أكد وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي أن "أسبوع شباب الجامعات التكنولوجية"، دليل بارز على ما حققه الشباب في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويعكس هذا الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السياسية للشباب، من خلال عقد العديد من المؤتمرات والفعاليات الشبابية التي أصبحت تقليدًا مصريًّا فريدًا، وأرست قواعده ووضعت معالمه القيادة السياسية في إطار إستراتيجية بناء الإنسان المصري.
جاء ذلك خلال حضور وزير الشباب والرياضة، ختام فعاليات النسخة الأولى من أسبوع شباب الجامعات التكنولوجية، الذي انطلق في 17 سبتمبر الجاري، بحضور الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومحمد جبران وزير العمل، والفريق أحمد خالد محافظ الإسكندرية، وكيم يونج هيون سفير دولة كوريا الجنوبية لدى مصر، ورؤساء الجامعات التكنولوجية، وشركاء الصناعة والإعلاميين والصحفيين، وذلك بالمدينة الشبابية بأبي قير بالإسكندرية.
وخلال كلمته، أكد "صبحي" أن فعاليات الأسبوع تناولت قضية مهمة للغاية تتعلق بتعزيز إسهامات الشباب المصري، وتحقيق طموحاتهم واحتياجاتهم، فالتكنولوجيا التي تُعد لغة العصر، تمثل أداة حيوية تمكن الشباب من تحقيق أحلامهم والمساهمة في تغيير العالم من حولهم، ويأتي هذا الاهتمام والرعاية من قيادتنا السياسية إيمانًا بأهمية الشباب كركيزة أساسية لمواجهة التحديات الوطنية في ظل الظروف الدولية والإقليمية الراهنة، كما أن الشباب هم الأكثر إدراكًا لتلك التحديات، حيث يتأثرون بها بشكل كبير.
وأعرب عن فخره واعتزازه بوجوده بين هذا الجمع من العقول المتميزة، قائلاً: "سنقدم الدعم الكامل لإنجاح كافة الفعاليات والأنشطة التي تخدم شبابنا المصري في جميع المجالات، وأتوجه بجزيل الشكر والتقدير إلى جميع الجامعات التكنولوجية المشاركة في هذا الحدث، وأود أن أشيد بجهودها الرائعة وإسهاماتها القيمة، كما أقدم شكري للجان المنظمة التي عملت بجد وإخلاص لإنجاح هذا الأسبوع، وإلى كل الشباب المشاركين الذين أثبتوا أنهم جيل واعد ومشرق لمستقبل مصر."
واستكمل صبحي: "تمثل هذه الفعالية منصة لتبادل الأفكار وتعزيز التعاون بين شباب الجامعات التكنولوجية في ظل التحول الكبير في المجال التكنولوجي، وتأثيره على الاقتصاد والمجتمع، وأصبح تطوير المهارات والاستعداد للوظائف المستقبلية ضرورة ملحة، وتسعى وزارة الشباب والرياضة لنشر ثقافة التكنولوجيا الرياضية، التي نأمل أن تُحدث ثورة في هذا المجال، مما يسهم في تحسين أداء الرياضيين والمدربين والجمهور باستخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مع التأكيد على أهمية دعم سوق العمل الرياضي من خلال الأفكار المبتكرة التي سيقدمها الشباب."
وفي كلمته، أكد الدكتور أيمن عاشور أهمية انعقاد فعاليات هذا الأسبوع، الذي يعكس الاهتمام الذي توليه الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي لأبنائها الشباب، والعمل على تكوين شخصياتهم السوية المستقلة، وتسليحهم بمختلف المهارات والقدرات العلمية والشخصية، التي تجعلهم عناصر صالحة لمجتمعها ووطنها، موضحًا أن التوسع في إنشاء الجامعات التكنولوجية والبرامج الدراسية الجديدة، يستهدف في الأساس تسليح الشباب بالمهارات المطلوبة لسوق العمل، معربًا عن سعادته بحضور فعاليات أسبوع شباب الجامعات التكنولوجية، موجهًا التحية لكل الوفود المُشاركة من أساتذة وطلاب وعاملين، كما وجه الشكر لكل القائمين على تنظيم هذه الفعالية الهامة.
