الثلاثاء 1 اكتوبر 2024

الفنان التشكيلي حامد عويس.. ملحمة خالدة بطلها الإنسان

الفنان حامد عويس

ثقافة30-9-2024 | 15:24

دعاء برعي

تحل اليوم ذكرى وفاة رائد الواقعية الاشتراكية في التصوير المصري المعاصر الرسام والفنان التشكيلي المصري حامد عويس، الذي عرفت أعماله بانحيازها للإنسان.

وكان الإنسان بطلًا لملحمة خالدة شكلها عويس في أعماله، والفنان التشكيلي حامد عويس الذي تحل ذكرى وفاته اليوم ملأ الأمل كل وجوه أعماله رجلًا وامرأة وطفلًا، وانتصرت أعماله للجانب الإيجابي والخيِّر والمضيء في هذا الصراع، فتغنت بالقيم الإنسانية السامية، حتى أصبح الفن بالنسبة له قضية بطلها وهدفها الإنسان المكافح من أجل الحياة الكريمة للخروج بالكادحين من هذه الظلمة الحالكة المفروضة عليهم، حيث انحاز منذ البداية لطبقة العمال والفلاحين.

وامتازعويس بأسلوب متفرد في الحركة الفنية المصرية المعاصرة لا تخطئه العين، ويلعب الخط واللون معًا دورًا أساسيًا في جذب العين وحصرها داخل إطار الصورة، وعلى الرغم من المدلول البصري لكل عناصر بناء الصورة عند حامد، عويس لكن التصميم عنده قائم على لغة تجريدية محكمة، وليس هذا بالغريب لدى فنان تسكنه القيم الفنية من خلال التاريخ الإنساني.

نشأته:

ولد حامد عويس في بني سويف عام 1919، والتحق بمدرسة الفنون الجميلة بالقاهرة، ولم تطل إقامته بعد أن عانى من تعسف بعض مدرسيه المتعلقين بالشكل والقواعد الفنية التقليدية فانتقل إلى معهد "البيداغوجي" حيث تتلمذ على يد الفنان يوسف عفيفي، وكان هذا المعهد يضم عدداً من الفنانين المتجددين أمثال  صلاح يسري، وجمال السيجيني، وجاذبية سري، وزينب عبد الحميد، وغيرهم من الذين جمع بينهم التوجه نحو أفكار جديدة مستمدة من العالم الواقعي بعيداً عما سموه بالفن الفولكلوري المتوارث والسريالية أو فوق الواقعية وكانت هذه المجموعة متأثرة بالواقع الثوري الجديد الذي أحدثته ثورة 23 يوليو 1952.

  وتخرج في المدرسة العليا للفنون الجميلة عام 1944 بالقاهرة، ثم تخرج في المعهد العالى للمعلمين عام 1947 بالقاهرة. وحصل على درجة الأستاذية في فن الرسم من  أكاديمية سان فرناندو، مدريد، إسبانيا عام  1969أعجب عويس بأعمال بيكاسو وماتيس وفوف، فانطبع هذا الإعجاب على أعماله الأولى. وفجأة تبدلت أعماله بعد زيارته إلى إيطاليا عام 1952 حيث شاهد أعمال الفنانين الخارجين على المدرسة الإيطالية التي تأثرت بالحركة الفاشية، ثم عاد إلى مصر وقرر الإقامة في الإسكندرية، وتقرب من الفنان التلويني محمد سعيد. وبدأ يقيم علاقة تلاحمية بين الإنسان ومحيطه، بين العامل وعدته، بين الفلاح وغلاله، بين الصياد وأسماكه.

أعماله:

وشاركت أعماله في العديد من المعارض المحلية، والدولية. فأقام معارض خاصة بأتيلييه الإسكندرية في 1994 والهيئة العامة لقصور الثقافة في 1997، وقاعة الزمالك للفن بالقاهرة مارس 2002، والأكاديمية المصرية بروما بإيطاليا 1988.

وأضاف عويس بأعماله للمعارض الجماعية المحلية، كالمعرض القومى للفنون التشكيلية في دورته الـ27 عام 2001، ومعرض مقتنيات القاعة بقاعة بيكاسو بالزمالك 2007، وصالون جاليرى الدورة الأولى بقاعة إبداع للفنون مايو 2007، ومهرجان الإبداع التشكيلى الأول (صالون مصر الدورة الأولى) 2007، ومهرجان الإبداع التشكيلى الثالث (المعرض العام الدورة الثانية والثلاثون) 2009، ومعرض فنانو الإسكندرية (ماذا بعد) الموازى لبينالى الإسكندرية الخامس والعشرون لدول البحر المتوسط 2009، ومعرض فنانى الإسكندرية بقاعة (إيزيس) بمركز محمود مختار الثقافى - متحف محمود مختار أبريل 2010، أيضًا معرض  مقتنيات متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية`حسين صبحي بقاعة (الباب - سليم) بمتحف الفن المصرى الحديث مايو 2010، ومعرض بقاعة الزمالك للفن نوفمبر 2010، ومعرض "عبد الناصر.. الحلم" بقاعة بيكاسو بالزمالك سبتمبر 2011.

