الجمعة 27 سبتمبر 2024

تعرف على أبرز الحضارات في أمريكا الجنوبية قبل حضارة الإنكا .. تحليل أثري جديد

منطقة هواكا ديل سول

ثقافة26-9-2024 | 09:18

إسلام علي

حلل علماء الآثار المنسوجات من مدينة هواكاس دي موتشي القديمة في بيرو للكشف عن مدى بقاء التقاليد الثقافية للسكان الأصليين في مواجهة التأثيرات الخارجية.

حضارة الموتشي 

جائت ثقافة الموتشي بعد حضارة الإنكا، من أبرز الثقافات الأثرية في منطقة جبال الأنديز وتشتهر بمجمعاتها المهيبة وألوانها الزاهية، وأكبر معابدها هو "هواكاس ديل سول" في هواكاس دي موتشي، الذي يُعتبر من أكبر المواقع التي خلفتها حضارة الموتشي، وربما كان أكبر هيكل في العالم الجديد خلال ذروته بين عامي 650 و900 ميلادية.
تناقل العلوم شفهيا 

وتظل الأسباب التي أدت إلى نهاية هذه الثقافة غير واضحة، وقد أُشيع أن ثقافة الموتشي انتهت بسبب توسع إمبراطورية واري القوية.
ومن جانبه، ذكر الدكتور جيفري كويلتر من متحف بيبودي التابع لجامعة هارفارد "الذين بنوا هواكاس دي موتشي، ويُعرفون باسم شعب الموتشي أو الموتشيكاس، ولم يتركوا نظامًا كتابيًا، لذا فإن معرفتنا بهم تعتمد فقط على علم الآثار".

سعى فريق من الباحثين، بمشاركة مؤسسات من أمريكا الشمالية والجنوبية، ومنها الجامعة الوطنية في تروخيو، إلى تحديد تاريخ نهاية هذه الثقافة، مع التركيز على تحليل المنسوجات من هواكاس دي موتشي، وقد نُشرت نتائج هذا البحث في مجلة Antiquity.

ويوضح الدكتور كويلتر "كان الهدف من بحثنا هو معرفة متى توقفت هوية شعب الموتشي في موقع هواكاس دي موتشي"، أظهر التحليل أن معظم المنسوجات كانت تُنسج بأساليب الموتشي التقليدية، ولكنها تضمنت أحيانًا تصميمات من ثقافات أخرى، لا سيما من إمبراطورية واري في المرتفعات الجنوبية لبيرو.

وقد أشار التأريخ بالكربون المشع إلى أن هذه المنسوجات تعود إلى القرن العاشر الميلادي، ما يعني أن وجود هوية الموتشي ربما استمر لفترة أطول مما كان يُعتقد سابقًا، وتُبرز هذه النتائج قدرة ثقافة الموتشي على التكيف مع التأثيرات الخارجية.

ورغم ذلك، يبقى التساؤل قائمًا حول ما إذا كان أولئك الذين حافظوا على الطرق التقليدية واندمجوا مع الأساليب الجديدة كانوا يعتبرون أنفسهم موتشيين.

يشير الدكتور كارلوس رينجيفو من الجامعة الوطنية في تروخيو "تظهر أبحاثنا أن الممارسات القديمة للموتشي ظلت تحظى بتقدير في هواكاس دي موتشي بعد فترة طويلة من زوال هذه الثقافة".

ويضيف: بالرغم من تغير العالم من حولهم، استمر الشعور بهوية الموتشي لدى البعض، وتؤكد هذه الدراسة على الصعوبات المرتبطة بفهم الهوية الثقافية للشعوب القديمة بدون أدلة مكتوبة، ويختتم الدكتور كويلتر قائلاً: الهوية التي نُطلق عليها اليوم موتشي كانت بلا شك ظاهرة ثقافية واجتماعية فريدة، ولم يكن هناك شخص قديم يشير إلى نفسه بهذا الاسم، وذلك طبقا لما نقله موقع phys.