تُعد بيتربورو أكبر مجموعة من النقوش الصخرية القديمة في أمريكا الشمالية حيث تحتوي على أكثر من 900 نقش منحوت في الحجر الجيري البلوري بالقرب من بيتربورو في أونتاريو، كندا.

 

مدخل إلى العالم الروحي

وقد تم تصنيفها كموقع تاريخي وطني في كندا عام 1976، ويعتقد السكان الأصليون أن هذا الموقع يُمثل مدخلاً إلى العالم الروحي، ويُطلقون عليه اسم "Kinoomaagewaapkong" والذي يعني "الصخور التي تعلم".

 

تفاصيل النقوش الصخرية

تقع هذه النقوش الصخرية على لوح واحد من الحجر الجيري البلوري بطول 55 مترًا وعرض 30 مترًا، وتحتوي على حوالي 300 صورة تمثل أشكالًا متعددة مثل البشر، الشامان، الحيوانات، الرموز الشمسية، الأشكال الهندسية، والقوارب.

 

يُعتقد أن شعب ألجونك قام بنحت هذه النقوش بين عامي 900 و1400 ميلادية، ولكن تأريخ هذه الأعمال بدقة يظل تحديًا بسبب غياب المواد الكربونية.

 

كما توجد بعض الألغاز المحيطة بتصميم النقوش، حيث لا تُشبه النقوش البحرية القوارب التقليدية للسكان الأصليين في المنطقة، يرى أحد أساتذة جامعة هارفارد أن النقوش قد تكون رسائل من ملك نورسي يُدعى "وودن ليثي" الذي يُعتقد أنه أبحر من النرويج نحو نهر سانت لورانس حوالي 1700 قبل الميلاد.

 

ومن بين العناصر المميزة الأخرى في النقوش، صورة سفينة كبيرة بها صفوف من المجاديف وتماثيل على شكل طيور، وهي تفاصيل تُشبه الأعمال الفنية الأترورية والرسومات المصرية القديمة، ومن أبرز الأشكال المميزة في النقوش، وجود شخصية طويلة تُشع منها هالة ضوئية، يقف أمامها مجموعة من الأشخاص في وضعيات توسل، مما يوحي بأن هذه الشخصية قد تُجسد إله الشمس، على الرغم من عدم وجود عبادة للشمس بين سكان المنطقة الأصليين.

 

يعتقد بعض المؤرخون أن هذه النقوش تحمل معنى أعمق، وربما تُعبر عن خريطة سماوية ترتبط بتقاليد أوروبية تعود إلى عام 3100 قبل الميلاد، مشيرين إلى وجود علامات متشابهة مع موقع فلكي في لويس، إنجلترا.

 

وفي النهاية، تظل نقوش بيتربورو الصخرية لغزًا غير محلول، حاملةً معها أسرارًا تنتظر من يكشفها.