الإثنين 17 يونيو 2024

جهاز الاستخبارات فى عهده يعمل لخدمة الدين والوطن الحميدان.. صمام أمان المملكة

1-3-2017 | 14:17

بقلم – وليد عبد الرحمن
 

جهاز الاستخبارات فى أى دولة هو صمام حماية للدولة من الخارج.. ولذلك تُعد أجهزة الاستخبارات فى الدول من أهم الأجهزة الوطنية العامة والرئيسية لحماية أى دولة خارجياً.. وفى المملكة العربية السعودية يظل جهاز الاستخبارات العامة يؤدى مسئوليته الدينية، والوطنية، خدمة للدين وللملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، وللوطن السعودى على أكمل وجه، فى الكثير من المهام غير المُعلنة التى كُلف بها طيلة السنوات الماضية.

ويقف على رأس جهاز الاستخبارات فى المملكة، الفريق خالد بن على الحميدان، رئيس الاستخبارات العامة، وعضو مجلس الشئون السياسية والأمنية بالسعودية.

عمله يجعله دائماً بعيداً عن الأضواء، ووسائل الإعلام، والفضائيات، والأحاديث الرسمية والسياسية والاجتماعية، بسبب طبيعة عمله الدقيقة جداً، التى تُحتم عليه طبيعة خاصة جداً.

ويُشار إلى أن عدم وجود معلومات وتفاصيل كثيرة عن مهام وطبيعة عمل «الحميدان» يرجع إلى طبيعة عمل هذا الجهاز الهام.. فلو كتبنا على كل مُحركات البحث المُتاحة على الإنترنت «اسم الحميدان» لن تظهر إلا معلومات قليلة جداً عنه، نظراً للطبيعة السرية الكاملة فى نشاط رئيس الاستخبارات السعودى، لأنه ببساطة هو صمام الأمن الوطنى للمملكة.

«شفافية العمل»

دخل جهاز الاستخبارات العامة فى المملكة فى عهد «الحميدان» مرحلة جديدة من الشفافية فى العمل مع المجتمع ومع العالم أجمع، وذلك من خلال النجاح المُشرف لهذا الجهاز، الذى تحقق فى عملية تحرير القنصل السعودى فى عدن عبد الله الخالدى بعد ثلاث سنوات من اختطافه فى عدن، وذلك بعد أشهر قليلة من تولى «الحميدان» مسئولية مهام منصبه كرئيس لجهاز الاستخبارات.

رئاسة الاستخبارات العامة السعودية، هى هيئة حكومية تعنى بالمعلومات الاستخباراتية فى المملكة العربية السعودية، وإحدى المؤسسات الأمنية السيادية التى تهدف بالدرجة الأولى إلى توفير الأمن والاستقرار، وتعمل على المحافظة على مكتسبات الوطن السعودى والمواطن داخل المملكة وخارجها.. وهى تكوين إدارى له هيكل تنظيمى مُحدد، وله مجموعة أهداف واستراتيجيات واضحة يسعى إلى تحقيقها وفق مبادئ وأُسس ثابتة تتوافق فى مضمونها ومُحتواها مع الثوابت التى تقوم عليها المملكة العربية السعودية.

«أمر ملكى»

أصدر الملك السعودى سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفيين أمرًا ملكيًا، فى يناير عام ٢٠١٥ بتعيين الفريق خالد بن على الحميدان (٦٠ عامًا) رئيساً للاستخبارات السعودية.. وكان «الحميدان» يشغل منصب نائب مدير عام المباحث العامة، ونال منصبه الجديد عقب ترشحه من قبل ولى العهد الأمير محمد بن نايف، ولى العهد، ونائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية.

ولد رئيس الاستخبارات العامة فى مدينة حائل شمالاً عام ١٩٥٥، وهو مُتخصص فى مجال العدالة الجنائية من جامعة «ساقنا فالى ستيت متشجن» بالولايات المتحدة الأمريكية.. والتحق «الحميدان» بالخدمة العسكرية فى يونيو عام ١٩٨٢، وتدرج فى العمل الأمنى، إلى أن تم تعيينه نائبًا لمدير عام المباحث العامة فى أغسطس عام ٢٠١١ بعد ترقيته إلى رتبة فريق.

«سعود.. الراحل»

فكرت المملكة العربية السعودية فى إنشاء جهاز للاستخبارات، وكانت بدايته بافتتاح مكتب للاستخبارات تحت مُسمى المباحث العامة عام ١٩٥٦. وفى عهد الملك الراحل سعود بن عبد العزيز، تم فصل الاستخبارات العامة عن المديرية العامة للمباحث، وتأسيس الاستخبارات كجهاز أمنى مُستقل بناء على المرسوم الملكى رقم ١١ الصادر فى ١٠ أبريل عام ١٩٥٧، والذى قضى بإنشاء دائرة خاصة باسم «مصلحة الاستخبارات العامة».. كما صدر مرسوم ملكى آخر برقم ١٥ فى أكتوبر من نفس العام، وفى تلك المرحلة تم إنشاء فرعين لرئاسة الاستخبارات فى الداخل السعودي، هما فرع المنطقة الغربية فى جدة، وفرع المنطقة الشرقية فى الظهران.

ويُعد «الحميدان» أول رئيس للاستخبارات السعودية من خارج أسرة آل سعود الحاكمة منذ عام ١٩٧٧، خاصة مع عدم احتساب فترة الفريق أول ركن يوسف بن على الإدريسي، كونه كُلف بعمل رئيس الاستخبارات خلال الفترة من ١٥ أبريل ٢٠١٤ وحتى ١ يوليو ٢٠١٤، ولم يصدر قرار بتعيينه فى المنصب.

