الجمعة 27 سبتمبر 2024

غالى محمد يكتب: يا مصر ما يهزك إرهاب

1-3-2017 | 13:29

دلالات ابتسامة العزيمة من أبطالنا المصابين بمستشفى المعادى

فى العديد من الندوات التثقيفية التى تدعو إليها القوات المسلحة، أرى وأسمع كثيرًاعن بطولات شهداء القوات المسلحة، وفى آخر ندوة تثقيفية بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، عرض الضابط “كريم بدر” قصة بطولته وإصابته فى معركة الرفاعى، واستمعنا لقصة الشهيد الضابط محمد عبده، واستمعنا لأمه العظيمة التى أبكت الرئيس السيسى.. وأبكت كذلك الحاضرين.

فى هذه الندوة التثقيفية، شاهدت إصرار الضابط كريم الذى فقد ذراعه اليسرى بعد إصابته فى معركة الرفاعى. وقتها قلت فى نفسى: لم تفقد ذراعك يا كريم.. لأن أذرع ٩٢ مليون مصرى هى ذراعك.

شاهدت الإصرار والعناد على إبادة الإرهاب.

يوم الخميس الماضى، وبدعوة من إدارة الشئون المعنوية ذهبت لزيارة عدد من الجنود والضباط المصابين فى عمليات التصدى للإرهاب فى شمال سيناء.

قمنا مع عدد من رؤساء مجالس ورؤساء التحرير والإعلاميين والصحفيين بلقاء هؤلاء المصابين، وجدنا من بترت ساقه ومن فقد ذراعه ولكنه استقبلنا واقفًا شامخًا على رجل واحدة!.

شاهدنا إصابات عديدة وجسيمة، لا أريد أن أذكرها.. بكيت، وبكى معى بعض زملائى، الكل تأثر بدموع ساخنة.

بكينا، لكن هؤلاء الأبطال لم يبكوا.. كانت ابتسامات العزيمة تعلو وجوهم..

إيمان قوى ما بعده إيمان بقضاء الله وبالقضية التى حاربوا من أجلها وأصيبوا فيها.

حكوا لنا كيف تمت إصابتهم وفى أى مواقع كانوا، كان الغدر من الإرهابيين الخونة،.. إصابات بالغدر لا المواجهة.

غدر من إرهابيين يعرفون الدروب وطبيعة الرمال.. إرهبيين من بعض أهالى المنطقة.. إرهابيين يتسللون من جهة حماس فى غزة من خلال الأنفاق.

قرأت فى وجوه هؤلاء أن مصر لن تسقط طالما هناك شباب مثل هؤلاء الأبطال يضحون بأنفسهم وبأغلى ما يملكون.

خرجت عائدًا لدار الهلال، وأملى أن أعود لألقى هؤلاء الأبطال وغيرهم من الأبطال المصابين.. هؤلاء الأبطال الذين تشرفت بلقائهم كما سبق أن نِلت شرف مصافحة الرائد كريم بدر أثناء الندوة التثقيفية الأخيرة للقوات المسلحة.

فى زيارتى لهؤلاء الأبطال المصابين لم أشعر بالخوف على أسرتى أو على أبناء وطنى، لأن هناك أبطالًا جسورين يحموننا.. يُصابون.. يضحون.

لم أنهزم مما سمعته عن إرهاب الغدر بقتل بعض أشقائنا الأقباط فى شمال سيناء، تلك محاولات فاشلة لا تفرق فى القتل بين مسلم ومسيحى.

رغم الدموع ورغم البكاء والتأثر الشديد، فقد شحن هؤلاء الأبطال نوبات جديدة من الوطنية، وتوصلت لمقولة لا يمكن لأحد أن يزايد عليها مهما كانت الأحداث:

“يامصر ما يهزك إرهاب”