الأحد 6 اكتوبر 2024

قوة الوطن المستقر وسط المحيط المضطرب

طه فرغلى

مقال رئيس التحرير 30-9-2024 | 13:54

طه فرغلى

مصر مستقرة هذا هو بيت القصيد وخلاصة الكلام.. بلادنا آمنة مطمئنة في محيط إقليمي يشهد اضطرابات خطيرة، وفي وسط هذا المحيط تتحرك مصر بكل قوة لمواجهة خطر التصعيد، ومحاولة التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان.

ورسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال حفل تخرج دفعة جديدة في أكاديمية الشرطة كانت واضحة وكاشفة: "مصر بخير والأمور مستقرة وتتحرك للأفضل، ما دام المصريون مستقرين ومتحدين ومطمئنين إلى أن الدولة المصرية تدير أمورها بشكل يحفظ بلادنا والمنطقة ما أمكن، ودون التورط في أمور تؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة وبلادنا، ما دام المصريون متماسكين ومتحملين".

أن تبقى مستقرا وسط محيط متلاطمة أمواجه بين الصراعات والاضطرابات فتلك قوة حقيقية، وستبقى مصر الرقم الصحيح في المعادلة، والواحة المستقرة الآمنة، وسط إقليم تعصف به الأعاصير والأنواء ويحيطه الجنون من كل جانب.

المؤكد وسط كل هذا أن مصر تدير سياستها بالتوازن والاعتدال والموضوعية، وتحافظ على ثوابتها المعلنة والواضحة منذ أول يوم لبدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وما تبع ذلك من تداعيات خطيرة امتدت آثارها المدمرة حتى اليوم، وصولا لما يحدث في لبنان الشقيق من اعتداءات متواصلة من جيش الاحتلال، واضطرابات شاملة في منطقة البحر الأحمر.

حذرت مصر مبكرا وما زالت تحذر من أن استمرار الاضطراب سيؤدى إلى عواقب خطيرة بالمنطقة والعالم، لذلك تبقى الثوابت المصرية حاضرة وواضحة في التأكيد على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء العدوان، والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وأن هذا هو السبيل الوحيد للحل العادل والشامل، الذي يعيد الاستقرار للمنطقة والعالم، باعتبار القضية الفلسطينية القضية المركزية، ولب الصراع في المنطقة.

ثوابت مصر تؤكد أيضا الوقوف بمنتهى الحسم أمام أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية، عبر التهجير القسري، أو سياسات الإحلال السكاني.

ووفق هذه الثوابت تحركت مصر على مدار عام كامل بكل قوة لمنع التصعيد في المنطقة والتحذير من العواقب الوخيمة لذلك، وأن اتساع رقعته سيدخل المنطقة إلى نفق مظلم، ويدفع بها دفعا نحو حافة الهاوية.

ومع استمرار التصعيد الإسرائيلي أكدت مصر الوقوف إلى جانب لبنان الشقيق، والرفض التام للعدوان الذي يشكل انتهاكا صارخا لسيادته، ووحدته، وسلامته الإقليمية، واستقلاله السياسي.

لا تنسى مصر أبدا أشقاءها، وفى كل موقف تبرهن على أنها الشقيقة الكبرى التي تبادر إلى تقديم الدعم والعون والمساعدة والمساندة الحقيقية، وجاءت التكليفات الرئاسية مباشرة بتوجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بإرسال مساعدات طبية وإغاثية طارئة إلى لبنان الشقيق، بشكل فوري، تضامنا مع شعبه الشقيق، ومؤكدا استمرار دعم مصر للبنان على كل الأصعدة.

ما تحتاجه مصر من أبنائها الوقوف صفا واحدا، والمحافظة على استقرارنا الداخلي وتماسكنا، والتمسك بالثوابت في ظل تطورات متلاحقة على جميع الأصعدة والاتجاهات الاستراتيجية للحدود المصرية.

ومهمتنا أن نبقى متحدين، نثق في قدرة الدولة المصرية القوية على إدارة الأمور بشكل يحفظ بلادنا واستقرارها، ويدعم الدول الشقيقة ويدافع عن حقوقها، كما هو عهد مصر دائما عبر التاريخ.