«مهام ومسئوليات»

يقول مراقبون ومحللون إن «عملية تحرير القنصل السعودى فى عدن، والإعلان صراحة وبكل وضوح عن جهود جهاز الاستخبارات السعودى فى هذا الإنجاز الوطنى المشرف، إنما مثل مرحلة جديدة من الشفافية والوضوح فى أداء هذا الجهاز، وأكد على مُستقبل آلية ونهج عمل مُختلف فى هذا الجهاز الأمنى، الذى يضطلع كل يوم فى عهد «الحميدان» بأكبر المهام وأعظم المسئوليات التى قد تكون ظاهرة للمُتابع اليومي، خاصة فى ظل الظروف الصعبة جداً التى تعم المنطقة وتُحيط بالمملكة».

ويشار إلى أنه تم إنشاء العديد من الإدارات التابعة لرئاسة الاستخبارات العامة فى المملكة العربية السعودية مثل، الإدارة العامة للعمليات، والإدارة العامة للشئون الإدارية والمالية، والإدارة العامة للتخطيط والتدريب، والإدارة العامة للشئون الفنية. كما تم إنشاء مركز الأبحاث الوطني، ومركز الإعلام والاتصال الدولى «مركز الترجمة سابقاً». وكان ذلك تلبية لاحتياجات رئاسة الاستخبارات واتساع نشاطاتها. كما تم ضم مكتب الاتصالات الخارجية إلى رئاسة الاستخبارات العامة بعد أن كان يتبع رئاسة مجلس الوزراء السعودى، وتحول اسمه إلى «الإدارة العامة للاتصالات الخارجية»، وتم دعمها بأجهزة تقنية ومُتخصصين للاستطلاع اللاسلكي، الذى يُمثل أسلوباً وتقنيةً مُتقدمة فى جمع المعلومات الاستخبارية.

«مصر والسعودية»

زار الفريق «الحميدان» مصر فى أبريل عام ٢٠١٥ بصُحبة ولى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع السعودى، وعدد من الوزراء السعوديين، واستقبل الوفد السعودى فى مطار القاهرة القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى فى مصر الفريق أول صدقى صبحى، وأجريت للوفد السعودى مراسم الاستقبال، وعُزفت موسيقى السلام الوطنى لكلا البلدين.

ويُشار إلى أنه فى عهد الملك الراحل فهد بن عبد العزيز شهدت رئاسة الاستخبارات العامة فى السعودية تطويراً إدارياً، تم خلالها تأسيس وتشكيل اللجان المختصة بعملية التطوير الإداري. فقد تم تشكيل (لجنة التطوير العليا) برئاسة رئيس الاستخبارات العامة، وعضوية قادة الإدارات المختلفة فى الرئاسة.

«٥ أمراء لآل سعود»

خلف «حميدان» ٥ أمراء من أسرة آل سعود تعاقبوا على المنصب تباعاً، هم: الأمير تركى الفيصل بن عبد العزيز آل سعود والذى تولى رئاسة الاستخبارات فى الفترة من ٦ سبتمبر ١٩٧٧ حتى ٣١ أغسطس ٢٠٠١، وجاء بعده الأمير نواف بن عبد العزيز آل سعود الذى تولى المنصب نحو ٦ أعوام، ثم الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود الذى تولى المنصب نحو ٦ أعوام هو الآخر، ثم الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود الذى تولى المنصب لعامين، والأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز آل سعود الذى تولى المنصب لـ٧ أشهر فقط.

الخبراء قالوا إن «جهاز الاستخبارات العامة فى المملكة العربية السعودية الذى يدعمه خادم الحرمين يتقدم بخطوات سريعة، ويلغى قيوداً كبيرة عن بعض صور الخوف الاجتماعى تجاه هذا الجهاز، ومنسوبيه، بسبب إساءة بعضهم لمهام مثل هذه الأجهزة فى بعض الدول».

«مُنطلق إسلامي»

جهاز الاستخبارات السعودى يعمل الآن فى عهد «الحميدان» بصورة مُغايرة عن كل تلك الأجهزة المُماثلة له فى بعض الدول، فهو جهاز يعمل من مُنطلق إسلامى بحت لخدمة الدين والوطن فى كل شئونه ومهامه ومسئولياته.. وهذا النهج الجديد فى العمل فى عهد «الحميدان» يمد جسوراً إضافية وقوية بين المواطنين وهذا الجهاز الوطنى.

وتتمثل المهام الرئيسية لعمل رئاسة الاستخبارات العامة بالمملكة، فى توفير الاستخبارات الاستراتيجية والمُساهمة فى تحقيق الأمن الوطنى للمملكة، وتقديم المعلومات إلى المسئولين فى الوقت المناسب لاتخاذ الإجراءات السريعة والمُناسبة، وذلك طبقاً للنظام الأساسى الذى شكلت بموجبه رئاسة الاستخبارات العامة.

ويرى مراقبون أنه لتحقيق هذه المهام، تقوم رئاسة الاستخبارات العامة بإدارة عمليات الاستخبارات الإستراتيجية والمضادة اللازمة لتحقيق الأمن الوطنى فى المملكة، والتخطيط لنشاط أجهزة الاستخبارات الوطنية، وعمل الدراسات والبحوث بناء على مُتطلبات الأمن الوطنى وتقديمها إلى صانعى القرار، لتمكينهم من رسم السياسة الداخلية والخارجية على أسس وقواعد سليمة ومعلومات دقيقة، كما تقوم بإنشاء علاقات مُتبادلة مع أجهزة الاستخبارات للدول الشقيقة والصديقة.