الجمعة 27 سبتمبر 2024

مدير المتحف المصري الكبير السابق: إنقاذ معبد أبو سميل من أعظم إنجازات اليونيسكو | خاص

طارق سيد توفيق_ مدير المتحف المصري الكبير السابق

ثقافة22-9-2024 | 20:37

إسلام علي

يحل علينا اليوم ذكرى الـ 56 لإنقاذ معبد أبو سمبل والذي يقع في جنوب مصر، على الضفة الغربية لبحيرة ناصر، بالقرب من الحدود مع السودان، وتحديداً على بعد حوالي 290 كيلومترًا جنوب غرب مدينة أسوان، وتم بناء المعبد في عهد الملك رمسيس الثاني في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، والذي كان مكرسا لعبادة الآلهة "رع-حوراختي" و"بتاح" و"آمون"، بالإضافة إلى تمجيد رمسيس الثاني نفسه. 

صرّح الدكتور طارق توفيق، المدير السابق للمتحف المصري الكبير، والأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة، بأن عملية نقل معبد أبو سمبل تُعد واحدة من أعظم النجاحات التي حققتها منظمة اليونيسكو في تاريخها، نظرًا لأن عملية إنقاذ المعابد المصرية الواقعة في جنوب البلاد، والتي كانت مهددة بالغرق بسبب بحيرة السد المعروفة حاليًا باسم بحيرة ناصر، كانت تمثل تحديًا كبيرًا.

وأضاف توفيق أن منظمة اليونيسكو استجابت لنداء الدولة المصرية لإنقاذ هذه المعابد المهددة بالغرق من خلال رفعها إلى مواقع أعلى،  وأضاف في نفس السياق، أن منظمة اليونيسكو أطلقت نداءات إلى دول العالم والتي شاركت في جهود إنقاذ التراث المصري عبر التبرعات المالية، ومن بين هذه الدول كانت إسبانيا، وإيطاليا، وأمريكا، وألمانيا، وهولندا، بالإضافة إلى الدول الإسكندنافية.

وأشار توفيق إلى أن الدولة المصرية ساهمت في هذا المشروع الضخم بالإمكانيات المادية المتاحة والخبرات، بجانب المعدات الهندسية المتنوعة، حيث كانت مصر المنظم الرئيسي لهذا المشروع، والذي كان هدفه الأساسي نقل المعبد إلى مكان أكثر أمانًا على ارتفاع نحو 60 مترًا من موقعه الأصلي، وبمسافة 200 متر داخل الأرض بعيدًا عن بحيرة ناصر.

وأوضح الدكتور طارق أن من أهم شروط هذه المشروعات أن المهندسين المعماريين كانوا يحرصون على نقل المعابد مع الحفاظ على المحاذاة الفلكية التي كانت تُظهر تعامد الشمس على التماثيل بداخل المعبد في يومي 22 أكتوبر و22 فبراير.

كما أضاف أن المهندسين بذلوا جهدًا كبيرًا لتقليل نسبة الخطأ والضرر عند نقل المعبد من مكان لآخر، مشيرًا إلى أن عملية تقطيع المعبد خضعت لدراسة دقيقة للغاية، ومع ذلك، كانت هناك تحديات كبيرة أثناء إعادة تجميع المعابد، مثل معبد فيلة بأسوان الذي كان مكرسًا لإيزيس؛ فعند نقله من جزيرة فيلة، التي كانت تقع بجوار جزيرة بجا المكرسة لأوزوريس، أصبح المعبد بعد نقله يقع شمال جزيرة بجا وليس بجوارها.

واختتم توفيق حديثه بالتأكيد على أن المشاركة في عملية نقل التراث المصري تدل على اهتمام العالم بالتراث المصري القديم، واعتباره جزءًا لا يتجزأ من التراث الإنساني.