أكد سفير الصين بالقاهرة لياو ليتشيانج اليوم الأحد أن التعاون المصري الصيني يعد عنصرا مهما للحفاظ على مصالح الدول النامية والأقل نموا ومصلحة كلا البلدين، منوها بمشاركة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء في قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي والتي تكللت بنجاح تام حيث تمت ترقية العلاقات بين الصين وإفريقيا إلى مجتمع المستقبل المشترك في كل الأجواء في العصر الجديد.
وقال سفير الصين، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم، إن زيارة مدبولي للصين كانت مهمة للغاية حيث ركزت على تنفيذ نتائج زيارة الرئيس السيسي للصين في مايو الماضي وتعزيز المواءمة الاستراتيجية بين البلدين، مشيرا إلى أن هذا العام يصادف الذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين وكذلك "عام الشراكة الصينية المصرية".
وأوضح لياو ليتشيانج أن مصر كانت أول دولة إفريقية أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين الجديدة ويربط البلدان الصديقان الرؤى المشتركة والثقة المتبادلة، وهما شريكان في تحقيق التنمية المشتركة والرخاء المشترك، مؤكدا أن الصين ومصر عملتا في السنوات الأخيرة على تنفيذ "الأعمال الثمانية المشتركة" و"المشاريع التسع" في إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي وحققتا نتائج مثمرة في مجالات البنية التحتية والتجارة والاستثمار والزراعة الحديثة وإعداد الكفاءات وذلك بفضل الإرشاد الاستراتيجي لرئيسي البلدين.
ونوه سفير الصين بأن بكين استضافت قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي في سبتمبر وهي القمة الرابعة في تاريخ منتدى التعاون الصيني الإفريقي بعد قمة بكين 2006 ، وقمة جوهانسبرج 2015 ، وقمة بكين 2018، معتبرا هذه القمة أكبر فعالية دبلوماسية أقامتها الصين خلال السنوات الأخيرة بحضور أكبر عدد من القادة الأجانب.
وقال: إن الجانبين الصيني والإفريقي أكدا التزامهما بالعمل تحت شعار "العمل معا لدفع التحديث والتعاون في بناء المجتمع الصيني الإفريقي رفيع المستوى للمستقبل المشترك"، وأشادا بالتقدم المحرز في تنفيذ نتائج المنتدى وتوصلا إلى توافق سياسي واضح بشأن تعزيز التعاون الشامل بين الصين وإفريقيا حيث تم اعتماد وثيقتين مهمتين هما "إعلان بكين" و"خطة العمل "، مشيرا إلى صدور البيان المشترك في إطار مبادرة التنمية العالمية.
وأفاد بأنه تم وضع الخطوط العريضة للتعاون الصيني الإفريقي في المرحلة المقبلة حيث تبنى الجانبان "إعلان بكين" و"خطة العمل" لتعزيز التعاون الصيني الإفريقي في السنوات الثلاث المقبلة، مؤكدا استعداد بكين للعمل مع الجانب الإفريقي على تنفيذ أعمال الشراكة العشرة من أجل التحديث في السنوات الثلاث المقبلة.
وقال: إن القمة أقرت بناء منصة لتبادل الخبرات حول الحكم والإدارة، وإنشاء الشبكة الصينية الإفريقية للمعارف التنموية، ودعوة 1000 شخصية حزبية إفريقية لزيارة الصين، لافتا إلى أنه تم الإعلان عن توسيع انفتاح السوق بشكل أحادي الجانب، ومنح جميع الدول الإفريقية الأقل نموا التي لها العلاقات الدبلوماسية مع الصين معاملة صفر التعريفة الجمركية على 100% من المنتجات الخاضعة للضريبة المستوردة منها، وجعل السوق الصينية الضخمة فرصة واعدة لإفريقيا.
وأشار إلى أن القمة قررت إقامة شراكة للتعاون في سلاسل الصناعة من خلال بناء المنطقة الرائدة للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول الإفريقية وإطلاق "برنامج تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة الإفريقية"، وإنشاء المركز الصيني الإفريقي للتعاون في التكنولوجيا الرقمية.
وقال: إن الجانبين الصيني والأفريقي أقرا بناء شبكة الترابط والتواصل الصينية الإفريقية التي تتميز بالتفاعل برا وبحرا والتنمية المتناسقة لمساعدة إفريقيا على التنمية العابرة الأقاليم وكذلك تنفيذ الشراكة للتعاون الإنمائي حيث سيتم تنفيذ 1000 مشروع "صغير وجميل" في مجال معيشة الشعب، مشيرا إلى أن بكين قررت إقامة مراكز طبية مشتركة وإرسال فرق طبية إلى إفريقيا البالغ عددها 2000 شخص لدعم بناء المركز الإفريقي للوقاية والسيطرة على الأمراض.
ونوه بأن بكين قررت تقديم مساعدات غذائية عاجلة لإفريقيا، وبناء منطقة نموذجية معيارية للزراعة وتوفير ما لا يقل عن مليون فرصة عمل لإفريقيا فضلا عن عمل شراكة للتواصل الشعبي والثقافي، حيث سيتم تنفيذ برنامج "التعليم المهني – مستقبل إفريقيا" على نحو معمق وتقديم 60 ألف فرصة دراسية مع تحديد عام 2026 "عام التواصل الشعبي والثقافي بين الصين وإفريقيا".
وأشار سفير الصين إلى أن القمة قررت السعي نحو تنفيذ عمل الشراكة للتنمية الخضراء، حيث سيتم تنفيذ 30 مشروعا للطاقة النظيفة في إفريقيا وإنشاء 30 مختبرا مشتركا وإجراء التعاون في مجالات الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الاصطناعية واستكشاف القمر والفضاء العميق، مؤكدا أن الصين وأفريقيا ستعملان على تحقيق الأمن حيث سيتم بناء مناطق التعاون النموذجية لمبادرة الأمن العالمي.