وأكد وزير التعليم العالي أهمية مشاركة الطلاب في أسبوع شباب الجامعات التكنولوجية، حيث يمثل فرصة مميزة للمنافسة في مختلف المسابقات، والمشاركة في الأنشطة المتنوعة، موضحًا أن هذه الفعاليات تُسهم في دعم التواصل بين الطلاب وشركاء الصناعة، مما يتيح لهم اكتساب خبرات ومهارات قيمة، كما تجمع بين شباب الباحثين والمبتكرين؛ مما يتيح استثمار جهودهم في الحوار والنشاط الطلابي الفعال، ويعزز من طاقاتهم وطموحاتهم الواعدة، وأفكارهم البنّاءة؛ لتطوير قدراتهم بشكل إيجابي، بما يتماشى مع تحقيق رؤية مصر 2030.
وأكد "عاشور" أن الوزارة تسعى لتحقيق نقلة نوعية في التعليم العالي من خلال إنشاء 17 جامعة تكنولوجية جديدة تغطي جميع أنحاء الوطن، يأتي هذا المشروع تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية، ويهدف إلى بناء كوادر وطنية مؤهلة علميًا وعمليًا قادرة على دفع عجلة التنمية المستدامة، وتعزيز مكانة مصر التنافسية عالميًا، فالجامعات التكنولوجية العشر الحالية تقدم برامج تعليمية متخصصة تواكب التطورات في سوق العمل، مما يبرز الارتفاع الكبير في إقبال الطلاب عليها، ويعكس تغيرًا إيجابيًا في نظرة المجتمع لهذا النوع من التعليم.
وفي ختام كلمته، أشاد "عاشور" بحجم المشاركة الواسعة من جانب الجامعات، لافتًا إلى أنها تعكس مدى الإصرار الذي يتمتع به شباب الجامعات، وحرصهم على المشاركة بقوة في كافة الفعاليات الرياضية، والفنية، والعلمية، والثقافية، والجوالة، مشيرًا إلى أن هذا يجعلنا أمام ملتقى شبابي تتجسد فيه معاني الإصرار والنجاح في مختلف صورها.
ومن جانبه، وجه محمد جبران شكره لدكتور أيمن عاشور على دعوته للمشاركة في هذه الفعالية، مؤكدًا أن تجربة الجامعات التكنولوجية تحظى بدعم ورعاية القيادة السياسية لمواكبة المتغيرات العالمية في التعليم والتحديات التي يواجهها سوق العمل، مضيفا أن تجربة الأسبوع الأول لشباب الجامعات التكنولوجية تمثل فرصة لتأكيد تزامنها مع بدء تنفيذ المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، التي تهدف إلى تطوير المواطن المصري في مجالات التنمية الذاتية والصحية، والتعليمية، والرياضية، والثقافية، كما أن هذا اللقاء يعزز التواصل بين الطلاب، ويتيح تبادل المعرفة والخبرات التكنولوجية، ويدعم روح الابتكار وريادة الأعمال، بالإضافة إلى تنمية المهارات الاجتماعية وتوفير الفرص التدريبية، والتوظيفية لطلاب وخريجي الجامعات التكنولوجية.
وأضاف وزير العمل إن "مشاركتنا اليوم تعكس حرصنا على التأكيد أن الحكومة المصرية تعمل بشكل متكامل ومنظومة واحدة، خاصة بين الوزارات ذات الأهداف المشتركة، وتسعى وزارة العمل لتطوير منظومة التدريب المهني، وربطها باحتياجات سوق العمل المحلي والدولي، ودعم برامج تأهيل الشباب للمهن المستقبلية، كما نحرص على سرعة إصدار الإستراتيجية الوطنية للتشغيل بالتعاون مع شركاء العمل والتنمية المحليين والدوليين، ونعمل مع القطاع الخاص في ملتقيات التوظيف لتوفير عمالة ماهرة ومدربة بساعات قياسية، لتلبية احتياجات الشركات، وتؤكد عضويتنا في اللجنة الوزارية المكلفة بمشروع المواءمة بين مخرجات التعليم والتدريب وسوق العمل، بالتعاون مع وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم، على تضافر الجهود نحو تطوير منظومة التعليم والتدريب المهني؛ لتخريج كوادر مؤهلة قادرة على المنافسة في سوق العمل المتغير، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة رؤية مصر 2030 بما يتماشى مع مخرجات الجامعات التكنولوجية التي نحتفل اليوم بإنجازات طلابها".
