الثلاثاء 1 اكتوبر 2024

محافظ الفيوم: زراعة النباتات الطبية والعطرية تشهد تزايدا ملحوظا في المحافظة مؤخرا

جانب من الفاعلية

محافظات30-9-2024 | 21:30

دار الهلال

أكد محافظ الفيوم، الدكتور أحمد الأنصاري، أن قطاع النباتات الطبية والعطرية له أهمية كبيرة، ويشهد تطوراً ملحوظاً في مصر خلال السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن المساحات المنزرعة بالنباتات الطبية والعطرية في محافظة الفيوم تشهد تزايداً ملحوظاً خلال الفترة الأخيرة حتى وصل إجمالي المساحة المنزرعة بها إلى أكثر من 30 ألف فدان، مع الالتزام بمعايير الجودة المحلية والعالمية، للحفاظ على الصحة العامة والتوسع في مجالات التصدير، والتوجه الحالي للمحافظة هو تحويل مجال النباتات الطبية والعطرية من مجرد زراعة تشتهر بها المحافظة،إلى صناعة متكاملة.

جاء ذلك خلال مشاهدته انطلاق فعاليات المهرجان الثالث للنباتات الطبية والعطرية،الذي تنظمه الوكالة الألمانية للتعاون الدولي "GIZ" مصر، بالتعاون مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ومحافظة الفيوم، وبالتنسيق مع عدد من الجهات الشريكة،على مدى يومي 30 سبتمبر الحالي و1 أكتوبر المقبل، بأحد الفنادق على ضفاف بحيرة قارون، بهدف تعزيز قدرات صغار المزارعين وتحسين سبل معيشتهم، وتوعيتهم بالممارسات الزراعية النظيفة، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجه المشتغلين بقطاع النباتات الطبية والعطرية وسبل التغلب عليها، وذلك في حضور محافظ بني سويف الدكتور محمد هاني غنيم، ومساعد وزير التنمية المحلية للمشروعات القومية الدكتور هشام الهلباوي، ولفيف من قيادات الدولة. 

وأشار المحافظ ،خلال كلمته، إلى ضرورة التشبيك بين جميع المشاركين في عملية إنتاج وتصنيع وتصدير النباتات الطبية والعطرية، وتشجيع دور القطاع الخاص، مؤكدا أن الزراعة والتصنيع الزراعي يمثلان قاطرة للتنمية في مصر.

وأضاف، أنه يجري التجهيز لإنشاء وحدة لتعقيم النباتات الطبية والعطرية بمنطقة دمو، للتيسير على المنتجين والمصدرين، كما يجري التجهيز لإنشاء مجمع صناعي للنباتات الطبية والعطرية بمنطقة السنجأ مركز أبشواي، لاستيعاب عدد أكبر من المنتجين والمصدرين، ومن المقترح تنفيذ المرحلة الأولى من المجمع على مساحة 5 أفدنة و8 قراريط، حيث سيتم إنشاء 30 هنجرا معدنيا على مساحة 432 مترا مربعا، فيما سيتم تنفيذ توسعات المجمع في مرحلته الثانية على مساحة 20 فدانا، موجهاً الدعوة لكافة ممثلي شركات القطاع الخاص، للشراكة في هذا المشروع.

ومن جانبه قال محافظ بني سويف،الدكتور محمد هاني غنيم، إن إقليم شمال الصعيد يُعد إقليماً واعداً بما يحويه من موارد ومقومات يتطلب استثمارها رؤية متكاملة، الأمر الذي يكسب هذا المهرجان أهميته كونه يستهدف الوصول لرؤية مشتركة يتم ترجمتها لخطوات جادة للنهوض بقطاع زراعة وصناعة النباتات الطبية والعطرية، من خلال مواجهة تحدياته، وتعظيم سلاسل القيمة المضافة، خاصة وأن قطاع النباتات الطبية والعطرية من المجالات الاقتصادية ذات العوائد التنموية المتنوعة والشاملة.

وأضاف أن النباتات الطبية والعطرية المصرية تحظى بمكانة مميزة بين جميع الدول المُصدرة على مستوى العالم، إذ تعد مصر خامس أكبر مصدري هذه النوعية من النباتات بنسبة تصل لـ 5.8 % ، ويتم زراعة 90٪ من النباتات الطبية والعطرية في صعيد مصر، وتتركز غالبيتها في محافظات: بني سويف ،الفيوم والمنيا ، لذلك تسعى الدولة للنهوض بهذا القطاع، وذلك في إطار رؤية مصر 2030 التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تستهدف تحقيق التنمية المستدامة.

