رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية اليوم الجمعة أن الهجوم الإرهابي الذي شنته ما تسمى جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم القاعدة على باماكو عاصمة مالي يوم الثلاثاء الماضي ، يثير التساؤلات مجددًا حول قدرة السلطات في مالي على السيطرة على حركة التمرد التي توجهها البلاد منذ 12 عامًا.
وأعلنت جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" مسؤوليتها عن الهجوم، الذي استهدف عددًا من المواقع في باماكو، منها أكاديمية تدريب للشرطة. فيما أعلنت السلطات عبر التلفزيون الرسمي عن إحباط الهجوم، ووقوع بعض الخسائر، دون تقديم تفاصيل دقيقة حول عدد الضحايا أو طبيعة الهجوم.
وذكرت صحيفة "لو سوير دي باماكو" المحلية أنه تم تشييع نحو 50 جنازة لطلاب من أكاديمية الشرطة .
كما تم تدمير طائرة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي، وذكر المتحدث باسم البرنامج أن الطائرة كانت تستخدم لنقل عمال الإغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية الطارئة في المناطق النائية من مالي.
وأضاف: "ليست هذه الطائرة الوحيدة التي نستخدمها في مالي، لكن هذا سيؤثر على قدرتنا على الاستجابة الإنسانية وتلبية احتياجات المدنيين".
وأشارت "الجارديان" إلى أن الهجوم الأخير وقع في الوقت الذي أعلن فيه تحالف دول الساحل، وهو اتحاد كونفدرالي يضم مالي والنيجر وبوركينا فاسو، عن خطط لإصدار جواز سفر جديد خارج منطقة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس). وعند تقديمها، ستعمل هذه الخطوة على تعزيز استقلال تحالف دول الساحل عن الكتلة الإقليمية التي تدعي أنها تتأثر بالمصالح الغربية.
وووفقا للصحيفة ، نشأت الانقسامات في "إيكواس" جزئيا بسبب "الانقلاب العسكري" في مالي بعد فشل القيادة المدنية في وقف التمرد، على الرغم من وجود القوات الفرنسية. ومن العوامل الأخرى التي تسببت في التوترات ما يتردد حول استخدام مالي للمرتزقة الروس للمساعدة في مواجهة التمرد داخل أراضيها.