وأكد جبران، تأييده الكامل لمثل هذه الأفكار البناءة التي تسلط الضوء على دور الجامعات التكنولوجية، التي تُعتبر من أبرز نتائج تطوير العملية التعليمية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث شهدت المنظومة الجامعية عددًا من التطورات المهمة، أبرزها إنشاء كليات تكنولوجية في المحافظات، وذلك بفضل الدعم الكبير الذي يقدمه السيد رئيس الجمهورية للتعليم الجامعي وما قبله، استعدادًا لمواجهة عالم التكنولوجيا الحديث ووظائفه المستقبلية، والمساهمة في بناء الجمهورية الجديدة.
من جانبه، أكد كيم يونج هيون سفير دولة كوريا الجنوبية لدى مصر سعادته بنجاح النسخة الأولى من أسبوع شباب الجامعات التكنولوجية، مشيرًا إلى أن هذا الحدث يمثل فرصة رائعة للاحتفاء بإبداع الطلاب، وتعزيز روح الابتكار بينهم، معبرًا عن تقديره لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وجميع المعنيين بتنظيم هذا الحدث المميز، مؤكدًا أن النسخة الأولى من أسبوع شباب الجامعات التكنولوجية مناسبة ملهمة، حيث أتاحت الفرصة للشباب لتبادل الأفكار وعرض مشاريعهم المبتكرة، مما يسهم في تعزيز مكانة مصر كداعم رئيسي للعقول المبتكرة.
وأضاف السفير أن العلم والتكنولوجيا هما حجر الزاوية لأي تقدم اقتصادي، مشيرًا إلى أن كوريا ومصر تحتفلان بالذكرى الثلاثين على إقامة العلاقات الدبلوماسية العام المقبل، وتعملان على تعميق التعاون في مجالات التكنولوجيا والتعليم العالي، مسلطا الضوء على التعاون المتميز بين كوريا ومصر في إنشاء جامعة بني سويف التكنولوجية، فمنذ عام 2016، قامت وكالة التعاون الدولي الكورية (KOICA) وجامعة بني سويف التكنولوجية بتطوير مناهج التعليم التكنولوجي على مستوى الجامعة، وأيضًا برامج الميكاترونيكس، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات على غرار النظام الكوري، وتم تحقيق إنجاز بارز بتخريج 96 طالبًا في عام 2023، منهم 60 في برنامج هندسة الميكاترونيكس و33 في برنامج هندسة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقد تعززت الشراكة الثنائية بشكل أكبر عندما قدم شركاء الصناعة مثل Samsung Electronics فرص تدريب للطلاب، وبناءً على نجاح هذه المرحلة، بدأنا المرحلة الثانية من المشروع هذا العام، والتي تركز على برامج الميكاترونيكس وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
يأتي ذلك فضلا عن تقديم برنامج تكنولوجيا السكك الحديدية، وتتميز المرحلة الثانية من المشروع بوجود تعاون وثيق مع وزارة النقل والشركاء الجدد من القطاع الخاص مثل Hyundai Rotem وCISCO، ويهدف المشروع البالغ تكلفته 8 ملايين دولار على مدى السنوات الست المقبلة في المرحلة الثانية، إلى رفع معايير التعليم الفني في مصر بشكل أكبر، ومساعدة المواهب المصرية الشابة على تحقيق أهدافها المهنية، وتسعي كوريا إلى تعزيز تعاونها الإنمائي مع مصر الشريك الوحيد ذي الأولوية في التعاون الإنمائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لافتا أنه بمناسبة انعقاد القمة الكورية الإفريقية يونيو الماضي قامت كوريا الجنوبية بزيادة صندوقها للتعاون الإنمائي الاقتصادي لمصر من مليار دولار أمريكي إلي 3 مليارات دولار، وستواصل الحكومة الكورية التزامها القوي بدعم الشباب في مصر وتوسيع نطاقه بالشراكة مع الوزارات والمؤسسات ذات الصلة
وأشار السفير الكوري إلى أن الوكالة الكورية للتعاون الدولي تتعاون بشكل وثيق مع وزارة الشباب والرياضة المصرية من خلال مراكز الشباب التابعة لها؛ لتحسين الوعي بالعنف القائم على النوع الاجتماعي، والصحة الإنجابية المناسبة للشباب ومجتمعاتهم.
