الأحد 24 نوفمبر 2024

تحقيقات

بداية جديدة لبناء الإنسان.. ما أهم محاور المشروع القومي للتنمية البشرية؟

  • 17-9-2024 | 13:49

مبادرة بداية

طباعة
  • محمود غانم

تنطلق مساء اليوم الثلاثاء، من قلب العاصمة الإدارية الجديدة فعاليات المشروع القومي للتنمية البشرية «بداية جديدة لبناء الإنسان»، الذي يستهدف تقديم خدمات شاملة ومتنوعة، بما في ذلك الصحة والتعليم، تشمل كافة الفئات العمرية، وتغطي جميع محافظات الجمهورية.

وحظي المشروع القومي للتنمية البشرية، الذي يمثل أحد تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة الجديدة متمثلة في المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، بإشادة واسعة على الصعيد المحلي والدولي.

حيث قد وجهت منظمة الصحة العالمية -ممثلة في رئيسها تيدروس أدهانوم- التهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، والحكومة المصرية، لانطلاق  مبادرة «بداية» التي اعتبرتها تعكس رؤية شاملة وكاملة، على جميع المستويات، سواءً السياسي أو الأمني، وفي التطور الاقتصادي والاجتماعي والوطني، بما يعمل على سرعة تحقيق التنمية البشرية والتطور المنشود.

وأكدت الصحة العالمية، على أن المبادرة تحتاج إلى تعاون وثيق بين الجهات الحكومية والمجتمع المدني والقطاع الخاص، لإظهار قوة هذا التعاون في خدمة المجتمع وتحسين الصحة والتعليم وحماية المجتمع.

 وتتميز المبادرة بالتركيز على تمكين المرأة والشباب لتحقيق التنمية المنشودة، بحسب المنظمة العالمية، التي أشارت إلى أن الاستثمار في القطاع الصحي لا يقتصر على حماية الأرواح فقط، بل يساهم في تحقيق تطور اقتصادي من خلال خلق بيئة عمل صحية، تساعد على الإبداع و الإنتاج، وتوفر حماية حقيقية للأجيال القادمة.

وعلى الصعيد المحلي، أشاد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بربط المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان»، باستراتيجية تعليم وثقافة وطنية تستهدف تعزيز الهوية وإيقاظ الحس الوطني وتعميق الاعتزاز بالوطن والدين واللغة ومن خلال مناهج تعليمية ومحتوى ثقافي وإعلامي قادر على مخاطبة الشباب بلغة تناسب تطلعاتهم ونظرتهم إلى المستقبل، معلنًا عن مشاركة الأزهر الشريف في هذه المبادرة الهامة من خلال قطاعاته المختلفة وإداراته المنتشرة على مستوى الجمهورية، وذلك انطلاقًا من واجبه الديني والمجتمع ودوره الوطني في النهوض بالإطار الاخلاقي للمجتمع، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يتعرض فيها أبناؤنا وشبابنا لغزو ثقافي مسموم وغير مسبوق يستهدف القضاء على هويتهم، ويستهدف انحرافهم عن منابع قوتهم وفصلهم بالكلية عن ماضيهم وتاريخهم وحضاراتهم.

من جهته، أشاد  قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بالمبادرة الرئاسية«بداية»، الرامية إلى بناء الإنسان في كافة المجالات، موضحًا أن المبادرة يستحقها المجتمع المصري لبناء مجتمع متقدم ومتكامل، في كل المجالات.

 ما هي مبادرة بداية؟

تمثل مبادرة بداية أحد تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة الجديدة متمثلة في المجموعة الوزارية للتنمية البشرية، بما يتماشى مع تحقيق رؤية مصر 2030 وبرنامج الحكومة والتنمية المستدامة في مجالات الصحة والتعليم، والثقافة والرياضة وتوفير فرص العمل، بطريقة تكاملية بين كافة جهات الدولة والمجتمع الأهلي والخاص، بهدف تحسين جودة حياة المواطنين في جميع محافظات الجمهورية بخدمات وأنشطة وبرامج متنوعة مستهدفة كل الفئات لعمرية منذ الولادة إلى ما بعد عمر الـ 65 عامًا.

ويأتي في مقدمة أهداف المبادرة تعزيز القدرات والمهارات البشرية، وتطوير الخدمات الحكومية في مجالات الصحة، والرياضة والتعليم والثقافة والعمل، بشكل يضمن تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز دور القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني في تقديم الخدمات وتحقيق التكامل بينهم للوصول إلى خلق أجيال صحيحة رياضية تتمتع بالثقافة وتمتاز بالحفاظ على القيم والأخلاق والمبادئ، وذلك بدعم من الأزهر والكنيسة ووزارة الأوقاف، وقادرة على الإبداع والابتكار والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وتمتلك المهارات والجدارات المناسبة لاحتياجات سوق العمل.

ويضم المشروع القومي لبناء الإنسان «بداية» العديد من المبادرات الفرعية، من أهمها برامج الأطفال من سن يوم حتى 6 أعوام، بهدف تنمية مهارات الأطفال وتشجعيهم على الإبداع، والاهتمام بصحتهم وتقليل معدلات وفيات الأطفال حتى سن ٢٨ يومًا، وبرامج للفئة العمرية من 6 سنوات حتى 18 عامًا، كما يتضمن المشروع برامج تعليمية وتدريبية لتحسين مهاراتهم وتجهيزهم صحيًا وتعليميًا وثقافيًا وبدنيًا لسوق العمل وبرامج للكبار من سن 18 حتى 65 عامًا وما فوق.

