الإثنين 30 سبتمبر 2024

عملية توغل بري محدود .. مصادر تكشف مآلات التصعيد في لبنان

التصعيد في لبنان

تحقيقات29-9-2024 | 17:27

محمود غانم

تتوالى الأنباء التي تشير إلى تأهب الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ عملية توغل بري في الأراضي اللبنانية، ترمي إلى دفع حزب الله بعيدًا عن الحدود الشمالية للأراضي المحتلة، التي تشهد تصعيدًا بين الجانبين منذ نحو عام، وصل إلى مستويات غير مسبوقة مؤخرًا، وذلك قبل تحقيق أي وقف محتمل لإطلاق النار قد يحول دون غايتها.

توغل بري في لبنان

بعد أن اغتالت "تل أبيب" زعيم حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، طالبت واشنطن بإرسال قوات إضافية للمنطقة تحسبًا لرد إيراني محتمل، حسبما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية.

وبالفعل، وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن، وزير الدفاع لويد أوستن إلى تعزيز الوضع الدفاعي للقوات الأميركية بالمنطقة، بهدف الحد من خطر اندلاع حرب إقليمية أوسع.

وإدارة بايدن التي نفت علمها المسبق بعملية اغتيال "نصر الله" تجد نفسها أمام سؤال :"لماذا نساعد إسرائيل إذا كانت هي من جلبت هذا الوضع لنفسها؟"، لكن على الرغم من ذلك تواصل سياسة الدعم المطلق، بحسب ما تشير إليه تقارير إعلامية.

وجراء ذلك الدعم المطلق أصبحت إسرائيل الساعة في صدد التأهب لعملية برية في لبنان، تقول المصادر، إنها ستكون محدودة في حال المصادقة عليها، وفق صحيفة "معاريف" العبرية.

وبشكل واضح، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي استعداده لحرب أوسع، ولم يستبعد تطور الأمر إلى عملية برية، حيث قال:"إنها خيار مطروح".

وعلى وقع تلك الأنباء، أفادت شبكة "إيه بي سي" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إسرائيل بدأت أو على وشك أن تبدأ تحركات حدودية ضيقة النطاق داخل لبنان.

ولن تغضب الإدارة الأمريكية من ذلك التصعيد، وفق المسؤولين، موضحين أن المصالح أميركا في المنطقة قد تتضرر بشدة إذا فقدت واشنطن اتصالاتها مع تل أبيب.

وفي هذا الإطار، خلص تقرير لـ"بلومبرج"، إلى أن إسرائيل تستعد لغزو بري محتمل لدفع حزب الله على الأقل خمسة كم بعيدًا عن الحدود بين إسرائيل ولبنان.

ويؤكد التقرير أن إسرائيل تسعى لتحقيق مكاسب عسكرية قبل أي وقف محتمل لإطلاق النار، وذلك يشير إلى أن هناك مخاطر كبيرة لتصعيد الصراع إذا ما مضت إسرائيل في خططها للغزو البري.

وهو ما ذهب إليه الخبير الإستراتيجي، اللواء سمير فرج، في حديثه لـ"دار الهلال"، حيث أكد على أن إسرائيل ستستمر في تصعيدها الراهن حتى إجراء الانتخابات الأمريكية، فإذا استطاعت إنزال دمار كبير في إمكانيات حزب الله لن تلجأ إلي التوغل البري، وفي حال عدم تحقيق ذلك فسيقتصر التوغل على نحو خمسة كم، لإنشاء منطقة عازلة فقط لا غير.

 التصعيد مستمر

وحتى بعد اغتيال نصر الله لم تهدأ إسرائيل من وتيرة التصعيد، إذ أعلن جيشها، اليوم الأحد، اغتيال نبيل قاووق، قائد وحدة الأمن الوقائي في حزب الله اللبناني، وهو ما أكده الحزب، في حين شنت غارات جوية جديدة على الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى من الأراضي اللبنانية، مخلفة عشرات القتلى والجرحى.

بالمقابل، قال حزب الله اللبناني، إن مقاتليه قصفوا معسكر أوفيك ‏بصلية من صواريخ "فادي1"،‏ دفاعًا عن لبنان وشعبه، وردًا على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين.

أما الجيش اللبناني، أهاب بالمواطنين الحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم الانجرار وراء أفعال قد تمس بالسلم الأهلي، واصفًا المرحلة الحالية بـ"الخطيرة والدقيقة من تاريخ وطننًا، حيث يعمل العدو الإسرائيلي على تنفيذ مخططاته التخريبية وبث الانقسام بين اللبنانيين".

وقال الجيش إنه يستمر في اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة، والقيام بواجبه الوطني بالحفاظ على السلم الأهلي، دون إيضاح تلك التدابير.

وفي شأن إمكانية تدمير قدرات حزب الله، أكد مسؤولون أمريكيون، أن إسرائيل ستجد صعوبة في تحقيق ذلك إذا بدأت غزوًا بريًا لمعقل الحزب في جنوب لبنان.

وبحسب ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عنهم، فإن تضرر المدنيين سيكون أكبر مما حصل في قطاع غزة إذا قررت إسرائيل مهاجمة ترسانة الحزب.

ورجحوا "اتخاذ حزب الله إجراءات أشد ضد إسرائيل ردًا على اغتيالها أمينه العام حسن نصر الله" خلال غارات استهدفت المقر الرئيسي للحزب بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.