السبت 23 نوفمبر 2024

الكنيسة تنتفض لأبنائها .. ومبادرات شعبية لإنقاذ النازحين

  • 1-3-2017 | 13:49

طباعة

لم تكن جهود الدولة وحدها، ولا الكنيسة بمعزل عما يعانى منه الأقباط على أرض سيناء، الجحيم هناك انتقل إلى قلب كل مصرى، ودشنت لأجله مبادرات لا تنته فى محاولة للتخفيف من آلام هؤلاء ومعاناة الأسر النازحة .

مايزيد عن 546 شخصًا فروا هاربين من العريش بعد ذبح 7 أقباط أمام أسرهم الشهر الماضى، ظهرت معها مبادرات الدولة التى ساهمت فى إحتواء الأزمة، وكان من بينها  توفير وزارة الشباب لمساكن للنازحين، وتدشين حساب بنكى للتبرع لصالحهم، فضلًا عن الجهود الشعبية من المصريين مسلمين وأقباط.

النزوح الأول إبان 1967

قال المفكر القبطى كمال زاخر، إن فكرة التهجير كانت مرتبطة فى السابق بالأوضاع السياسية وحرب الاستنزاف التى اندلعت بين مصر وإسرائيل على ضفتى قناة السويس، وبدأت أحداثها عندما تقدمت إسرائيل صوب مدينة بور فؤاد بهدف احتلالها عام 1967، فنزح المصريين إلى مدن القناة فى الإسماعيلية والسويس وبورسعيد، لكن تلك المرة الأمر يختلف كثيرًا، فهنا التهجير جاء بهدف تعجيز الدولة المصرية التى قطعت شوطًا كبيرًا وحققت انتصارات ضد الإرهاب فى سيناء عمومًا وفى جبل الحلال على وجه الخصوص، فما كان من تلك الجماعات المسلحة إلا استهداف المصريين الأقباط لمحاولة إحداث ثغرة للضغط على الدولة المصرية، معنويًا للقفز عليها وتشويه صورتها دوليًا من خلال تنفيذ تلك الانتصارات الزائفة والظاهرية لإثبات أن التنظيمات الإرهابية مازالت موجودة.

وأضاف، أنه آن الأوان أن تعلن سيناء منطقة حرب وأن يتسلمها حاكم عسكرى للقضاء على تلك البؤر الإرهابية، خاصة أن الأمر يتطلب تعامل استراتيجى بالإضافة إلى وضع رؤية واضحة فى مدن القناة بتكوين لجنة طوارئ.

وشدد زاخر، على أن الكنيسة دورها يقتصر فقط على الجانب الإنسانى لأن الكنيسة هى مؤسسة دينية فقط، غير مسئولة عن حماية وسلامة الأقباط لانها ليست دولة، بينما الحل النهائى منوط بالدولة والحكومة المصرية التى يقع عليها العبء السياسى والأمنى خاصة أن الأزمة تصنف كونها كارثة مصرية وليست قبطية لأنها رسالة تهديد واضحة للدولة تستهدف الهوية فقط الهوية الدينية لمحاولة التهويل والتهديد.

أما عن الحشد الشعبى لمواجهة الأزمة، يقول عنه"زاخر"، إنها سمة تميز المصريين فى الشدائد منذ قديم الأزل وهو ما يخفف عن أشقاءهم فى الوطن تبعات تلك الأزمات مثل التبرع بالمال والسكن والملبس وغيرها وكذلك تدخل رجال الأعمال والقادرين من الأقباط والمسلمين دون تمييز لتقديم مساعدات لأولئك النازحين.

الجهود الشعبية من مسلم و مسيحي

جهود متضافرة لمساندة نازحين الأقباط فى محافظة الإسماعيلية، كان أخرها قافلة تبناها رجال أعمال وشخصيات مسلمة بمعاونة منظمات المجتمع المدنى وجهود نشطاء الأقباط ومحاميين وشخصيات عامة، تلك المبادرة شملت قافلة للمواد الغذائية والعينية، يقول عنها المحام هانى رمسيس، إن المسلمين والأقباط يدًا وحدة فى محاربة الإرهاب والأعمال التخريبية التى تستهدف زعزعة أمنهم وسلامتهم.

ولفت إلى أن أبرز ما تسعى القافلة لتحقيقه فى المرحلة الأولى هو تسكين النازحين وإيواءهم وتوفير حاجاتهم الأولية من مأكل ومشرب يعقبها مرحلة تأسيس مساكنهم خاصة لغير القادرين، وأيضا تسهيل نقل الموظفين لأعمال القريبة من إقامتهم فضلًا عن الطلاب فى الجامعات والمدارس وأيضا توفير أعمال حرة للعاملين بالأجرة.

وأضاف رمسيس، فور وقوع تلك الحوادث الطائفية لأقباط العريش، لم يتردد الدكتور يوسف السبع، فى تخصيص قافلة تحمل المواد غذائية وطبية للمتضررين انطلقت فى طريقها إلى الإسماعيلية لتخفيف العبء عن عاتق الدولة بالجهود والمبادرات الشعبية.

حكاية نازح من سيناء

على بعد  أمتار من محله التجارى، انتفض "رامي" فى جلسته فزعًا، ينظر هنا وهناك، بعد أن شاهد جاره مذبوحًا بسكين الإرهابيين، غارقًا فى دمه، لم يتحمل الصدمة، فر هاربا بملابس بيته، يعدو أمتارًا و أميالا يستنجد بأصدقائه، خوفًا من أن تطاله أيدى المتطرفين.

 

فى سيارة صديقه المسلم، انتقل رامى إلى القاهرة، ثم دمياط و المنصورة، لا يعرف كيف سيكمل حياته، ومن أين يقتات، خاصة أنه خرج من داره بدون أى هوية أو متعلقات شخصية.

معاناه كبيرة مر بها "رامى" بحثا عن عمل لعدم امتلاكه هوية شخصية، يقول:"تنقلت مابين المحافظات بحثا عن عمل لأتمكن من أن أوفر لزوجتى مسكن مناسب ومأكل ومشرب لكن دون جدوى فقررت زوجتى المكوث فى بيت أبيها لحين توفيق أوضاعى".

يضيف رامى، مش عارف أغير ملابسى"، ويتابع:"علمت حكمة الله فى حرمانى من الإنجاب"، يقولها "رامى" متأثرًا بقتل زملاءه وأصدقاءه أمام أطفالهم، متأسفًا على حاله"كان ممكن أخلف والجماعات دى تقتلنى أمام أطفالى".

    الاكثر قراءة