السبت 19 اكتوبر 2024

معجزة إنقاذ «أبو سمبل».. 56 عامًا على تحدي المستحيل

معبد أبو سمبل

ثقافة22-9-2024 | 13:04

بيمن خليل

تحل اليوم الذكرى الـ 56 لإنقاذ معبد أبو سمبل، أحد أعظم الإنجازات المعمارية في الحضارة المصرية القديمة، والذي يُعيد إلى الأذهان ذكريات غنية من التاريخ، تم الانتهاء حيث تم نقل هذا الصرح التاريخي المهيب من موقعه الأصلي على ضفاف بحيرة ناصر، ضمن مشروع ضخم للحفاظ عليه من خطر الغمر الناجم عن بناء سد أسوان العالي.

واكتملت عملية نقل المعبد عام 1968، وكان هذا المعبد، الذي يعود تاريخه إلى عهد الملك رمسيس الثاني في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، منحوتًا في الصخر كنصب تذكاري دائم له ولزوجته الملكة نفرتاري، تخليدًا لانتصاره في معركة قادش الشهيرة.

كان نقل معبد أبو سمبل ضرورة حتمية لحمايته من الغرق خلال إنشاء بحيرة ناصر، وتشكل خزان المياه الاصطناعي الضخم بعد بناء السد العالي في أسوان على نهر النيل، بدأت عملية إنقاذ معابد أبو سمبل في عام 1964، بتكلفة بلغت حوالي 40 مليون دولار.

وانطلقت الحملة الدولية لإنقاذ آثار النوبة عام 1959، استجابة للتهديد الذي شكله ارتفاع منسوب مياه نهر النيل بعد بناء السد العالي، لذلك سارعت الحكومة المصرية، متمثلة في وزير الثقافة آنذاك الدكتور ثروت عكاشة، بمخاطبة اليونيسكو لاتخاذ إجراءات جادة وعاجلة وتوجيه نداء عالمي للمشاركة في مشروع إنقاذ آثار النوبة.

وفي عام 1964، شرع فريق دولي من علماء الآثار والمهندسين وخبراء تشغيل المعدات الثقيلة في العمل معا على إنقاذ معبدي أبو سمبل (الكبير والصغير)، استغرقت عملية نقل المعبدين ما يقارب 6 سنوات.

وتم تقطيع المعبدين بدقة متناهية إلى كتل ضخمة، يصل وزن بعضها إلى 30 طنًا، بمتوسط 20 طنًا للكتلة الواحدةـ نُقلت هذه الكتل وأُعيد تجميعها في موقع جديد يرتفع 65 مترًا ويبعد 200 متر عن سطح بحيرة ناصر، اكتملت أعمال النقل في 22 سبتمبر 1968، في إنجاز يعتبر من أعظم الإنجازات في مجال الهندسة الأثرية.

ولم يكن نقل معبد أبو سمبل مجرد عملية إنشائية، بل كان تجسيدًا لإرادة إنسانية لا تعرف المستحيل، استُخدمت تقنيات هندسية متطورة لنقل هذا الصرح العظيم، الذي يرمز إلى قوة الفراعنة وعظمتهم، إلى موقع آمن، ليبقى شاهدًا على عراقة التاريخ المصري وعظمته.