الثلاثاء 17 سبتمبر 2024

مصر والسعودية أخوة و شراكة وتعاون في كافة المجالات .. خبراء يوضحون أهمية زيارة رئيس الوزراء للمملكة

رئيس الوزراء في السعودية

تحقيقات16-9-2024 | 15:53

لليوم الثاني، يواصل رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي زيارته للمملكة العربية السعودية، التي شملت لقاءات مع عدد من المسؤولين، لتبحث تعزيز أوجه وأطر التعاون بين البلدين ومجالاته، حيث أكد خبراء سياسيون أن الزيارة تكتسب أهمية على المستوى الثنائي والإقليمي في ظل توتر الأوضاع في الإقليم والتنسيق بين القاهرة والرياض لتحقيق التهدئة وتوحيد المواقف.

وخلال لقائه بعدد من المستثمرين السعوديين، أكد مدبولي، أن هناك حرص على تكامل التنمية وتعظيم الإمكانيات التي توجد في البلدين، لتصب في مصلحة البلدين، مضيفا: "لأننا لا نهدف الاستفادة من استثمار بلد في أخري بالعكس، نهدف لاستفادة البلدين."

وأكد أن حجم الشركات المصرية التي بدأت استثمارها في السعودية تجاوز الـ5 آلاف و700 شركة مصرية، وهذا يؤكد أن هناك استفادة مشتركة بين البلدين، مضيفا أن مصر تفتح ذراعيها لأشقائها من المملكة العربية السعودية، فهي سوق واعد وكبير جدا به أكثر من 110 مليون مواطن، مشيرا إلى أن هناك طاقات كبيرة وقوة بشرية وعمالة ومواد خام والتكلفة الاستثمارية تعتبر قليلة وبالتالي كل الحوافز الممكنة ستكون متاحة.

وتطرق مدبولي، إلى أن وزير الاستثمار السعودي أعلن أن هناك وحدة ستنشأ فى وزارة الاستثمار مباشرة خاصة للاستثمار من أشقائنا فى المملكة السعودية، مضيفا: "وأؤكد أن مكتبي مفتوح لاستقبال أى شخص منكم فى أى وقت وأنا حريص على هذا الأمر".

وقال رئيس الوزراء، إن هدفنا الأكبر هو تحسين مناخ الاستثمار في مصر، وتبسيط وتيسير الإجراءات، ونحن لسنا دولة بيروقراطية وهو أمر فرض علينا منذ الاستعمار البريطاني ونحاول الخروج منه من هذا الأمر، من خلال إصلاحات تشريعية ادخلنا للاستثمار والعديد من الحوافز والإعفاءات في كل القطاعات، مضيفا "أننا أصبح لدينا حزمة جيدة جدا من الحوافز الاستثمارية لجذب استثمار اكبر لمصر، ونحن اليوم على المسار السليم وكل الأمور منضبطة، وهناك استقرار في سعر الصرف والسياسية النقدية."

ووصل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمس الأحد، إلى مطار الملك خالد الدولي، بالعاصمة السعودية الرياض، في زيارة تأتي في إطار حرص الجانبين المصري والسعودي على تعزيز التعاون المشترك، وبحث القضايا الإقليمية، وفي ضوء متانة العلاقات القوية والإستراتيجية التي تربط القاهرة بالرياض، وتستهدف الزيارة بحث سُبل التعاون المشترك مع كِبار المسئولين السعوديين، وكذا العمل على بحث فرص الاستثمار المشترك.

واستهل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، زيارته التي بدأها اليوم إلى العاصمة السعودية، الرياض، بعقد لقاء مع المهندس/ خالد الفالح، وزير الاستثمار السعودي؛ لبحث عدد من ملفات الاستثمار ذات الاهتمام المشترك، كذلك التقى الدكتور في مستهل اليوم الثاني لزيارته بندر بن إبراهيم  الخريف، وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي؛ في إطار بحث ملفات التعاون المشترك، كما التقي رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم الأول لزيارته الحالية للرياض،  محمد بن عبدالله الجدعان، وزير المالية السعودي والوفد المرافق له؛ والدكتور/ ماجد بن عبدالله القصبي، وزير التجارة السعودي، لبحث ملفات التعاون المشترك.

تعاون سياسي لاستقرار المنطقة

ومن جانبه، قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز العربي للدراسات السياحية والاستراتيجي، إن زيارة الدكتور مصطفى مدبولي المملكة العربية السعودية، تحمل أهمية خاصة وتأتي في إطار الترتيبات المصرية وطرح الرؤى حول حل القضايا العربية وكذلك العلاقات الثنائية بين مصر والمملكة، والتي تتعدد أوجهها لتشمل كافة المجالات.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هناك تنسيق مصري سعودي فيتعلق بأزمة قطاع غزة باعتبارها القضية الأكثر تأثير وأعلى صوتا في المنطقة، إضافة إلى طرح الرؤية المصرية للمبادرة السياسية التي طرحتها مصر من قبل، لأن مصر لا تريد امتداد الحرب داخل الإقليم وبالتالي تؤثر على الجميع سواء منها ما يتعلق بالمنطقة العربية أو خارجها إلى إقليم الشرق الأوسط كله.

