الأربعاء 18 سبتمبر 2024

اكتشاف قطع أثرية ترجع إلى 2400 قبل الميلاد في الهند

إحدى المكتشفات الحديثة بولاية أوتار براديش

ثقافة18-9-2024 | 18:17

إٍسلام علي

أفاد أحد الهواة في علم الآثار والذي يشغل منصب مدير شرطة الولاية، أنه اكتشف 250 قطعة أثرية تعود إلى عام 2400 قبل الميلاد في نيجوهي الواقعة في شاهجهانبور بولاية أوتار براديش في الهند.

 

أكد فيجاي كومار، المدير العام السابق لشرطة أوتار براديش، أن القطع الأثرية التي تم تأريخها باستخدام تقنية الكربون المشع، والتي تزن حوالي 200 كيلوجرام، تشبه تلك الموجودة في ثقافة الفخار الملون بالأصفر "OCP" التي تعود إلى العصر البرونزي في منطقة سهل الغانج الهندي.

 

وفي مؤتمر صحفي عُقد أمس الثلاثاء، أوضح كومار أن الاكتشافات التي خضعت للتأريخ بالكربون كانت متطابقة مع القطع الأثرية المرتبطة بثقافة الفخار الملون بالأصفر، وهي حضارة تعود للعصر البرونزي وتوجد في سهل الغانج.

 

وأظهرت النتائج المنشورة في المجلة الهندية لعلم الآثار وجود أدلة علمية على قدم حضارة وادي الغانج، التي يعود تاريخها إلى عام 2400 قبل الميلاد.

وصرّح كومار، بصفته رئيس تحرير المجلة، أن ثقافة العصر النحاسي في وادي الغانج امتدت بشكل واسع، حيث انتشرت من أيوديا في أوتار براديش شرقًا إلى جالاندار في البنجاب غربًا، ومن جبال الهيمالايا شمالًا إلى جايبور في راجستان جنوبًا، وذلك طبقا لما نقله موقع hindustantimes.

 

وعلى الجانب الأخر، وضمن سلسلة الاكتشافات الأثرية حول العالم، كشفت دراسة حديثة لمنحوتة من بلاد ما بين النهرين، باستخدام تكنولوجيا متطورة عن معلومات هامة حول أقدم تقنيات صب المعادن في التاريخ البشري.

 

سلطت تلك الدراسة الضوء على التحديات الفنية التي واجهها الحرفيون منذ أكثر من 4000 عام، إذ تناول البحث الذي نُشر في مجلة "Heritage Science"، منحوتة نحاسية تُعرف باسم "رأس الحاكم"، والتي تعد جزءًا من مجموعة متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك، وقد تم نسبها مؤخرًا إلى الحقبة الأكادية في بلاد ما بين النهرين "2350-2150 ق.م".

 

قاد فريق الباحثين ج.ف.دي لابيروز من متحف متروبوليتان للفنون حيث استخدم تقنية التصوير المقطعي المحوسب بالأشعة السينية عالية الطاقة لفحص التركيب الداخلي للتمثال بدقة، مكنت هذه الطريقة غير الجراحية العلماء من الحصول على رؤية ثلاثية الأبعاد للعمل الفني القديم، مما أتاح الكشف عن تفاصيل إنشاء التمثال والصعوبات التي واجهها صانعوه.

 

الملك ريموش الأول الآكادي

يعد "رأس الحاكم"، الذي يصور رجلاً ملتحيًا بتسريحة شعر مضفرة ومعقدة، ويُرجح أنه يمثل ريموش الأول الآكادي، واحدًا من أقدم المنحوتات بالحجم الطبيعي باستخدام تقنية صب الشمع المفقود المجوف.

ويعد هذا الابتكار التكنولوجي، الذي ظهر في بلاد ما بين النهرين في الألفية الثالثة قبل الميلاد، تقدمًا كبيرًا في تاريخ علم المعادن، حيث أتاح إمكانية صناعة منحوتات أكبر وأكثر واقعية.

 

أظهرت التحليلات أن الجدران المعدنية للتمثال في المقدمة كانت سميكة بشكل ملحوظ، حيث تراوحت بين 30 و37 مليمترًا، في حين كانت الجدران الخلفية أرق بكثير، حوالي 6 مليمترات، ويعد هذا التوزيع غير المتساوي للمعدن شكل تحديًا كبيرًا للحرفيين، حيث اضطروا إلى التعامل مع مشاكل تصلب المعدن غير المتساوي وظهور فقاعات غازية محاصرة.

 

ومن أبرز الاكتشافات وجود ستة دعامات كبيرة مخروطية الشكل تم إدخالها من خلال الشمع إلى قلب الطين أثناء عملية الصب، ما لعب دورًا مهمًا في تثبيت التمثال، ولكنه مثل أيضًا تحديات فنية.

 

بالمقارنة مع تمثال "رأس سرجون" من متحف العراق، أظهرت الدراسة اختلافات كبيرة في تقنيات الإنتاج، حيث كان لتمثال سرجون جدران أكثر اتساقًا ودعائم أصغر، بينما قدم "رأس الحاكم" هيكلًا أكثر تعقيدًا من الناحية الفنية.

 

كما كشف التحليل عن عيوب في عملية الصب، مثل وجود مسامية عالية وأجزاء مفقودة، مما يشير إلى أن الحرفيين في ذلك الوقت كانوا ما زالوا يتقنون تقنيات صب المعادن على نطاق واسع، وأبرزت الدراسة أيضًا وجود منطقة في مؤخرة الرأس، يبدو أنها كانت نتيجة لإصلاح قديم لعيب في الصب.

 

خلص الباحثون إلى أن "رأس الحاكم" يبدو أنه صُنع على يد فنان متمرس في النحت على الحجر أو الطين، ولكن ليس بالضرورة في صب المعادن. على الرغم من التحديات التقنية، يظل "رأس الحاكم" تحفة فنية، حيث اقترح الباحثون أن التمثال ربما كان مطليًا بالذهب في الأصل، بناءً على خط تم اكتشافه فوق الأذن اليسرى، وذلك طبقا لما نقله