السبت 19 اكتوبر 2024

مؤامرة الـ15 عامًا.. إسرائيل المخرج والمنفذ لـ"مجزرة اللاسلكي"

انفجارات لبنان

تحقيقات20-9-2024 | 12:35

محمود غانم

لايزال اللغز الغامض الذي يثير الكثير من التكهنات، الطريقة التي فخخت بها إسرائيل أجهزة الاتصال اللاسلكية، التي انفجرت في لبنان موقعة قتلى وآلاف جرحى، في عملية أشارت مصادر إلى أن التخطيط لها استغرق نحو 15 عامًا، لكي تخرج إلى حيز التنفيذ.

 التخطيط استغرق 15 عامًا

وفي هذه الأثناء، أفادت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية وصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن مصدر استخباراتي أميركي، بأن إسرائيل كان لها يد في تصنيع أجهزة الاتصالات اللاسلكية "البيجر" التي انفجرت في أعضاء من حزب الله اللبناني الثلاثاء الماضي، موضحًا أن التخطيط الإسرائيلي لهذا النوع من الاختراق لسلسلة التوريد استمر نحو 15 عامًا.

وأشار المصدر إلى أن مخطط إسرائيل شمل شركات وهمية وواجهة من ضباط المخابرات الإسرائيلية لإنتاج أجهزة النداء، لافتًا إلى أن بعض أولئك الذين شاركوا في العمل لا يدركون مع من يعملون لصالحه في الواقع.

في غضون ذلك، أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، على أن إسرائيل مسؤولة عن تفجيرات أجهزة الاتصالات اللاسلكية في لبنان، موضحة أنها استخدمت شركة وهمية لتصدير الأجهزة المفخخة إلى لبنان، وذلك استنادًا إلى شهادة 12 موظفًا سابقًا وحاليًا في وزارة الدفاع وجهاز الاستخبارات الأمريكيين أوردتها بهذا الشأن.

وقال ثلاثة خبراء في جهاز الاستخبارات، فضلوا عدم الكشف عن أسمائهم، لـ"نيويورك تايمز"، إن شركة "BAC Consulting" التي قامت ببيع الأجهزة ومقرها المجر، شركة وهمية أسستها إسرائيل، كما تم أيضاً إنشاء شركتين وهميتين على الأقل من أجل "إخفاء هويات ضباط المخابرات الإسرائيلية الذين أنتجوا أجهزة الاتصالات اللاسلكية"، دون إعطاء تفاصيل حول هذه الشركات.

وتعاملت شركة BAC في البداية مع عملاء عاديين، حيث أنتجت لهم مجموعة من الأجهزة، لكن العميل الأساسي الذي كان مستهدفًا هو حزب الله اللبناني، وقد وُضع على الأجهزة التي بيعت للحزب بطاريات مملوءة بمادة "PETN" المتفجرة، بحسب الصحيفة، التي أكدت أن شحن هذه الأجهزة إلى لبنان بدأ في عام 2022 بأعداد صغيرة، وأن الإنتاج تسارع بعدما دعا زعيم الحزب حسن نصر الله، في 13 فبراير الماضي إلى عدم استخدام الهواتف المحمولة في الجبهات.

ويشير الخبراء إلى أنه جرى زيادة شحنات أجهزة بيجر إلى لبنان خلال فصل الصيف الحالي، حيث وصلت آلاف منها إلى البلاد، وتم توزيعها على عناصر "حزب الله" وحلفائهم.

 

الرواية اللبنانية

يأتي ذلك فيما ذكرت بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، أن تحقيقات أولية أجرتها السلطات اللبنانية أظهرت أن أجهزة الاتصال اللاسلكية التي انفجرت هذا الأسبوع "تم تفخيخها قبل وصولها إلى لبنان".

وورد في الرسالة:"أن التحقيقات الأولية أظهرت أن الأجهزة المستهدفة قد تم تفخيخها بطريقة احترافية قبل وصولها إلى لبنان، بينما تم تفجيرها عن طريق إرسال رسائل إلكترونية لها"، مؤكدة أن إسرائيل مسؤولة عن التخطيط للهجمات وتنفيذها.

وأسفرت تلك الهجمات التي طالت أجهزة الاتصالات اللاسلكية على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين عن مقتل 37 شخصًا، فضلًا عن إصابة نحو 3 آلاف آخرين، بحسب معطيات وزارة الصحة اللبنانية.

ولم تتبنى إسرائيل الهجوم رسميًا، لكن العديد من المصادر أكدت أنها تقف وراء تلك الهجمات، بما في ذلك الصحافة العبرية، التي أكدت أن ذلك جاء في إطار سلسلة من المشاورات الأمنية التي أجراها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع عدد من كبار الوزراء ورؤساء المؤسسة الأمنية وأجهزة المخابرات، هذا بالإضافة إلى أن مراقبين أكدوا أن لغة الجسد لرئيس الوزراء الإسرائيلي في تصريح مقتضب عقب الحادثة بخصوص عودة سكان الشمال توحي بأن بلاده ضالعة في تفجيرات لبنان.

ومنذ الثامن من أكتوبر الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية من جهه، وجيش الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى قصفًا شبه يوميًا على الحدود الشمالية للأراضي الفلسطينية المحتلة، تزايدت حدتها بشكل غير مسبوق خلال الأيام المنقضية، ما سببب في نزوح عشرات آلاف الأشخاص على كل من جانبي "الخط الأزرق" الفاصل بين البلدين.

وتقول الفصائل إنها تؤازر المقاومة الفلسطينية ضد آلة الحرب الإسرائيلية، وترهن وقف هجماته بوقف الحرب على غزة.

ويعد حزب الله اللبناني أبرز تلك الفصائل حيث درج على قصف البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية، بأسراب من المسيرات والصواريخ، ما خلق حالة من الذعر في بلدات الشمال الإسرائيلي.

وفي خطوة استباقية لرد كان يجهز له حزب الله اللبناني على إثر اغتيال القيادي في صفوفه فؤاد شكر، شن طيران الاحتلال، في الـ25 من أغسطس الماضي، أكثر من 40 غارة استهدفت مناطق بجنوب لبنان في تصعيد غير مسبوق بين الجانبين، في المقابل، شن الحزب اللبناني هجومًا جويًا بعدد كبير من ‏المسيرات ضد العمق الإسرائيلي، واتجاه هدف عسكري إسرائيلي نوعي، نافيًا صحة الادعاءات الإسرائيلية التي تزعم إحباط الهجوم.

وآنذاك، أكد حزب الله أن رده على اغتيال القيادي فؤاد شكر أنجز بدقة، متهمًا إسرائيل بالكذب والفشل، مضيفًا إن "معطياتنا تفيد بأن عددًا معتدًا من المسيرات وصل إلى الهدفين المحددين بدقة ونجاح، ولكن العدو يتكتم كما هي العادة".