السبت 19 اكتوبر 2024

جوتيريش يحذر من موجة عارمة من البؤس بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر

أنطونيو جوتيريش

عرب وعالم26-9-2024 | 11:03

دار الهلال

حذر الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، من تعرض العالم لأزمة تهديدات وجودية بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، بشكل أسرع من أي وقت مضى خلال الثلاثة آلاف عام الماضية، مشيرا إلى أن الوقت قد حان لإنقاذ أنفسنا من هذه الارتفاعات المدمرة للدول والمجتمعات.

وأكد "جوتيريش" بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، اليوم الخميس ـ أن المناطق الساحلية المنخفضة هي موطن لنحو 900 مليون شخص، مؤكدا أن ارتفاع مستوى سطح البحر يعني موجة عارمة من البؤس.
مضيفا أن ذلك يعني أيضا المزيد من العواصف الشديدة، وتآكل السواحل، والفيضانات الساحلية، وإغراق المجتمعات، وتلوث المياه العذبة، وتدمير المحاصيل، وتضرر البنية الأساسية، وتدمير التنوع البيولوجي والاقتصادات، مع تضرر قطاعات مثل مصايد الأسماك والزراعة والسياحة.

ونبه أمين عام الأمم المتحدة إلى أن "أفقر الناس وأكثرهم ضعفا هم الأكثر تضررا"، لافتا إلى أن "الأغنياء ليسوا محصنين"، مضيفا أن الاقتصادات المتقدمة تنفق مليارات الدولارات على الأضرار والتكيف، "وبدون اتخاذ إجراءات سريعة، فإننا سنواجه ما هو أسوأ بكثير"، وأكد بأن جزرا بأكملها ضاعت وأن مجتمعات ساحلية دُمرِت مع تحول الأراضي إلى أراض غير صالحة للسكن وغير قابلة للتأمين.

وشدد الأمين العام على أن العمل الجذري للحد من الانبعاثات هو القادر فقط على الحد من ارتفاع مستوى سطح البحر، وأن العمل الجذري للتكيف هو القادر فقط على حماية الناس من ارتفاع مستوى المياه.

وتابع "أن مجموعة العشرين ــ المسؤولة عن نحو ثمانين في المائة من الانبعاثات العالمية ــ لابد وأن تقود الجهود، وأن تعمل على مواءمة خططها لإنتاج واستهلاك الوقود الأحفوري مع الحد من ارتفاع درجات حرارة العالم بـ 1.5 درجة مئوية.

وأكد "جوتيريش"، أن هناك حاجة إلى نتيجة مالية قوية في مؤتمر المناخ القادم (COP29)، بما في ذلك فيما يتصل بمصادر رأس المال الجديدة والمبتكرة، موضحا أن هناك احتياجا إلى مساهمات كبيرة في صندوق الخسائر والأضرار الجديد، "كخطوة نحو تحقيق العدالة المناخية".

وأضاف: "لقد أحرزنا تقدما حقيقيا في قـمة المستقبل. ويتعين علينا أن نواصل دفع هذا إلى الأمام، بما في ذلك في القمة العالمية للتنمية الاجتماعية ومؤتمر تمويل التنمية العام المقبل"
بدوره، حذر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، "فيليمون يانج" من أن سواحل بأكملها تتعرض للتآكل والاختفاء، وهو ما سيؤثر على الناس في أماكن بعيدة مثل جزر المحيط الهادئ، أو قريبة مثل مدينة نيويورك.

وأضاف: "إنها قضية لا يمكننا أخلاقيا أو سياسيا أو ماليا أن نتجاهلها. لقد حان الوقت لاتخاذ القرارات. لقد حان الوقت للعمل".

وأفاد بأن التقديرات تشير إلى أن مستويات سطح البحر سوف ترتفع بمقدار 20 سنتيمترا بين عامي 2020 و2025، لافتا إلى أنه ليس كل شخص لديه رفاهية الأراضي المرتفعة أو الموارد المالية لاتخاذ تدابير احترازية.

وأوضح رئيس الجمعية العامة أنه بالنسبة لأولئك الذين يعملون في الخطوط الأمامية، فإن تأثيرات ارتفاع مستوى سطح البحر تهدد سبل العيش، وتلحق الضرر بالمستوطنات والبنية الأساسية الحيوية، ويمكن أن تجبر، في مظاهرها الأكثر دراماتيكية، على نزوح سكان الجزر والمجتمعات الساحلية بأكملها.

وقال "يانج": "إن جهودنا الآن قادرة على تغيير مسارنا، ولكن يجب أن نعمل معا لبناء القدرة على الصمود ومعالجة الضعف تجاه الكوارث، وشدد على أن "عدم قدرتنا حتى الآن على احتواء تغير المناخ هو الذي استلزم هذا المسار الموازي للتعامل مع آثاره المدمرة"