وأشار "غنيم" إلى أنه على مدار ما يقرب من 3 سنوات كان قطاع النباتات الطبية العطرية في صدارة اهتمام محافظة بني سويف، خاصة وأنها تحظى بنصيب يتراوح من 40 إلى 60 % من صادرات مصر في هذا المجال، لذلك سعينا من خلال الاستراتيجية التنموية المحلية العامة التي أطلقتها المحافظة، للنهوض بـ 6 قطاعات اقتصادية منها قطاعي الزراعة والصناعة، وكان مقترح إنشاء منطقة صناعية زراعية للنباتات الطبية والعطرية من أبرز تلك المشروعات التي تضمنتها الاستراتيجية التنموية، وتوجت هذه الجهود بصدور القرار الجمهوري بتخصيص مساحة 147 فدانا بالظهير الصحراوي لمركز سمسطا، لإقامة منطقة استثمارية متكاملة للنباتات الطبية والعطرية والتصنيع الزراعي، والتي كانت بمثابة خطوة مهمة للمُضي قُدماً في المشروع الذي سيسهم في تحقيق نقلة نوعية في تلك الصناعة الواعدة.

وبدورها، أكدت وزيرة التنمية المحلية، الدكتورة منال عوض، في كلمتها التي ألقاها نيابة عنها الدكتور هشام الهلباوي مساعد الوزيرة للمشروعات القومية، أن الحكومة المصرية تلتزم بمواصلة مسيرة العمل المشترك مع جميع الشركاء لبناء اقتصاد تنافسي جاذب للاستثمارات، وضمان التمكين الاقتصادي لتحسين جودة حياة المواطن المصري، مشيرة إلى التزام وزارة التنمية المحلية بدعم جميع الجهود التي تستهدف تعزيز مشاركة القطاع الخاص في تنفيذ المشروعات الاقتصادية على المستوي المحلي، ودعم عدد من القطاعات الاقتصادية الهامة وعلى رأسها الزراعة والصناعة والسياحة، فوضعت الحكومة المصرية "التوسع في دعم التصنيع الزراعي" أحد أهم ركائز برنامج عملها خلال الفترة الزمنية من (2024 وحتى 2027).

ومن جهته، أكد اندرياس روب، رئيس تكتل مشروعات تنمية القطاع الخاص بالوكالة الألمانية للتعاون الدولي "جي أي زد"، أن الدورة الثالثة من المهرجان تأتي استكمالاً للنجاحات التي تحققت خلال دورتي المهرجان السابقتين، مشيراً إلى أن قطاع النباتات الطبية والعطرية يعد ركيزة أساسية في تعزيز النمو المستدام في مصر. 

ومن جانبه، أشار المهندس عبدالحميد الدمرداش، رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، إلى أهمية قطاع النباتات الطبية والعطرية، وفرص النمو الكبيرة المتوقعة لهذا القطاع، لاسيما في ضوء الطلب العالمي المتزايد والغير محدود على منتجات النباتات الطبية والعطرية وهو ما يجعلها على رأس القطاعات التصديرية الواعدة، حيث بلغت صادرات النباتات الطبية والعطرية خلال العام الماضي 282 مليون دولار.

وبدوره، قال المهندس طارق أبو بكر، رئيس لجنة النباتات الطبية والعطرية بالمجلس التصديري للحاصلات الزراعية، رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، إن المهرجان يهدف إلى تجميع الأطراف العاملة في قطاع إنتاج وتصدير النباتات الطبية والعطرية، خاصة صغار المزارعين والمصدرين،ما يفتح المجال أمامهم نحو تعزيز سبل التعاون والشراكة، كما يهدف المهرجان إلى تسليط الضوء على هذا القطاع الهام، من خلال عرض المنتجات المختلفة من النباتات الطبية والعطرية، ويساعد على التعرف على التطور الكبير الذي شهده هذا القطاع، وأحدث التقنيات والابتكارات المتقدمة المتاحة أمام العاملين بهذا القطاع.