها لمواكبة المتغيرات المتسارعة وتحديات القرن الحادي والعشرين.

وأوضح "ماهر ناصر" إن القمة تسعى لوضع حلول شاملة تأخذ في الاعتبار الأولويات الإنسانية والتنموية. وأكد أن التحديات التي تواجه المنطقة لا تقتصر على الحروب والنزاعات فقط، بل تمتد لتشمل قضايا أخرى مثل الأمن الغذائي وانتشار الأمراض، وهي مشكلات تسعى القمة إلى وضع خطط عملية لمعالجتها.

ووفقاً لـ "ماهر ناصر"، فإن مستقبل التكنولوجيا سيكون واحدا من أبرز محاور النقاش في القمة، فلم يكن لدى مؤسسي الأمم المتحدة عام 1945 أي تصور حول الفضاء الرقمي أو الذكاء الاصطناعي، أما اليوم، فتتصدر هذه القضايا جدول الأعمال العالمي.

وأضاف: "عندما تأسست الأمم المتحدة لم تكن هناك إنترنت ولم يكن هناك ذكاء اصطناعي، لم يكن هناك وجود في الفضاء الخارجي، هذه كلها قضايا جديدة، بعض الدول أو المجتمعات لديها وصول سريع إلى هذه (التكنولوجيات) لكن كيف يمكن ضمان نوع من المساواة كي يستفيد الكل في جميع أنحاء العالم مما تجلبه هذه التكنولوجيات".

وأكد "ناصر" بأن التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة عام 2015 بهدف القضاء على الفقر والجوع وضمان الصحة والتعليم للجميع بحلول عام 2030، لا يزال متباطئا، حيث وصلت نسبة الأهداف المحققة إلى 17% فقط حتى الآن.

وأشار "ماهر ناصر" إلى أن إشراك الشباب ليس رفاهية بل ضرورة، مشددا على أن القمة تسعى إلى تقديم رؤية شاملة تأخذ في اعتبارها مصالح الأجيال القادمة، وليس فقط القضايا العاجلة التي تشغل الأجيال الحالية. وسيكون إعلان الأجيال المقبلة من بين أهم الوثائق التي سيتم تبنيها في القمة، بهدف ضمان مشاركة الشباب والأجيال المقبلة في صنع القرار وصياغة المستقبل.

وأوضح "ناصر" أن الأمم المتحدة لديها آليات محددة لمتابعة تنفيذ القرارات التي يتم اتخاذها، لكن النجاح يعتمد إلى حد كبير على تعاون الحكومات نفسها، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة لا يمكنها أن تجبر الدول على تنفيذ التعهدات.

وقال: "أعتقد إن كل ما سيتم الاتفاق عليه سيكون، باعتقادي، متقدما عن الوضع الذي نحن فيه الآن. نأمل أن يكون هناك طريق جديد يؤدي إلى تفعيل مؤسسات الأمم المتحدة والاستفادة من الخبرات على مدى الـ 79 سنة الماضية".

وأكد "ناصر" أن القمة تمثل خطوة هامة نحو تفعيل دور الأمم المتحدة في مواجهة تلك التحديات، ويأمل المسؤول الأممي أن تحقق القمة تقدما ملموسا في مجالات الأمن والتنمية والتكنولوجيا، بما يعود بالنفع على الأجيال الحالية والقادمة على حد سواء.