مناصبه:

شغل عويس وظائف ومناصب عدة، كان أولها مدرس بالتعليم العام في 1946 حتى 1956، ثم فنان متفرغ للإبداع الفنى من إدارة الفنون الجميلة عام 1957، ومدرس بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية في 1958، وأستاذ مساعد بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1963، ثم أستاذ بقسم التصوير بكلية الفنون الجميلة الإسكندرية. في 1970.

وأشرف على إدارة متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية بجانب عمله، وحصل على عضوية مجلس الثقافة بمحافظة الإسكندرية، وتولى عميدًا لكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية حتى تقاعده، ثم عيّن نقيبًا للفنانين التشكيليين بفرع النقابة بالإسكندرية.

الجوائز:

وحصد عويس العديد من الجوائز المحلية منها جائزة صالون القاهرة في 1958، وجائزة الريادة الفنية من جامعة المنيا (تصوير) في 1984، وجائزة الريادة الفنية لوزارة الثقافة في 1993، وجائزة جامعة الإسكندرية التقديرية عام 1996، وجائزة الدولة التقديرية في الفن عام 2001، وجائزة مبارك في الفنون 2005.

وفاز بجائزة جوجنهايم الدولية عام 1956، وجائزة بينالى الإسكندرية الدولي في 1958، وجائزة بينالي الإسكندرية الدولي في 1962، ووسام الجمهورية من الطبقة الثانية 1982، ونوط الامتياز من الطبقة الأولى في 1985.

مقتنياته الرسمية:

سجلت أهم المتاحف العالمية قائمة عظيمة من مقتنيات عويس الرسمية، على رأسها لوحة صيادون من الإسكندرية في متحف درسدن المانيا وقد نشر صورتها المتحف في كتابه ضمن 180 عملًا ممتازًا بالمتحف، ولوحة المطرقة والوعى بمتحف الفن الحديث ببرلين ألمانيا، والجالسة بمتحف الفن الحديث في بوزنان بولندا، والجبهة الشعبية: نحو النور: السد العالى بمتحف بوشكين موسكو، والسد العال: الأرض لمن يفلحها بمتحف الفنون الشرقية بموسكو، والقيلولة بمتحف الفن المعاصر مدريد إسبانيا، ووردية الليل وأعمال أخرى بمتحف الفن الحديث بالقاهرة، الحصاد وأعمال أخرى بمتحف الفنون الجميلة بالإسكندرية، والتعمير والقناة لنا والحلاق  وأعمال أخرى بمتحف كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية.

وقد شهدت الموسوعات المحلية والعلمية اسم الفنان التشكيلي حامد عويس فنشرت إحدى أعمالة المقتناه لمتحف درسدن بألمانيا ضمن 180عملًا فنيًا من التصوير القديم والحديث من مقتنيات المتحف في كتاب يحمل عنوان "الأعمال الاستاذية في متحف درسدن"، ونشرت دار نشر الفنون في ألمانيا كتابًا عنه وعن فنه ضمن مجموعة الكتب عن الفنانين المعاصرين في العالم، كما جاء ضمن أهم المفكرين المعاصرين خارج الاتحاد السوفيتى وكان ضمن الجزء الخاص بالفن التشكيلى في كتاب صدر في الاتحاد السوفيتى عام 1967، ونشر عنه جزء كبير ضمن كتاب الفنون الجميلة في جمهورية مصر العربية والذى صدر في الاتحاد السوفيتي للمؤلف والناقد الدكتور بجدانوف.

كما نشرت الموسوعة الألمانية عن فن محمد عويس، وذكره كتاب الفن المعاصر في مصر- إصدار وزارة الثقافة، وعرض له الفنان د.محمد سالم جزء خاص من دراسه الماجستير الخاصة به، وكتب عنه المثّال الألمانى الكبير فريتس كريمر في مقدمة الكتاب الذى أصدرته وزارة الاستعلامات والساحة بألمانيا عام 1968 عن الفنان محمد عويس، والناقد البريطانى جون بريجر في مقاله عن بينالي فينيسيا عام 1958 في جريدة نيوستيسمان.

وتوفي الفنان التشكيلي حامد عويس في 30سبتمبر 2011 بعد صراع طويل مع المرض.