في إطار حرص القوات المسلحة على نقل وتبادل الخبرات العلمية والعملية وصقل الأجهزة التنفيذية بالمحافظة في طرق التعامل مع أي حدث كيميائي طارئ والسيطرة عليه، شهد اللواء طيار أ.ح أكرم محمد جلال محافظ الإسماعيلية محاضرة عن الحرب الكيميائية وطرق تعامل أجهزة الدولة مع سيناريو حادث طارئ.
وذلك بحضور اللواء محمد أنيس السكرتير العام لمحافظة الإسماعيلية، العميد محمد فرج المستشار العسكري، اللواء هنري إبراهيم معاون المحافظ للشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة، الدكتور علي حطب مدير عام المكتب الفني، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي لمحافظات القناة، مديري عموم ووكلاء وزارة المديريات الخدمية بالمحافظة، مدير إدارة الحماية المدنية والعناصر المختصة بالتعامل مع حالات التعرض للإشعاع والكيماويات، مدير عام مرفق الإسعاف والمسعفين المختصين بالتعامل مع حالات التعرض للإشعاع والكيماويات، ومدير إدارة شئون البيئة والجهات المعنية بالاجتماع.
وقد قام العميد أ.ح حاتم محمد جلالة بتقديم شرح وافي عن التوعية بأضرار الغازات الحربية والمواد المشعة وعرض أنسب أسلوب للتعامل مع سيناريوهات مماثلة.
حيث أن الحرب الكيميائية والحرب البيولوجية من أدوات الحروب التي استخدمت منذ القدم لقوة تأثيرها وقدرتها الفائقة على إحداث خسائر هائلة في الأرواح، مشيرًا إلى أن الخطورة في الغازات الحربية والغازات الصناعية السامة هي سرعة تأثيرها على الجهاز العصبي والجهاز التنفسى والجلد والذي يؤدي إلى الوفاة.
وأضاف جلالة أن "أسلحة الدمار الشامل محرمة دوليًّا، لما لها من أضرار خطيرة، ويعتبر استخدامها ضد المدنيين جريمة حرب"، لافتًا إلى أنها تشتمل على الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية".
وأضاف أن "تلك المواد تدخل جسم الإنسان عن طريق الأنف والفم والجلد وأن كافة الأطراف المشاركة في الحرب العالمية الأولى استخدمتها ويتم اللجوء إلى استخدامها للتأثير على جنود الأعداء وشل حركتهم أو قتلهم وعرقلة تقدم العدو والوصول إلى أهداف عميقة خلف الخطوط الدفاعية، حيث تستخدم بواسطة المدفعية أو الصواريخ أو الطائرات وحتى بالألغام "، مؤكدًا أنها تعمل على نشر الرعب والهلع والخوف، مما يؤدى إلى إضعاف الروح المعنوية للعدو".
وخلال المحاضرة تمت الإشارة إلى أن الأسلحة الكيميائية تضم كلًا من غازات الأعصاب والتي تعد الأكثر سميِّة والأسرع في الانتشار كالزارين والزومان والتابون وغازات الدم كسيانيد الهيدروجين والغازات الكاوية كغاز الخردل والذي يتميز بالاستمرار وقوة التأثير.
ونوَّه بأن خطورة هذا الغاز تتحكم فيها ثلاثة عوامل، هي الكمية التى يتعرض لها الإنسان، حيث يؤدي التعرض لكميات كبيرة للوفاة، وطريقة التعرض والفترة الزمنية للتعرض، مؤكدًا أن التعرض لكميات قليلة أقل خطورة ويمكن التعافي منه.
وشرح جلالة أن غاز السارين وسائر الغازات الأخرى التي تؤثر على الأعصاب تبطل قدرة النهايات العصبية على أداء مهمتها مما يؤدي إلى استمرارها في الانقباض، وتتمثل أعراض التعرض لكميات خفيفة منه في التشنجات وألم في العين وعدم وضوح الرؤية وبالنسبة للغازات الخانقة؛ فإنها تسبب السعال وضيق النفس وتراكم البلغم والتنفس السريع والإسهال وزيارة التبول والارتباك والنعاس والضعف والصداع والغثيان والقيء وألم البطن واضطراب معدل ضربات القلب واختلال ضغط الدم وفقدان الوعي والتشنجات والشلل وفشل الجهاز التنفسي في أداء مهمته مما قد يؤدي إلى الوفاة، مشيرًا إلى أن التعرض لكميات كبيرة من غاز السارين يؤدي مباشرة إلى فقدان الوعي والتشنج والإصابة بالشلل الذي يفضي إلى الموت.
وخلال المحاضرة، تم استعراض عدد من الإجراءات العاجلة التي يتم اتخاذها من قبل الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة وقوات الدفاع الشعبي والعسكري ووزارة الداخلية والحماية المدنية وهيئة الإسعاف المصري ووزارة الصحة.
وأكد محافظ الإسماعيلية على أهمية إدارة الحرب الكيميائية التابعة للقوات المسلحة المصرية ودورهم العظيم في دعم وتعزيز جهود الدولة في حفظ وحماية الوطن والمواطنين ومقدرات الشعب المصري، فتحيةٓ تقديرٍ وإجلال لقواتنا المسلحة الباسلة الذين حملوا على عاتقهم بكل عزيمة وإصرار وشجاعة، حماية مقدرات ومكتسبات الوطن جنبًا إلى جنب مع رجال الشرطة المخلصين في حفظ أمن مصر والمتسلحين جميعًا بالولاء لهذا الوطن العظيم.