إضافة إلى برامج تدريبية لرفع القدرات والتأهيل لسوق العمل، وبرامج لدعم كبار السن والمشاركة المجتمعية، في إطار من الحفاظ على القيم والأخلاق والمبادئ التي تمثل الهوية المصرية الأصيلة، بحيث تشمل محاور التنمية في المشروع التعليم بتطوير المناهج التعليمية، وتوافر برامج تدريبية متقدمة للمعلمين، وتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم والصحة.

ماذا قدمت المبادرة؟

وتحت مظلة المبادرة، جرى إطلاق برنامج البداية الذهبية للأسرة والطفل من سن صفر إلى 6 سنوات، بالمشاركة بين كافة جهات الدولة ووزارات الصحة والتضامن والتربية والتعليم والشباب والرياضة والثقافة، إيمانًا بأن تنمية الطفولة المبكرة تعد من أهم ركائز التنمية البشرية، فهي المرحلة التي تبدأ من سن صفر إلى 6 سنوات ويطلق عليها المرحلة الذهبية، حيث يعتبر الاستثمار في هذه المرحلة أنجح مشروع استثمار في حياة الأمم، وذلك نظرًا لأن الست سنوات الأولى في حياة الإنسان حجر الأساس لتطوير قدراته الذهنية والجسدية والنفسية طوال العمر.

ولكي يتم الوصول إلى بداية ذهبية حقيقية، يتم الاستثمار في المرحلة العمرية الذهبية من خلال تحسين الرعاية الصحية والتعليمية والنفسية للأطفال من بدء الحياة حتى 6 سنوات، عن طريق توفير رعاية صحية قبل الحمل، فضلًا عن خلق بيئة آمنة تضمن حمل وولادة آمنة، وكذلك خلق مناخ صالح لتربية إيجابية وتطورية عالية الجودة تعمل على تحفيز لقدرات الطفل على التعلم بدءً من حياته داخل الرحم.

وتستمر عملية تطوير مهارات الطفل في المرحلة من 6 أشهر إلى سنة، وينبغي أن يصاحب ذلك تدريب ورفع وعي للوالدين بشكل مواز من فترة ما قبل الزواج امتدادًا إلى تدريب مقدمي الخدمة في المراحل المختلفة بخلاف توفير الأدلة والمعايير اللازمة لدعم النمو الشامل للأطفال، وفق بيان صادر عن المبادرة.

وفي سبيل تحقيق تلك الغاية، تتضافر كل جهود الدولة المصرية ووزاراتها المعنية من أجل تحقيق تنمية فعلية لمرحلة الطفولة المبكرة، حيث تعمل وزارة الصحة والسكان على توفير رعاية صحية ذات جودة عالية سواء من خلال الاهتمام بصحة الطفل ورعايته وهو جنين حتى ولادته وصولًا إلى نهاية الطفولة المبكرة في تلك المرحلة إلى جانب تأمين تغذية سليمة تمكنه من النمو والتطور بشكل صحي وسليم، لتحقيق أفضل المخرجات الصحية مثل تقليل معدلات الأنيميا والتقزم وسوء التغذية، وتخفيض معدلات وفيات الرضع وحديثي الولادة، والأطفال تحت سن الخامسة.

ويستهدف ذلك رفع نسبة التغطية بالحضانات المرخصة من وزارة التضامن الاجتماعي في الفئة العمرية من 0 إلى 4 سنوات خلال ثلاث سنوات، ورفع نسبة التغطية في التعليم قبل المدرسي من 30 بالمائة إلى 60 بالمائة خلال ثلاث سنوات، وخفض مستويات الأنيميا والتقزم وسوء التغذية بين الأطفال بنسبة 10 بالمائة كل سنة، وكذلك خفض معدل وفيات الأطفال الرضع وحديثي الولادة ودون الخامسة بنسبة 10 بالمائة كل سنة، فضلًا عن رفع نسبة الرضاعة الطبيعية المطلقة عند 4 - 5 شهور من 13 بالمائة إلى 50 بالمائة في ثلاث سنوات.

وبخصوص الفئات التي يستهدفها، فهم الأطفال من عمر 0 إلى 6 سنوات والآباء والأمهات (أولياء الأمور)، ومقدمي الخدمات بالحضانات، إلى جانب مقدمي خدمات الرعاية الصحية للطفولة المبكرة في المؤسسات الصحية، والمدرسين للتعليم قبل المدرسي.

كذلك أُطلقت مبادرة سفراء التنمية البشرية الرامية إلى تمكين الجميع من المشاركة الفاعلة في المبادرة، وذلك بهدف بناء وعي الإنسان وقدراته وإكسابه جميع المهارات التي يحتاج إليها سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، ومنحهم فرصة الحوار مع قيادات الدولة وأعضاء الحكومة بشكل مباشر ليسمعوا لهم ويسمعوا منهم، حتى يمكنهم أن يكونوا سفراء حقيقين للمشروع.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة