رأت مجلة بولتيكو الأوروبية أن الأنظار تتجه إلى ولاية براندنبورج الألمانية، حيث يواجه المستشار أولاف شولتس اختبارًا مصيريًا في انتخابات إقليمية قد تحدد مصير حياته السياسية.. ففي ظل التوقعات التي تشير إلى تزايد نفوذ اليمين المتطرف، يصبح مستقبل شولتس مهددًا، مع تزايد الضغوط من داخل حزبه "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" وخارجه.
وتعتبر هذه الانتخابات ليست مجرد استحقاق محلي، بل بمثابة استفتاء على أداء شولتس في وقت تتزايد فيه التحديات الاجتماعية والاقتصادية، مما يضعه في موقف لا يحسد عليه أمام الناخبين.
وذكرت المجلة أن التوقعات تشير إلى أن هزيمة جديدة أمام اليمين المتطرف قد تعني نهاية مسيرته السياسية؛ مما يجعله في موقف مشابه للرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي تعرض لضغوط من حزبه لتقديم مرشح بديل قادر على تجنب مذبحة الانتخابات الوطنية المقبلة.
وفي ظل استطلاعات الرأي التي تظهر تقدم حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف على الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه شولتس، تزداد الضغوط على الأخير. فإذا خسر الحزب الاشتراكي الديمقراطي هذا المعقل التقليدي، فسيكون ذلك بمثابة جولة جديدة من الإخفاقات الانتخابية التي بدأت بتراجع الحزب في الانتخابات الأوروبية، حيث حل ثالثًا بعد حزب البديل من أجل ألمانيا.
وعلى الرغم من أن الانتخابات تدور حول تشكيل برلمان ولاية جديد، إلا أن النتيجة ستعتبر بمثابة استفتاء على أداء شولتس، الذي تسيطر عليه المخاوف بشأن الهجرة والتحديات الاقتصادية. ويعبّر عدد من قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي عن استيائهم من الأداء الوطني، ويشعرون أن ذلك يضعف فرصهم في الانتخابات الإقليمية.
وإذا فاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي، سيُعتبر ذلك نجاحًا لرئيس الوزراء الإقليمي ديتمار فويدكي، الذي قام بحملة انتخابية مستقلة. لكن في حال فاز حزب البديل من أجل ألمانيا، سيتحمل شولتس وزر الهزيمة.
وتتزايد التوقعات بأن هزيمة جديدة قد تؤدي إلى انهيار الائتلاف الحاكم الحالي، ما يضع مستقبل شولتس على المحك. ومع تصاعد شعبية وزير الدفاع بوريس بيستوريوس، الذي يعتبر الشخص الأكثر شعبية في الحكومة، قد يبدأ الحزب في التفكير في مرشحين بديلين لمنصب المستشار.
وعلى الرغم من أن بيستوريوس يُعتبر جزءًا من الجناح المحافظ في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إلا أنه يحظى أيضًا بدعم اليساريين داخل الحزب، الذين يدركون أن ترشحه في الانتخابات العامة المقبلة قد يكون عامل جذب للناخبين.
ويتصاعد الضغط على شولتس، وسط دعوات ملحة للتغيير، وبدأت الأصوات تتعالى داخل حزبه تطالب بمزيد من الجهود في مواجهة التحديات. وبدأ بعض الديمقراطيين الاشتراكيين بالتحدث بصوت عالٍ: "يجب على الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن يفكر في بيستوريوس كمرشح للمستشار"، كما قال ديتر رايتر، عمدة ميونيخ.
وأشارت المجلة إلى أن السيناريو الذي يتم مناقشته داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي هو كالتالي: بعد انتخابات ولاية براندنبورج، من المؤكد أن النزاعات داخل الائتلاف الفيدرالي ستشتعل مرة أخرى. ولكن بدلاً من السعي إلى التوصل إلى تسويات، يجب على الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن يغوص في النزاع حول قضايا مهمة، مثل المعاشات، ويرفض المزيد من التنازلات لليبراليين في الحزب الديمقراطي الحر.