الثلاثاء 17 سبتمبر 2024

السيدة عزة «أم الأيتام».. حين يجتمع الرضا مع الإيمان

عزة برفقة وزيرة التضامن الإجتماعي

تحقيقات17-9-2024 | 21:02

محمود غانم

في مكالمة هاتفية جمعتها مع قرينة الرئيس، السيدة انتصار السيسي، أبدت السيدة "عزة" التى فقدت ابنتيها وحفيدتها في حادث القطار الأخير، صبرًا وإيمانًا كبيرًا بقضاء الله وقدره، وذلك رغم عمق الألم والفجيعة.

ففي قطار يقل العشرات بمحافظة الشرقية، وحادث لم يخلف إلا أربعة قتلى، كان منهم بنتي "عزة" "هبة وشيماء" وحفيدتها "وعد"، فضلًا عن إصابة اثنين آخرين من أحفادها، لا يزالا يتلقيان الخدمات الطبية والعلاج اللازم في العناية المركزة بمستشفى الزقازيق الجامعي.

 حزن قديم

لم تكن تلك الفجيعة الوحيدة التي تلقتها "عزة" فمن قبل ودعت ابنيها إلى ظلمة القبر مع زوجها، وهي الآن تودع بنتيها وحفيدتها، في ليلة واحدة، لكن لم يكن ذلك الوداع الأخير سهلًا، حيث تفرقت جثث فلذات الأكباد بين مستشفى الزقازيق الجامعي، ومستشفى الأحرار.

وفي مستشفى الأحرار، حيث التقت بالدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، التي سألتها عن حاجتها، فكان رد عزة:"كل واحدة في مشرحة.. عايزة بناتي يتدفنوا سوا".

وحرصت وزيرة التضامن الاجتماعي من جهتها على قديم كافة أوجه الدعم النفسي والاجتماعي لـ"عزة"، التي كانت في حالة يرثي لها، هذا بالإضافة إلى مطالبة مدير مديرية التضامن الاجتماعي بالمحافظة بالتواجد مع السيدة لحين انتهاء كافة الإجراءات وسرعة صرف التعويضات اللازمة.

ودعت عزة بناتها إلى المثوى الأخير بعد أن أفنت حياتها في سبيل خدمتهم، ومن أجل توفير لقمة العيش لهن، عقب وفاة زوجها منذ نحو 12 عامًا، واليوم أصبحت في صدد تلك المعاناة مرة أخرى بعد أن أصبحت ملزمة بتربية 9 من أحفادها، وهو ما جعل الأهالي يلقبونها بـ"أم الأيتام".

وبالنسبة لأولادها الذين قضوا، فهي تحتسبهم شهداء عند الله، ويكأنها أرادت أن تقول مقالة عروة بن الزبير:"والله لئن أخذ الله مني القليل فقد أبقى لي الكثير.. ولئن ابتلاني مرة فلطالما عافاني مرات".

 تعزية السيدة انتصار السيسي

وقدمت السيدة انتصار السيسي، قرينة رئيس الجمهورية، اليوم، التعازي لـ"عزة"، التي فقدت ابنتيها وحفيدتها في حادث قطار الشرقية.

وقالت السيدة انتصار السيسي في تدوينة لها على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "أجريت اليوم اتصالا هاتفيا بالسيدة عزة التي فقدت ابنتيها وحفيدتها في حادث القطار الأليم، حيث قدمت لها خالص التعازي والمواساة، وكان الحديث مع هذه السيدة المصرية الأصيلة مؤثرا، وأبدت صبرا وإيمانا كبيرا بقضاء الله، رغم عمق الألم. نسأل الله أن يربط على قلبها ويمنحها القوة والصبر، وأن يتغمد الفقيدات بواسع رحمته".