الثلاثاء 17 سبتمبر 2024

الجارديان: استخدام صواريخ بريطانية بعيدة المدى ضد روسيا ينذر بحرب نووية محتملة

صواريخ بريطانية بعيدة المدى

عرب وعالم17-9-2024 | 00:11

حذرت صحيفة الجارديان البريطانية من أن استخدام صواريخ صنعتها لندن ضد روسيا في النزاع الدائر مع أوكرانيا ينذر بحرب نووية محتملة.

وقال الكاتب سيمون جنكينز، من خطورة السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ البريطانية بعيدة المدى في حربها ضد روسيا، واصفا هذه التحركات بالخاطئة.

وأوضح جنكينز في سياق مقال للرأي أوردته الصحيفة أن إصرار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على استخدام الصواريخ، قد يعرض التوازن الدقيق لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوكرانيا للخطر، مؤكدا أن أعظم كارثة قد تنجم عن الحرب في أوكرانيا ستكون انهيار حلف الناتو. 

وأضاف أنه على مدار العامين الماضيين، كانت جهود الناتو لتجنب تصعيد الصراع بين الشرق والغرب على طول حدود روسيا منضبطة وملهمة لكن التصريحات المتشددة لقادة الدفاع البريطانيين في الأسبوع الماضي، ولستارمر نفسه، كانت بلا جدوى خاصة أنها غذت فقط الشكوك تجاه الناتو أن يكون الزعيم القادم للولايات المتحدة، هو دونالد ترامب.

وتابع أن أي شخص شاهد هذا الشهر فيديوهات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لم يكن لديه إلا أن يعجب بشجاعته وإرادته للفوز لأنه قائد مثير للإعجاب حقًا لكن بعد أكثر من عامين، تحولت حرب أوكرانيا من حرب استقلال وطنية إلى صراع بالوكالة، اقتصاديا وعسكريا، بين الغرب وروسيا.

وأشار إلى أنه بعد نجاحها الأولي في الهجمات المضادة ضد روسيا، تمكنت أوكرانيا بمساعدة خارجية كبيرة، من مقاومة دفع روسيا غربًا، لكن ذلك كان حدها لأن كما هو الحال على مدار التاريخ، فإن موارد روسيا في النهاية ساحقة.

وذكر أنه من المعروف أن واشنطن فوجئت بغزو زيلينسكي الأخير للأراضي الروسية، وهو استعراض دعائي كان يجب عليه بدلاً منه جبهته الداخلية خاصة أن الانتقامات الروسية كانت متوقعة تمامًا، حيث أسفرت أحد الغارات عن مقتل ما لا يقل عن 50 شخصًا، بمن فيهم قادة عسكريون. 

ووفقا للمقال، فأن زيلينسكي الآن يريد استخدام الصواريخ البريطانية لشن هجمات على أهداف عسكرية عميقة داخل الأراضي الروسية رغم أن ألمانيا رفضت طلبات مماثلة بينما تقول الولايات المتحدة، التي تحتاج معلوماتها لتحديد الأهداف، إن أوكرانيا لا يمكنها استخدام صواريخها لشن هجمات على روسيا.

ونوه بأن هذا الهجوم قد لا يؤدي إلى رد نووي، على الرغم من أن وجود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجعل كل شيء ممكنا لكنه سيثير بلا شك هجوما آخر على مدن أوكرانيا، ولأي هدف؟ لن يؤدي سوى إلى إحداث خدش في درع بوتين وتأكيد تصريحاته بأن هذه حرب بين الغرب وروسيا. 

ولفت إلى أنه حاليا، يجد الناتو نفسه محاصرًا حيث كانت الحرب الاقتصادية على روسيا كارثية وأضرت بشدة بالتجارة الغربية، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية. 

ولم تؤكد العقوبات سوى مزاعم بوتين بأن الحرب هي حرب بين الغرب والشرق وقد أطلقت يده لتقوية تحالفات روسيا حول العالم، وزيادة تجارتها مع آسيا بشكل هائل. ومن خلال عزل بوتين عن التواصل مع الغرب، أبقت العقوبات أيضا عليه بعيدا عن القنوات غير الرسمية والاتصالات التي يمكن أن تكون حاسمة في مثل هذه الأزمات، حسبما قال كاتب المقال.

وأضاف :" هذه هي اللحظة التي تتحول فيها الحروب الصغيرة إلى كوارث، يتم استعراض العضلات، يتم تجاهل الوسطاء، كان الناتو محقا في دعم دفاع زيلينسكي عن استقلال بلاده، ولكنه من الواضح أيضا أنه من الصواب مقاومة عدوانه الدفاعي."

وأكد على ضرورة وقف التصعيد وإبرام معاهدة سلام في أوكرانيا، على الأرجح على غرار محادثات إسطنبول الفاشلة في عام 2022 خاصة أن موافقة بوتين على تلك المحادثات أظهرت أنه كان يعرف أن غزوه كان خطأ، مشيرا إلى أنه الآن يجب رسم خط الهدنة وفرضه لأن السياسيين الغربيين المتحمسين لتقديم أنفسهم كرجال أقوياء لا يخدمون السلام بوعودهم بدعم زيلينسكي حتى النصر الكامل خاصة إنهم يعرفون تماما أن مثل هذا النصر مستحيل.