الثلاثاء 17 سبتمبر 2024

خاص| ماذا قصد «الطيب» بقوله عدم جواز المفاضلة بين الأنبياء؟.. لجنة الفتوى بالأزهر تُوضح

شيخ الأزهر

تحقيقات17-9-2024 | 16:21

محمود غانم

  "المفاضلة بين الرسالات الإلهية أمرها متروك إلى الله سبحانه وتعالى".. بهذا تحدث الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، خلال احتفالية المولد النبوي الشريف، الذي أكد في الوقت ذاته على أنه "لا يجوز للمؤمنين بتلك الرسالات أن يفاضلوا بينها وأن يحكموا أن رسالة أفضل من رسالة أو نبي أفضل من نبي، اللهم إلا اتباعًا بما يرد في الشرع الكريم في هذا الشأن".

وأردف مستشهدًا بقول الله -تعالى-:" تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ  مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ  وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ"، ويقول:" وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ "، غير أن هذه المفاضلة لا تجوز من عامة المؤمنين، وقد نهانا النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك، وقال: لا تخيروني بين الأنبياء، وقال: لا تفضلوني على موسى»، وفق الطيب.
 

المفاضلة بين الأنبياء 

وانطلاقًا من قول الطيب:"غير أنه هذه المفاضلة لاتجوز من عامة المؤمنين"، أكد الدكتور عبد العزيز النجار، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، أن الإيمان بجميع الرسل واحد، مستشهدًا بقول الله -تعالى-:"آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ".

وأوضح في تصريح لـ"دارالهلال"، أن عامة الناس أو خاصتهم، ليس لهم علاقة بتفضيل بين الأنبياء، فهذا من اختصاص الله -عز وجل-، وذلك لأنه هو الذي فضل وهو أعلم بمن فضل، لذا جميع البشر على اختلاف عقائدهم وديانتهم لا يجوز لأحدهم أن يفضل بعض الرسل على بعض، إلا بنص قرآني.

ونظرًا لأن الله -سبحانه وتعالى- مدح النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأعطاه من المزية ما لم يعطه لنبي قبله، هذا بالإضافة إلى الصفات التي اختصها به دون سائر الرسل في القرآن الكريم المنزل من عنده -سبحانه وتعالى-، إنما تجعلنا نفضله في فرط حبه كما أحبه الله -عز وجل- وكما صلى الله عليه، وأمر الملائكة بالصلاة عليه، وأمر جميع البشر بأن يصلوا عليه -صلى الله عليه وسلم-، حسبما يذكر عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف.

وتابع: "التفضيل في حب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من خلال القرآن الكريم، ومن خلال أن الحب درجة من درجات الإيمان كما قال النبي العدنان:"ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار"، وبالتالي الإيمان يزيد وينقص بحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أما فيما يخص العقيدة وأنه نبي فلا تفضيل لنا، إنما هو من الله -عز وجل-.