من جانبه، أشار مستشار وزير التعليم العالي لشؤون التعليم الفني والتكنولوجي، الدكتور أحمد الصباغ أن النسخة الأولى من أسبوع شباب الجامعات التكنولوجية؛ تعكس الاهتمام بمنظومة التعليم الفني والتكنولوجي والالتزام بتعزيز قدرات شبابنا من المنتسبين لهذه المنظومة التي تحظى باهتمام ومتابعة القيادة السياسية، ويتجلى هذا الاهتمام في تكليف فخامة رئيس الجمهورية بإنشاء ١٧ جامعة تكنولوجية جديدة إلى جانب الجامعات التكنولوجية العشر الموجودة حاليا، وذلك سعيا لتغطية محافظات الجمهورية كلها بمثل هذا النوع من التعليم الذي يعد حجر الزاوية في التنمية الاقتصادية بكل دول العالم المتقدم، مشيرًا إلى أن أسبوع شباب الجامعات التكنولوجية يشهد تنظيم العديد من الأنشطة في مختلف المجالات العلمية، والثقافية، والفنية، والرياضية، والاجتماعية، وتتضمن فعاليات الأسبوع أنشطة رياضية، مثل: كرة القدم الخماسية، وكرة الطائرة الشاطئية، وتنس الطاولة، واللياقة البدنية، كما تشمل الأنشطة الاجتماعية مسابقات الشطرنج، والطالب والطالبة المثالية، بينما تتضمن الأنشطة الثقافية تلاوة القرآن الكريم، والإنشاد الديني، والترانيم، والشعر، والإلقاء، ودوري المعلومات، أما الأنشطة الفنية، فتشمل معرضًا فنيًا، وورشة فنية، وغناء فردي، بالإضافة إلى الأنشطة العلمية التي تتضمن معرضًا علميًا ومسابقات في الروبوت.
ويبلغ إجمالي الوفود المشاركة من الجامعات التكنولوجية 600 طالب وطالبة، ويشمل أسبوع الفعاليات 27 مسابقة متنوعة في الأنشطة الرياضية، كما تشارك الجامعات بـ 40 مشروعًا تكنولوجيًا ابتكاريًا، بمعدل 4 مشروعات لكل جامعة، بالإضافة إلى ذلك، تتواجد عدد من الشركات الصناعية لعرض التجهيزات المعملية والطبية وتجهيزات المعامل والورش.
كما يتضمن الأسبوع تنظيم عدد من الندوات وورش العمل، تشمل 10 ورش تدريبية متخصصة في تنمية المهارات وريادة الأعمال، والشمول المالي، ودراسات الجدوى، وتساهم هذه الأنشطة في تكوين شخصيات الطلاب وتعزيز قدرتهم على مواجهة التحديات بثقة، كما تفتح أمامهم فرصًا للتعرف على اهتماماتهم وبناء شبكة علاقات مهنية واجتماعية قيمة، بالإضافة إلى ذلك، يتضمن الأسبوع معرضًا لعرض التجهيزات العلمية وريادة الأعمال لعدد من الشركات الصناعية والمؤسسات ذات الصلة.
من ناحية أخرى، قام وزير الشباب والرياضة بتفقد المشروعات الابتكارية التي قدمها طلاب الجامعات التكنولوجية، الذي أبدى إعجابه بالجهود والإبداعات التي تجسد روح الابتكار لدى الشباب، وأطلع على مجموعة متنوعة من المشاريع التي تغطي مجالات التكنولوجيا الحديثة؛ مما يعكس إمكانيات الطلاب وقدرتهم على تقديم حلول عملية للتحديات المعاصرة.
من ناحية أخرى، قام الوزراء بتكريم أوائل الجامعات التكنولوجية، معبرين عن فخرهم بإنجازاتهم الأكاديمية، مشيرين إلى أن هؤلاء الطلاب هم نموذج للجيل الذي يسعى لتحقيق التميز والإبداع.
كما تم تكريم شركاء الصناعة الذين ساهموا في دعم هذه الفعاليات، ومساندة جهود الجامعات التكنولوجية، وأكد الوزير على أهمية التعاون بين المؤسسات التعليمية والصناعية، حيث يُعتبر هذا التعاون عاملًا رئيسًا في تطوير التعليم وتلبية احتياجات سوق العمل، كما شهد الوزراء فعاليات تدشين المجلس الاستشاري التكنولوجي للصحة والصناعة.