أطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» والرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية، الجزئين الثاني والثالث من موسوعة "تفكيك خطاب التطرف"، التي تأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية بين المؤسستين،
وتضم مجموعة من الأبحاث والدراسات المتخصصة للمساهمة في تفكيك المنظومة الفكرية التي يرتكز إليها خطاب التطرف، سعيا لترسيخ قيم الإسلام الجائلة في آفاق الاعتدال والتسامح، وتعزيز مناعة المجتمعات ضد الغلو .
وشهد حفل الإطلاق الذي احتضنه مقر «الإيسيسكو» في الرباط اليوم الجمعة، حضورا رفيع المستوى لعدد من المسؤولين والسفراء والمفكرين والخبراء في مجال مكافحة التطرف.
وأوضح مدير مركز الإيسيسكو للحوار الحضارى السفير خالد فتح الرحمن أن الموسوعة خطوة كبيرة في مسارات تطوير أدوات فكرية ومعرفية تسهم في تعزيز ثقافة الاعتدال والوسطية وتقديم مقاربات معرفية جديدة تعالج الجذور الفكرية للتطرف.
وأكد المدير العام للإيسيسكو الدكتور سالم بن محمد المالك، أن الاستقرار هو الباعث على نماء الشعوب وازدهارها، والشرط الحاسم لكل مجتمع ينشد حياة مكتملة، وسمة كل أمة أفرغت جهدها في البناء وخصصت وقتها للاستكشاف والاختراع والإبداع، مشيرا إلى أن ما تمر به البشرية اليوم صادم ومقلق، لما يتصف به مقاتل اليوم من سمت يشابه عصور الجاهلية والظلام .
وأضاف أن الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء تواثقت جهودهما على انتهاج المسار الأصوب في مجابهة جوائح الإرهاب من خلال استهداف منابع الكارثة استهدافا علميا، لتخرج هذه الموسوعة إلى النور وتكون خير معين على إنقاذ شبابنا وبلادنا والإنسانية جمعاء من براثن هذا الداء العضال.
وأوضح المدير العام للإيسيسكو أن الجزءين الثاني والثالث من الموسوعة يحملان رؤية تؤكد أن التطرف ظاهرة عالمية تنفق فيها الأموال وتحاك المؤامرات التي تستهدف استقرار البلدان، وأنه ليس وليد المنطقة .
ووجه الشكر لعدد من الجهات التي تعاونت مع الإيسيسكو في مجال تقديم الفكر المستنير ومواجهة التطرف، وفي مقدمتها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية، والمرصد المغربي حول التطرف والعنف.
ومن جانبه أشار الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء الدكتور أحمد عبادي، فى كلمته، إلى «أن أغلب الأضرار التي حلت بالبشرية كانت نتاج تدخل من لا يمتلك العلم والمعرفة، مؤكدا أن العلم وحده هو الذي يمكننا من دحض دعاوى الفكر المتطرف وإزالتها من دوائر التأثير».
وأضاف «أن تحريف الكلم عن مواضعه وتناول النصوص بغير علم أدى إلى اختطاف كلمات الله عز وجل وتفشي التطرف وإراقة الدماء البريئة، وأن الموسوعة تأتي في إطار الدور الأصيل للإيسيسكو والرابطة لإظهار الصورة الصحيحة لديننا الحنيف».
وقدم رئيس مركز الدراسات القرآنية بالرابطة المحمدية للعلماء الدكتور محمد المنتار، عرضا حول أبرز ما يتضمنه الجزء الثاني من الموسوعة ومنهجيتها في تفنيد آليات الفكر المتطرف، فيما استعرض الدكتور عبدالصمد غازي، رئيس مركز الرصد والدراسات الاستشرافية بالرابطة المحمدية للعلماء، محاور الجزء الثالث من الموسوعة، وما يركز عليه من سبل بناء مناعة لدى أفراد المجتمعات في مواجهة الفكر.