بالتزامن مع بدء جلسات مناقشات الحوار الوطني حول ملف الدعم العيني وتحويله إلى نقدي.. قال الدكتور على الإدريسي، الخبير الاقتصادي، إن التحول إلى الدعم النقدي يعد خطوة مهمة لتحقيق عدالة أكبر في توزيع الموارد، حيث يمكن أن يساعد في توجيه الدعم للفئات الأكثر احتياجاً بشكل مباشر وفعال، دون أن يتم إهدار الموارد في دعم غير مستحقين أو توجيهها لأشخاص خارج دائرة الاحتياج.
وأضاف في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن من ضمن إيجابيات التحول للدعم النقدي، الكفاءة والشفافية أي أن النظام النقدي يوفر فرصة لمراقبة صرف الأموال بدقة، مما يقلل من احتمالية الفساد والتلاعب، وأيضا يساهم في استهداف الفئات المستحقة، حيث يمكن أن يضمن هذا النوع من الدعم وصول الأموال إلى الفئات الأكثر احتياجاً دون دعم غير مستحقين.
وتابع أن من ضمن إيجابيات التحول للدعم النقدي المرونة حيث يمكن للأسر المستفيدة استخدام الأموال حسب احتياجاتهم الفعلية، بدلاً من الاعتماد على سلع معينة، وكذلك تحفيز الاقتصاد المحلي، من خلال منح الأسر القدرة على الشراء من الأسواق المحلية، يمكن أن يُساهم الدعم النقدي في تحريك عجلة الاقتصاد على المستوى المحلي.
وأشار إلى أن من ضمن تحديات التحول النقدي، التضخم فإن قد يؤدي زيادة الإنفاق النقدي إلى زيادة الطلب على السلع، مما يرفع الأسعار إذا لم يكن هناك زيادة مقابلة في العرض، بجانب سوء الاستخدام، فإن بعض الأسر قد لا تستخدم الأموال بالطريقة المثلى، مما قد يقلل من الفائدة المتوقعة، وكذلك التحول إلى الدعم النقدي، يتطلب الأمر نظاماً تقنياً قوياً وآليات رقابة فعّالة لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه بطرق آمنة وفعالة.
وأوضح أن من ضمن التحديات هو القبول الاجتماعي قد يواجه النظام النقدي مقاومة من بعض الفئات التي قد تكون معتادة على الدعم العيني، مثل السلع الغذائية، مشيرا إلى التحول إلى الدعم النقدي يمكن أن يكون خطوة إيجابية، إذا تمت بشكل مدروس ومدعوم بآليات رقابية تضمن الشفافية والكفاءة، كما يجب أن يتزامن مع إصلاحات أخرى في الاقتصاد لضمان عدم حدوث تضخم مفرط وضمان استدامة هذا النوع من الدعم.