ولفت إلى أنه على المستوى الثنائي، فإن الزيارة تعمل على تدعيم العلاقات الثنائية بين الجانبين المصري والسعودي، والتي تعتبر شراكة استراتيجية متكاملة بين مصر والمملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أنه على مستوى القضايا الإقليمية تمتد الزيارة للتباحث حول كيفية حل أزمة الحرب على غزة، بصورة سلمية لان توسع الصراع إقليمية ربما يؤثر على الجميع، وخاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد توسعة الحرب من خلال توسعة الحرب في جنوب لبنان وامتداداها إقليميا.

وشدد على أن ايران تدخلت أكثر من مرة على الخط، وبالتالي فإن توسع الصراع يؤثر بالسلب على المنطقة، كذلك أطلقت جماعة الحوثيين بالأمس صاروخا على تل أبيب، وكل هذه الأمور لابد من تحجيمها سياسيا من خلال مباحثات سياسية وحل مستدام للقضية الفلسطينية، ومن هنا تأتي أهمية هذه الزيارة المصرية إلى المملكة العربية السعودية.

توافق البلدين

ومن جانبه، قال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة رئيس الوزراء للسعودية تكتسب أهمية على عدة مستويات، من حيث القضايا والتوقيت، مضيفا أنه على مستوى القضايا المطروحة، فهي تشمل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر والسعودية وهي علاقات قوية وتتجه دائما نحو الاستقرار وتعزيز أطر التعاون، وهي علاقات استراتيجية، فالسعودية دولة مؤثرة في منطقة الخليج العربي وفي دول مجلس التعاون الخليجي، ومصر دولة مؤثرة في المنطقة العربية.

وأضاف في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن مصر والسعودية إذا توافقا فقد توافق العرب، فهناك جهود مستمرة لتدعيم العلاقات المصرية السعودية على مختلف المستويات، سواء على المستوى الاقتصادي أو التنموي أو السياسي، أو التجاري والسياحي، مضيفا أن هذه كلها مجالات مهمة تتعلق بالعلاقات الثنائية بين الدولتين.

وشدد على أن مصر لها دور مهم أيضا، وتشاركها السعودية في ذلك، في العمل على تهدئة الأوضاع في المنطقة، والعمل على إيجاد حلول سلمية للمنازعات والخلافات والصراعات الداخلية في عدد من الدول العربية، مشيرا إلى أن هذا كله يقوم على عدة مرتكزات ومنها الحفاظ على الدولة الوطنية وحماية مؤسساتها وحماية وعدم انقسام الجيوش الوطنية وحل المنازعات الداخلية بالطرق السياسية بين الأطراف المعنية حتى لا تتاح الفرصة لتدخل قوى أخرى إقليمية أو دولية.

وأشار إلى أن الزيارة من حيث التوقيت تأتي في توقيت مهم في ظل تهديدات عديدة مثارة وتهدد المنطقة العربية، في ظل العدوان الاسرائيلي المستمر على غزة وخطورة امتداد هذا الصراع إلى دول أخرى في المنطقة، موضحا أن هناك ما يشبه حرب بالوكالة بين إيران والولايات المتحدة، وكان هناك ضربات متبادلة بين ايران والولايات المتحدة، وكذلك ضربات متبادلة بين إسرائيل والحوثيين، وعلى فترات متكررة ضربات متبادلة مستمرة بين إسرائيل وحزب الله.

ولفت إلى وجود تهديدات من جانب إسرائيل بتوسيع نطاق هذه الحرب، فالعالم تابع ما يحدث في البحر الأحمر وأثره على الاقتصاد الدولي والتجارة الدولية، مشددا على أن هذه العوامل مهمة وتعطي أيضا الزيارة أهميتها من حيث التوقيت، مضيفا أن الدكتور مصطفى مدبولي، عقد عدة لقاءات مع أطراف ومسؤولين في المملكة العربية السعودية منهم وزيري المالية والطاقة والغرف التجارية والقطاع الخاص وركزت هذه اللقاءات على الجانب الاقتصادي وأوجه التعاون بين البلدين.

وشدد على أن الجانب الاقتصادي والمشروعات والاستثمارات المشتركة بين مصر والسعودية مهمة، وكذلك التجارة بين الدولتين، وما يتعلق بالمشروعات المشتركة ودعم الجهود التنموية المصرية.